زينب محمود أداى فى الوقت التى يقاتل فيه قيادات الحركة الشعبية فى العاصمة الأثيوبية أديس أبابا عن الأوضاع الإنسانية فى ولايتى جنوب كردفان والنيل الأزرق للسماح بتوزيع الغذاء للذين يموتون جوعاً فى الولايتين المذكورتين والفارون من القذف والجوع والمرض إلى حدود الدولة الوليدة، نجد أن المفاوضيين من المؤتمر الوطنى وبتملقهم الواضح للحركة الشعبية شمال يريدون أن يكسبو عملية التفاوض مع دولة الجنوب لصالحهم وتسويف الوقت فى القضية الإنسانية المذكورة بيتجاوزها والتطرق إلى قضايا أخرى لم تكن معنية بالتفاوض والمعروفة بإستغراقها للوقت لإرباك المفاوضيين من الطرف الآخر وممارسة هوايتها المفضلة فى شق وحدة الجبهة الثورية إذا قبلت الحركة التفاوض فى مواضيع لم يكن متفق عليها. فبينما تعيش المنطقتين المذكورتين محناً حقيقية و أوضاعاً إنسانية سيئة حركة جميع أبناء الوطن فى الداخل والخارج، نجد التجاهل وإفتقاد الإرادة السياسية من قوي الإجماع الوطنى، أى وطن هذا تتم تجزئة أزماته وأبنائه فى الهامش يعانون الموت اما جوعاً أو رمياً بالرصاص وقذفاً بالقنابل ، ليس لهم زنب إقترفوه سوى رفضهم للتطويع القسرى والإجبارى لصالح قومية واحدة وثقافة واحدة ، بل وطنا تنسجم فيه جميع الثقافات والقوميات والأديان. وبينما يطالب المجتمع الدولى بإيصال الغذاء “الأكل” للذين يموتون جوعاً تجد مجموعة الإجماع اللاوطنى تهيئ نفسها للمرحلة الإنتقالية التى يرسمون ملامحها ويتخوفون من طولها. إذا كانت المرحلة الإنتقالية هى فترة تحول من النخبوية والإستعلاء والإقصاء إلى الإلتزام بالديمقراطية والشفافية وقضايا حقوق الإنسان فالمطلوب من كل من يتعامل مع وحدة هذه البلاد ومستقبلها السياسيى والإجتماعى أن يستوعب حقيقة أن هنالك حاجة إلى تغيير حقيقى غير زائف، تغيير يستوعب معه العوامل التأريخية وجميع متغييرات الواقع ، فالدلائل تشير إلى أن حل قضايا الهامش يشكل مفتاحاً للإستقرار السياسى والإقتصادى والإجتماعى للبلاد. إن مبادرة قوي “الإجماع” رغم إفتقارها للقومية وعدم إصطحابها لرؤية باقى ممثلى الشعب السودانى فهى تفتقر إلى الإرادة السياسية ويغلب عليها الهيمنة الإمامية. إلا أن ثورات الخريف السودانى التى أخرجت أكثر القواعد تهميشاً وهى المرأة التى يمارس عليها القهر مجتمعاً من الدولة والمجتمع والرجل والثقافات “القهر المركب” قادرة على أن تحدث تغييراً حقيقياً يصحب معه الهامش كله الممثل فى السودان دون وصاية من مركز. إلا أن فكرة عقد مبادرة وطنية هى جيدة غير قابلة للنقد وضرورة حتمية لإنجاز المرحلة الديمقراطية والتى لن تتأتى إلا بتحالف شامل كامل يستصحب معه كل قوي التغيير المتمثلة فى القوي السياسية ومنطمات المجتمع المدنى ويستوعب وضع البلاد عالمياً وإقليمياً، يتناول قضايا أساسية مثل علاقة الدين بالسياسة ، شكل الحكم فى الفترة الإنتقالية ، قضية دارفور والمنطقتين والعلاقة مع جمهورية جنوب السودان “قضايا الحرب”.