أعلن المدير التنفيذي لهيئة الطيران المدني ان محمد عبد العزيز المدير العام للهيئة زاول أعماله أمس الخميس بعد رفض المشير عمر البشير لإستقالته التي قيل انه تقدم بها في اعقاب حادثة طائرة تلودي . وأضاف عادل عثمان المدير التنفيذي للهيئة في تصريح ل (سونا) ان رئيس الجمهورية وجه المدير العام محمد عبد العزيز بالمضي قدماً في البرنامج ( الإصلاحي) الذي إعتمدته الهيئة للتحديث والتطوير . وكشف اسحق أحمد فضل الله – أحد أهم كتاب الإسلاميين وموصول بالأجهزة الأمنية والسياسية للمؤتمر الوطني – الإستهبال في الحديث عن إستقالة المدير العام للطيران المدني في عموده بصحيفة الإنتباهة أمس : ( …. ٭.. محمد عبد العزيز مدير الهيئة يقدم استقالته..٭ ود. عبد الوهاب وآخرون وآخرون من كبار المسؤولين وعلى امتداد السنوات قدموا استقالاتهم.٭ والتقليد هو أن الاستقالة تقدّم للرئيس سراً.. وتبقى لتقبل أو ترفض ثم الإعلان.٭ لكن استقالة محمد عبد العزيز تدبر بحيث: تصل إلى الصحف قبل وصولها لمكتب الرئيس.. ثم؟ ٭ ثم حملة صحفية داوية كلها (يرفض) الاستقالة هذه.. و(الإجماع) الصحفي هذا يصبح شيئاً مثيراً يحتاج إلى تفسير.. ثم؟ ٭ ثم الصحف التي تزعم أن البشير رفض الاستقالة تجهل أن البشير كان في بيته أيام العيد. ٭.. والصحف التي تحمل الطبل تكسر عنقها بيدها وهي تروي أن محمد عبد العزيز يسلم الاستقالة للفريق عبد الرحيم. ٭ وأن هذا يؤجل رفعها حتى عودته من أديس أبابا ٭ .. (مما يعني أن الرئيس لا هو تلقى استقالة ولا هو رفضها). ٭ والأمر يُعطي معنىً جديداً للحملة الصحفية التي تهلل لبقاء عبد العزيز. ٭ والحملة تصبح سخرية الساخرين وهي تنسب للبشير أنه يرفض الاستقالة. (وذلك حتى يكمل محمد عبد العزيز عمله في إصلاح الهيئة). ٭ والسُخرية تصبح شيئاً قدرياً وصحيفة السوداني.. دون قصد منها = تقدم المشهد الأعظم لها ٭ وصحيفة السوداني أمس تغطي صفحتها الأولى بصورتين: ٭ صورة لمحمد عبد العزيز ٭ وصورة للرئيس زيناوي٭ والمشهد يجعل العيون تذهب إلى المقارنة بين الطيران الإثيوبي (741) طائرة .. والذي هو الثروة (الوحيدة) لإثيوبيا كلها.. وبين طيران محمد عبد العزيز الذي يقدِّم أروع حصيلة للجثث..٭….. ….و…. ٭ أحبابنا الشهداء صلاح معنويات وأبوقرون وعبد الحميد و… و.. ٭ الرئيس لم يرفض الاستقالة.. ٭ وما سقط ليس هو طائرتكم.. ما سقط هو حاجات ثانية). ويبدو ان اسحق فضح (إستهبال) استقالة مدير الطيران في إطار الصراعات الدائرة بين مراكز القوى في الإنقاذ ، خصوصاً وان إدارة الطيران ترتبط بعقود المقاولات في المطار الحالي والجديد ، وهي عقود ظلت مثار خلافات عميقة ، بين مراكز الإنقاذ وبالإخص بين أسرة عمر البشير التي تتولى بعض العقودات وبين وزير المالية علي محمود ، والوزير ظل مثار هجوم عنيف من اسحق أحمد فضل الله ، ليس بسبب سوء ادارته للإقتصاد ، وانما لقراره بإيقاف تمويل المطار الجديد !!