أ/ عزيز كافى ……. الاصل في السعادة عند الإنسان ضمير حي ووازع ديني وآخلاقي , فمن توفرت فيه هذه الامور فهو سعيد في ذاته وقادر على إسعاد غيره ..وانه بهذه الميزات يكون اميناً مؤتمناً جديراً بالمسؤولية لاخوف منه ولا خوف عليه ... اما من إفتقد لعناصر السعادة الرئيسية تلك فإنه شقي في ذاته وان ظن عكس ذلك , كما انه لا يتورع في ان يسقط هذا الشقاء على من حوله وهذه هي الطامة الكبرى على المجتمع بكل مكوناته… هذا النوع من البشر هو مدار الحديث الان ,حيث ان ما يعانيه مجتمعنا من فساد وإفساد ما هو إلا النتيجة الحتمية لسلوكيات هذا النفر الخارج عن قيم مجتمعنا الاصيلة المتمثلة في الامانة والخير والعدالة ...هذا النفر الذي هانت عنده المباديء فنهب آموال الشعب واكل خيرات البلد واتخم حساباته في البنوك الربوية بالمال الحرام الذي إختلسه من جيوب ابناء هذا الوطن الطيبين القانعين برغيف الخبز وشربة الماء ...هذا النفر الذي لم يتق الله في مسؤوليته التي اسندت له فعاث فسادا في مؤسسات الدولة وكأنها آرث , له مطلق الحرية في التصرف فيها كيف شاء ...اتساءل ويتساءل معي الكثيرون الى متى سيبقى الحال على ما هو عليه والى متى سيظل هؤلاء يرتعون في خيرات الشعب دون مساءلة وحساب والى متى سيبقى ابناء هذا الشعب يعانون البطالة والعوز والحرمان , وهنا لا بد ان انبه الى امر في غاية الخطورة والاهمية وهو ضرورة ان يؤخذ في الحسبان ( ثورة الجياع التي تشهدها البلاد الان ) فالمواطن لم يعد قادراً على التحمل ولم يعد قادراً على رؤية الفاسد والسارق والقاتل حراً طليقاً دون حساب وعقاب... كما لابد ان انبه الى ان ثورة الشارع السوداني الان ستاخذ ابعادا اكثر من المتوقع اذا لم يلمس المواطن جدية في التعامل مع قضايا الفساد واذا ما تم التغاضي عن المفسدين وهذا للاسف ما حصل في مجلس المتورطين بسرقة المال العام الموقر والذي لم يعد يمثل إرادة الشعب، لان إرادة الشعب لا تشترى ولا تباع ...هناك نفر في المجتمع لا يرون ان الشعوب أثقلها الفقر والعوز فقد أعمتهم كماليات الحياة ولم يعد يرى إلا أمثاله وأتباعه وكانه لم يسمع يوماً بأية في كتاب الله تعالى تقول : (للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضرباً في الارض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم)فحسبنا الله ونعم الوكيل هؤلاء الأشخاص ممن ينهبون مقدرات الشعوب ليس لهم إلا الثورات التي تطيح بهم وتهوي بهم إلى جحيم الحرمان.