بعد (23) عاماً من حكمه ، قال المشير عمر البشير انه لا يوجد مبرر لبقاء شرق السودان في خانة المعاناة من التخلف والجهل والمرض. وأعلن لدى مخاطبته أمس أعمال المؤتمر الثالث لجناح مؤتمر البجا المتحالف مع المؤتمر الوطني الذي عقد بقاعة الصداقة بالخرطوم دعم حكومته لتنمية شرق السودان وتمييز المنطقة إيجابا عبر مبالغ مالية تم رصدها في صندوق أعمار الشرق ، بحسب ما أوردت (سونا) ، ولكنه لم يتحدث عن أسباب عدم دعم الشرق طيلة سنوات حكمه السابقة . وأثني البشير على جبهة الشرق لما اسماه التزامها ببنود الاتفاقات في إشارة لالتزامها بالتحالف مع سلطته . وبرر ظهوره بالزي العسكري في مناسبة انعقاد مؤتمر عام حزب مؤتمر البجا لارتباطه ببرنامجه بالقيادة العامة لقوات الشعب المسلحة إلا أنه حرص علي الحضور إكراما ل (أهل شرق السودان) ، وهم نفسهم الذين فتح عليهم النار في تظاهراتهم السلمية في بورتسودان فقتل (26) من العزل في مذبحة بورتسودان الشهيرة مايو 2005 . وفي السياق تحدث صلاح باركوين عن عدم رضا حزبه (مؤتمر البجا) لسير إنفاذ اتفاقية سلام الشرق، مشدداً على التزامهم بكل ما ورد فيها من بنود، بينما أعتبر موقف الحكومة حيالها بأنه (غير موفق)، ورفض تجاهل الحكومة لقضية مثلث حلايب في لقاءاتها المتكررة مع مسؤولين مصريين، لافتاً إلى أن مؤتمر البجا ظل يطالب بتحريرها، لكن ليست لديه السلطة ولا الجيش للقيام بذلك، مؤكداً استعداد البجا ليكونوا سنداً للحكومة في أي إجراء تتخذه لتحرير حلايب، رافضاً الحديث عن تكامل بين البلدين حول منطقة لم تحسم تبعيتها بعد. واعترف الأمين العام لمؤتمر البجا صلاح باركوين ، في مؤتمر صحفي بمنبر وكالة السودان للأنباء (سونا) ، بان مشاركة حزبه في الحكومة (صورية وديكورية)، واصفاً الحديث المتكرر عن المشاركة بأنه ذر للرماد في العيون ، قائلاً: (ما لم نشارك في الجهاز التشريعي فلن تكون هناك مشاركة أصلاً)، لافتاً إلى أن البرلمان أصبح غرفة لتمرير قرارات الحزب الحاكم الذي يسيطر عليه بنسبة (99%) بنواب لا يرددون سوى مقولة (نعم) . وأقرّ باركوين بتفشّي الفقر والجوع والمرض بولايات الشرق، لكنه قال (ليس بيدنا سلطة لفعل شيء؛ لأن تلك الولايات تقع تحت قبضة المؤتمر الوطني وليس مؤتمر البجا)، داعياً أبناء المنطقة بالخارج والداخل لنجدة أهاليهم، وعدم انتظار الحكومة التي لن تفعل لهم شيئاً.