محمد الحسن محمد عثمان …. اطلعنا فى يوم 14/7/2011 فى جريدة الصحافه وصحف اخرى على اعلان فى شكل بيان باسم رابطة المحامين الوطنيين بخصوص الوقفه التى وقفها محامو التحالف امام المحكمه الجزئيه وهتفوا حريه .. ديمقراطيه .. عداله وتسيير المواكب حق كفله الدستور كان البيان ملىء بالسباب والتجريح واصفا زملاء المهنه فى التحالف بانهم مزورون ومنحرفين سياسيا ومسخ مشوه واتهمهم بالخيانه العظمى والنفاق وخيانة الله والوطن وهم ليسوا سواء النطيحه والمترديه واعدء الشرف وخصوم الامانه والنصيحه وتناول الاحزاب المعارضه ووصفها بانها احزاب بائسه فكريا وساقطه اخلاقيا وعرج على القضاه المفصولين فوصفهم بانهم قادوا التجمع وهم المعزولون لفسادهم ولم تسلم منه المراه فاتهم الزميلات المشاركات بانهن خائنات ومتعاونات مع الجمعيات العميله !! والبيان صدر فى شهر رمضان هذا الشهر الكريم والذى خصه الاسلام دون الشهور باسس ينبغى ان نتعامل بها وحدود يجب الا نتجاوزها وامرنا بصون الجوارح ومنها اللسان فقد جاء فى البخارى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” اذا كان يوم صوم احدكم فلا يرفث ولايفسق فان سابه احد فليقل “انى صائم “وفى حديث اخر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجه فى انيدع طعامه وشرابه “ وقال جابر رضى الله عنه “اذا صمت فاليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم ودع اذى الجار وليكن عليك وقار وسكينه ولاتجعل صومك ويوم فطرك واحد” اما من ناحيه عامه فالمسلم مطلوب منه ان يكون عفيف اللسان والفحش فى القول منهى عنه فعن عبد الله بن عمر انه قال ” سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الا اخبركم باحبكم الى واقربكم منى يوم القيامه فاعاد مرتين او ثلاثه قالوا نعم يارسول الله” قال احسنكم خلقا وقال مامن شىء اثقل فى ميزان المؤمن يوم القيامه من خلق حسن ان الله يكره الفاحش البذىء وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذىء “ هذه هى تعاليم ديننا تنهى عن كل ماتطرق له البيان ويعبر عنا الرائع هاشم صديق واسفاك ياعشمانه من ناس ديك و”اسفاى من ناس ديل” ناس “المؤمن الطعان والفاحش واللعان” تقول “القدوه” ماكانت “رسول الله ” ولا المسلم لسانو تقا وحديثو نبيل هذا من ناحية دين اما اذا تناولنا المقال من ناحيه مهنيه فلا شك ان كل من قرأ البيان صدمته اللغه التى كتب بها فهى لغه ضعيفه والبيان متناقض من بدايته فهو يقول ” ان محامو التحالف تنادوا لاسقاط الحكومه ويضيف “لاشان لنا باحلامهم” ثم يسود صفحه كامله مدفوعة الاجر لسبهم ولعنهم والاساءه اليهم بسبب هذه الاحلام !! كما ان الالفاظ المستعمله فى هذا البيان لم نعتاد سماعها فى الوسط القانونى فهو وسط نقى راقيه الفاظه واول ماتعلمناه حينما ولجنا باب هذه المهنه هو ادب الحوار واحترام الخصوم وكيفية ادارة الصراع وان للكلمه شرف ينبغى الا ينتهك …. فنحن الممسكون بقب ميزان العداله ومن يمسك قب الميزان مستقيما هو المستقبم الذى برأ من الخبائث والقبائح والنقائض ومن اول صفات هذه المهنه عفة اللسان خاصه ونحن قدوه ومثال لايقبل النقيضه ابدا والمحامى لايتصور ان يكون بذيئا او شتاما فقد تعلمنا من الرعيل الاول كيفية وزن الكلمات بميزان الذهب وكيفية ان يكون الكلام نفسه ذهبا لاتبرا اما سمعتم عن المحجوب وهو يصول ويجول فى الاممالمتحده وخطب منصور خالد فى المنظمات الدوليه ودروس فى المساله الوطنيه فى البرلمان من على عبد الرحمن ومحمد امين حسين والمرضى وعبد الجوادوزروق اعلام فى المهنه يشرفونها …. كانوا ذربى اللسان وعفيفين حتى فى صراعهم مع بعض فلم نسمع بانهم تبادلوا السباب او الشتائم والاهانات وقد حفظوا كرامة هذه المهنه المقدسه حتى سلمونا لها ولا ينبغى ان نفرط فيها او نسمح لكائن من كان ان يفعل ذلك ……. فنحن من يصون حقوق الآخرين فكيف لانصون حقوق بعضنا اننى لن اتولى مهمة الدفاع عن الاخوه قيادات التحالف فهم اولى بذلك ومن تقاليد هذه المهنه ان من يتولى الدفاع عن زميل يستحسن ان يكون اقدم منه فى المهنه واكثر خبره حتى تكون هناك اضافه وانا لاهذا ولاذاك ولكن اريد ان اشهد شهادة حق …… فهؤلاء الزملاء هم اساتذتنا الذين تعلمنا منهم الكثير علما واخلاق مهنه وتاريخهم شريف وسجلهم نظيف لم يعرف عنهم انهم انحازوا لديكتاتور ضد شعبهم او دافعوا عن نظام متسلط بل انهم دائما فى حالة صراع مع مثل هذه الانظمه …..وهم لم ياكلوا اموال السحت ولم يثروا بمال حرام فقد عرفوا بيننا بانهم قامات تنحنى لها الهامات فهم قد شاركوا فى ثورة اكتوبر وكانوا من قادة انتفاضة ابريل وهم مازالوا “اطال الله عمرهم “يناضلون ويضحون من اجل سودان تحترم فيه حقوق الانسان وتصان كرامته اما زملائى القضاة المفصولون تعسفيا والذين يشير البيان الى انهم فصلوا لفسادهم فالصالح العام لم يفصل قاض واحد لفساده وانما فصل القضاه لاستقلالهم وعدم انتماوهم الحزبى ولنزاهتهم وللتمكين …….. بل ان حكومة الانقاذ نفسها عادت واقرت بان هذا الفصل كان تعسفيا فقامت بترقية كل منهم للدرجه الاعلى( وهى اول سابقه ان يرقى من هو فى المعاش ) ان القضاة المفصولين يشهد تاريخهم انهم كانوا فاعلين فى كل اضرابات القضاه التى ضعضعت حكم نميرى وهم الذين انحازوا لشعبهم فى انتفاضة ابريل وخرجوا فى موكبهم يهتفون “القضاه قضاة الشعب “ … وحقا كانوا قضاة هذا الشعب ومن صلبه وقد كانوا قمه فى النزاهه والعداله والنقاء ويشهد لهم الشعب السودانى بذلك والذى قال لسان حاله محجوب شريف دايرين نعرف وين ابرارنا والشرفا الراحو اوانطه من طلابنا ومن احرارنا والآلاف الشردتوها من خبراتنا ومن اخيارنا ويكفينا فخرا ان يصفنا محجوب شريف بالاخيار …… والشعب السودانى يعرف اننا لم نفصل لاننا مرتشين ولم نفصل لاننا عرفنا الحق ولم نقضى به وانما فصلنا فى عهد الانقاذ لاننا عندما راينا حقوق الانسان تنتهك والعداله ميزانها يميل تداعينا ورفعنا مذكره عليها توقيعاتنا لم نخاف ولم نتردد طالبنا بحل محاكم الطوارىء لكى لايحاكم ابناء شعبنا امامها فتم فصلنا وهذا مصدر فخر لنا فقد قدمنا وظائفنا قربانا فى محراب العداله ولااقول لمن وصف القضاة المفصولين بالفاسدين الا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم سياتى على الناس سنوات خادعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن الخائن ويخون الامين وينطق فيها الرويبضه ” قيل ومالرويبضه قال الرجل التافه يتكلم فى امر العامه ” يكون سيد القوم ارذلهم ويذل اهل الخير والصلاح ” صدق رسول الله الاتوافقوننى اننا الآن نعيش السنوات الخادعات ؟! محمد الحسن محمد عثمان قاض سابق [email protected]