[email protected] في الأسبوع الماضي، تعهد طاغية السودان بعمل دستور إسلامي 100%.. هكذا بالنص قال ذلك “للمتصوفة”.. في اعتراف ضمني بأن الدستور الحالي يقبل أن يكون غير إسلامي، ربما بنسبة 80% “مع المجاملة”..!! وعين التناقض في حديث الأفاك المعروف للعالم أجمع، هو أن رايات الشريعة (ظلت مرتفعة..!!) من قبل أن يمهد الرجل لفتنة دارفور في 2003م والفتنة أشد من القتل في الشريعة.. وكانت رايات الدين أيضاً خفاقة أثناء مقتل الكثيرين ظلماً دون محاكمات عادلة، عسكريين ومدنيين..! كما هي رفرفرت عالية في جميع المراحل التي أجرموا فيها حتى لحظة كتابة هذه السطور..!! * لكل مناسبة يلبس المشير زيّاً مختلفاً.. فالأمنيون يفصلون له المقاس.. ويختارون لون الكذبة بحسب طبيعة “الحشد”.. وبهذه المناسبة فإن المؤتمر الوطني برمته ليس فصيلاً سياسياً بالمعنى المتعارف عليه، إنما هو قطيع أمني كامل، أي سلطة منسدة لا تنتبه للمواطن العادي إلاّ حين تبلغ الروح الحلقوم.. بمعنى أدق أنهم “دولة تختلف عن دولة الشعب”.. فإذا صرخ الشعب خرجوا يتحسسون مسدساتهم، وانتبهوا “مؤقتاً” ليبدأ الولاة في الظهور التلفزيوني مع المواطن قلباً وقالباً.. وإذا خفت الصرخة، رجعوا مطمئنين إلى بيوتهم بأن كل شيء على ما يرام.. وهكذا ينخر سوس فسادهم أطراف السقف الشعبي الآن، ثم لا محالة..!! * ليس الدستور الإسلامي وحده، بل الإسلام في عظمه وشحمه ولحمه هو “حالة لسانية” لدى المشير وجماعته، حالة يلهبها “الحشد” لحظياً كما رأينا في تطواف الرئيس الأخير على الصوفية.. كأنهم سيحمونه من نفسه “الغليظة”..! والمعروف عن جماعة المسيد في السودان الكرم، وأنها جماعة تقبل الآخر مهما بلغت معايير الإجرام في روحه.. ورأينا كيف فعل الشيخ فرح ود تكتوك مع الرجل الخائف من القتل حينما أخفاه بكومة قش.. بينما جرائم المشير وسلطته لا تغطيها حشائش الأرض قاطبة..! * يتودد البشير للصوفية، بإعتبارهم قوة لا بأس بها عددياً.. وهو يحتاج ل”أعداد” وليس إلى مصلحين..! يعرف تماماً لمن يتودد.. فزعماء بعض المسائد واضحين تغريهم المصالح الدنيوية مع سلطة الرباطة.. ولا عجب أن يكون هؤلاء الشيوخ بفهمهم القاصر منكسرون.. و”يحشدون” لحزب الطاغية، ترهيباً وترغيباً.. فالجوع طبعاً كافر..!! وحزب البشير العاجز عن إدارة أي تنوع في السودان وفق معايير الشريعة والعدالة والوعي بالناس، تعوّد أن يحكم من نقاط ضعف الجماهير التي هي في حقيقة الأمر “لعبته”، طالما أن ماكينة الفقر هي الأعلى صوتاً.. وطالما أن ورش القصر بقيادة علماء الضلال تعمل في الطلاء المغشوش لباب الدين، حتى كاد العقلاء أن يخرجوا من “شبابيك العقيدة” التي بهتها عمرواخوانه فعلاً وقولاً..!! * وبعض الصوفية من “ملوك الإستنارة” لا يستطيع البشير أن يمسهم “بالعباية” فاللهم ثبتهم على الحق..! * أما السلفيون الآخرون في غالبهم، أكثر وعياً بالمشير وطريقته في الغش.. فهو يلجأ إلى تجارهم القلة كسند.. كل ينافق الآخر لغرضه الخاص.. بينما قطاع عريض منهم يعرفون أن حيلته في إدارة “الكشك الديني” يحاول بها ستر فضائحه التي تغطي قرص الشمس مع القمر والنجوم.. والأكثرية من السلفيين “يكفرونه” جهاراً..!! * لكن.. هل الكفار أنفسهم وقد جربناهم كمستعمرين هل بلغ بهم حد الحقد على الشعب هذا المبلغ العظيم “التاريخي” كحالنا اليوم؟!! * إن علماء القصر يؤدون دوراً أمنياً مهماً كمستشارين سريين في صناعة قطع الغيار “الدينية” التي تساعد تروس الطغيان على العمل كلما دعت الحاجة والوقت.. فانظروا إلى مجمل فتاواهم “كظاهرة” للعيان.. أما في هذه اللحظة بالتحديد فإن غنائم رمضان المليونية هي حصاد هؤلاء الأثير.. يستحقونها عن جدارة.. ألم نتفق بأنهم “علماء الفكة”؟! أعوذ بالله