السودان وتشاد.. كيف عكرت الحرب صفو العلاقات بين الخرطوم ونجامينا؟    الحرس الثوري الإيراني "يخترق" خط الاستواء    ريال مدريد ثالثا في تصنيف يويفا.. وبرشلونة خارج ال10 الأوائل    فيتش تعدل نظرتها المستقبلية لمصر    عالم فلك يفجّر مفاجأة عن الكائنات الفضائية    السيد القائد العام … أبا محمد    اتصال حميدتي (الافتراضى) بالوزير السعودي أثبت لي مجددا وفاته أو (عجزه التام الغامض)    تمندل المليشيا بطلبة العلم    الربيع الامريكى .. الشعب العربى وين؟    الإتحاد السوداني لكرة القدم يشاطر رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الأحزان برحيل نجله محمد    ((كل تأخيرة فيها خير))    هيفاء وهبي تثير الجدل بسبب إطلالتها الجريئة في حفل البحرين    وصف ب"الخطير"..معارضة في السودان للقرار المثير    والى الخرطوم ينعى نجل رئيس مجلس السيادة    قبل قمة الأحد.. كلوب يتحدث عن تطورات مشكلته مع صلاح    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    مستشار سلفاكير يكشف تفاصيل بشأن زيارة" كباشي"    وفاة محمد عبدالفتاح البرهان نجل القائد العام للجيش السوداني    شاهد بالصورة والفيديو.. فنانة سودانية تحيي حفل غنائي ساهر ب(البجامة) وتعرض نفسها لسخرية الجمهور: (النوعية دي ثقتهم في نفسهم عالية جداً.. ياربي يكونوا هم الصاح ونحنا الغلط؟)    شاهد بالصور والفيديو.. حسناء سودانية تسخر من الشباب الذين يتعاطون "التمباك" وأصحاب "الكيف" يردون عليها بسخرية أقوى بقطع صورتها وهي تحاول تقليدهم في طريقة وضع "السفة"    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    قائد السلام    واصل تحضيراته في الطائف..منتخبنا يؤدي حصة تدريبية مسائية ويرتاح اليوم    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الخميس    العقاد والمسيح والحب    شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية "لوشي" تغني أغنية الفنان محمد حماقي و "اللوايشة" يتغزلون فيها ويشبهونها بالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز    «الذكاء الاصطناعي» بصياغة أمريكية إماراتية!    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    فينيسيوس يقود ريال مدريد لتعادل ثمين أمام البايرن    الحراك الطلابي الأمريكي    تعويضاً لرجل سبّته امرأة.. 2000 درهم    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشريعه التى يؤيديها الليبراليون دون معرفه !
نشر في حريات يوم 12 - 09 - 2012


تاج السر حسين
…………….
مدخل أول لابد منه:
دائما ما أعتمد فى طرحى للمواضيع خاصة (الدينيه) على أمثله وتجارب مأخوذه من الواقع المصرى لا لأنى عشت فى تلك البلده لفترة طويله من الوقت، وأنما لأنها من أكبر الدول التى تسمى عربيه وأسلاميه ومن أكثرها سكانا، وكانت (مصر) فى يوم من الأيام مركز اشعاع علمى وثقافى لابد أن نعترف به ، وفيها (الأزهر) مع أن الأزهر هو أحد مشاكلها (المسكوت عنها)، فهو نادرا ما يخرج مثقفين متحررين من سطوة الفقه المتحجر المأخوذ من الكتب القديمه الصفراء الذى لا يواكب روح العصر، رغم أن البعض يعتبره نموذجا للتدين الوسطى المعتدل، وهذا صحيح فقط اذا قورن بما يدعو له (المتطرفين) فى تيارات الأسلام السياسى المختلفه.
اضافة الى ما تقدم ونتيجة له ، تشهد الحياة المصريه استقطاب دينى حاد وخطير لم يكن على ذلك الشكل من قبل يصل حد أن تهجر اسر مسيحيه ويفرض عليها أن تنتقل لمدن أخرى نتيجة خلاف أو مشكله بسيطه تقع بين شخصين فى احدى المدن أحدهما مسلم والثانى قبطى، وأن تفرض ذلك التهجير مجموعة من المسلمين المتشددين لا الحكومه.
وما هو أهم من ذلك كله، فأن مصر هى التى أخرجت العفريت من قمقمه وصعب عليها أن تعيده الى ذلك القمقم مرة أخرى، وهى (صانعة) فكر الأسلام السياسى الذى يقوده الأخوان المسلمون كما أوضحت من قبل بدءا بالشيخ حسن البنا الذى أخذ منه تلميذه (سيد قطب) وزاد من عنده ونتيجة لذلك تشكلت داخل الجماعه مجموعه كبيره يسمون (بالقطبيين)، وهم الأقرب وجدانيا الى فصيل أكثر خطوره و(ظلاما) منهم، هم السلفيون والجماعه الأسلاميه الذين لم يجدوا فى نهج الأخوان المسلمين البرغماتى (الميكافيلى) ما يشبع ميولهم (للعنف) والقتل وفرض الفكر (الظلامى) والعمل على تغيير الأنظمه عن طريق السلاح والأرهاب، الذى يطال الأبداع وألأدآب والفنون.
وهؤلاء الأشد عنفا وتطرفا، أخذوا فكرهم بداية من (الوهابيه) خاصة بعد أزدياد وتنامى هجرة الأيادى العامله العربيه من مصر وغيرها نحو الجزيره العربيه بعد ارتفاع سعر البترول وبالتحديد بعد حرب اكتوبر 1973، فالتزم كثير من العمال والموظفين البسطاء ارتداء الجلباب القصير واعفاء اللحي الكثيفه كمظهر أسلامى يعتبرونه سنة دون اهتمام كبير بالجوهر وسمة غالبه على الجميع هى التشدد فى مواقف لم يتشدد فيها الرسول وصحابته، اضفة الى ذلك موقفهم المعروف فى محاربة وكراهية للتصوف والمتصوفه لا تقل عن كراهيتهم للمسيحيين واصحاب الديانات الأخرى.
فشتيمة (اليهود) فى مصر تسمعها من فم كبار المثقفين بصورة عاديه ودون شعور بالحرج، مع أن اليهوديه دين سماوى يجب أن يحترم ومن بين اليهود داعمين للحق الفسلطينى وحقهم فى العيش الكريم بصورة لدى كثير من العرب.
وحال المثقفين المصريين خاصة بعض الليبراليين محير ومدهش وغريب ومن بينهم (اقباط) حيث تسمعهم يؤيدون (الشريعه) كمادة ثانيه فى الدستور، أما دون أن يعرفوا ماذا تقول تلك الشريعه وفقهها – بالتفصيل – وكيف يتعارض ذلك الفقه مع مواثيق الأمم المتحده ومع الأعلان الدولى لحقوق الأنسان، كما سوف نبين لاحقا ويعتبرون الموافقة على (الشريعه) أو احكامها أمرا هينا، وفى ذات الوقت تجدهم يشكون من هيمنة الأخوان واستحواذهم وعملهم المستمر فى (أخونة) الدوله المصريه، وهذا فعل (شرعى) ربما لا يقال عنه جهرا لكن الأخوان يخططون له فى مجلس شوراهم ويعملون من اجله لكى يمكنوا لأنفسهم ولدولتهم التى سعوا لها منذ الاف السنين وقتلوا الكثيرين وعانى منهم الكثيرون اعتقالات وتعذيب ، فواهم من يظن أنهم سوف يفرطوا فى تلك الدوله بالديمقراطيه أو غيرها.
لا أدرى هل موقف اؤلئك الليبراليون بسبب (الخوف) والخشية من عنف الأسلاميين، أم هو نوع من النفاق الأجتماعى والسياسى أدى بهم للقبول بمواطنه غير متساويه من أجل العيش فى أمن وأمان ولكى تسلم الرقاب من القتل الحقيقى أو الأغتيال الشخصى والمعنوى وفقدان الوظيفه والوضع المميز، وهذه حاله عاش فيها بعض المثقفين السودانيين، فوصل السودان الى ما نحن فيه الآن من حال أدى الى انفصال وتمزق وتردى فى كافة جوانب الحياة.
مدخل ثان:
القارئ المحترم الذى الح على لتزويده بالدليل الذى يؤكد تصريح الشيخ (راشد الغنوشى) زعيم حركة النهضة التونسيه ونائب رئيس هيئة العلماء المسلمين، على أحدى القنوات الفضائيه المصريه،لم أتذكرها فنقلت له بدلا عن ذلك تصريحا له مقارب جدا لذلك التصريح من صحيفة الأهرام المصريه وأوضحته بأنه لا يطابق ذلك التصريح تماما الذى قال فيه (الغنوشى) بأنهم لم يضعوا (الشريعه) أو احكامها فى دستورهم التونسى لأنها غير صالحه لكل زمان ومكان، فاذا به يتجه للدفاع عما قاله فى الصحيفه لا فى القناة التلفزيونيه ومحاولة التبرير لكلام واضح يؤكد عدم صلاحية الشريعه لكل زمان ومكان، ولم يقل القارئ الكريم أن الغنوشى رفض حكم الله وأرتد عن الأسلام، طالما يعتبر البعض أن (الشريعه) هى حكم الله، ولذلك يجب أن يرضى به الخلق دون نقد أو اعتراض ،لا تشريع وفقه مستنبط من القرآن ومن غيره من مصادر (أسلاميه) كالحاديث والقياس والأجتهاد، نظمت حياة أمة من البشر وكانت مناسبه لهم بحسب زمانهم وثقافتهم والبئيه التى نشاءوا فيها وندرة التعليم والبحوث.
ويظن البعض خطأ أن الدين والرسل يبعثون ويرسلون للأمم (السوية) ، والناضجه، والحقيقه على العكس من ذلك تماما فا لأمم (السوية) لا تحتاج فى الغالب الى الرسل مثل الأمم والشعوب الظالمه والجاهله والمتخلفه.
وقارئ محترم آخر أتهمنى بمعاداة الأسلام – سامحه الله – وهذا أمر سهل، دون أن يهتم بأنتقاد افكارى (بعلم) وحجج وربما نجد الحق عنده فلنتزمه ونقتنع به، ويريدنى أن أفهم دين الأذكياء وأقبله كما يفهمه ويقبله هو وغيره من (اسلامويين) ولقد ذكرت بأن من قبل بأن الرسول (ص) دعا كما جاء فى الحديث لأبن عباس بأن يفقه الله فى الدين وأن يعلمه (التأويل)، لا (التفسير) ، ولو اكتفى المثقفون بما هو وراد فى كتب (التفاسير) القديمه وبما فيها من اراء، منها كثير (مخجل) ومضحك، فكيف يستقيم معنى الآيه: (قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربى لنفذ البحر قبل أن تنفذ كلمات ربى) .. ولو كنت معاديا للأسلام وغير مقتنع به، فلماذا اكتب وأحاور وأوضح وأرد على هذا الشكل ، وما الذى يمنعنى فى زمن (الحريه) أن افعل مثل (أحمد) و(جمال) و(ورشاد) الذين تركوا الأسلام واتجهوا لدين آخر لأنهم لم يجدوا من يوضح لهم أن الأسلام دين حق وفيه جوانب مضئيه وجميله ومشرقه،و(الشريعه) التى تقر الرق والأستعباد وتنظمه، والتى تطالب المسلم بقتل (الكفار) وتحلل له الزواج من اربعه نساء وما ملكت الأئمان بغير حساب، ليست هى (الأسلام) ولا كلمة الله الأخيره لعباده، لذلك اسعى جاهدا وبقدر ما لى من معرفه متواضعه أن ابين ما هو (أحسن) فى الأسلام وأميزه عما هو غير ذلك حتى يقتنع المترددون الذين كرهتهم فتاوى (الشيوخ) الغبيه المأخوذه من تلك (الشريعه) وفقهها مثل (ارضاع الكبير) و(مضاجعة) الزوجة المتوفاة خلال ست ساعات .
ذلك الفقه غير المقنع لجيل الكمبيوتر والأنترنت والفيس بوك من مثل هؤلاء الشباب الذين يتضح من اسمائهم انهم مسلمين وابناء مسلمين من دول مختلفه ، بينهم السنى والشيعى ، لعلهم يبقوا فى حظيرة هذا الدين اذا وجدو من يزيل من روؤسهم ذلك الفهم المتخلف الذى يجعل الأنسان غير قادر للدفاع عن الأسلام بحق ومنطق، ولذلك أما تخلى عنه من هم مثل هؤلاء الذين لم يجدوا فيه حلا لمشاكلهم ولم يوفر لهم اجابات مقنعه لأسئلتهم، وبعض آخر بقى متمسكا بذلك الدين على ذلك الفهم، فتجده قد اتجه نح العنف وحمل السلاح وارقة الدماء، بسبب ازدواجية المعايير وتناقض المفاهيم كما يبدو لهم، فمرة يطالبهم القرآن بالدعوه فى اسماح وبالتى هى أحسن ومرة أخرى يطالبهم بقتل المشركين والتضييق عليهم فى حياتهم بمجرد أن تنتهى الأشهر الحرم، دون ان يميز لهم عاقل بأن تلك كانت الدعوه فى بداية الأسلام، وهى التى يجب أن تكون فى آخر ايامه لأنها الأحسن، لكن القتال والعنف بالأخرين، كان ضرورة مرحله وفترة (ثوره) ولا يمكن أن يستمر القتال الى ما لانهايه طالما أصبح الأقناع بالحوار والمنطق والحجه ممكنا.
………………………………….
ومن ثم اعود لمقال اليوم وللشيخ (الغنوشى) الذى يفهم الأسلام جيدا ويعرف ماذا تقول (الشريعه) وهل ما تقول به صالح لكل مكان وزمان، خاصة فى عصرنا الحديث؟
وصحيح ما قاله (الغنوشى) أن الشريعه ليست (حدود) فقط وقانون عقوبات، جلد ورجم وقطع من خلاف، لكن ما يظهر للناس فى كآفة البلدان التى تدعى انها تطبق (الشريعه) أن الحاكم الذى يستخدمها من أجل الوصول للسلطه أو لتثبيت اركان حكمه حينما يشعر بأنه بدأ يضعف ويضعضع عوادة ما يقصد بالشريعه تلك الحدود لكى يرهب مواطنيه ومعارضيه ولكى يدغدغ مشاعر البسطاء وهم الأغلبيه بالدين على أمل أن يفوزوا فى دنياهم وآخرتهم، لكن لأن (المنهج) يناقض روح العصر وثقافته ولا يتسق معها، فالحاكم والرعيه المخدوعه، يجدون انفسهم قد تناسوا الأخره، وأهتموا بنصيبهم من الدنيا مال ونساء، وقصور ومزارع وما خفى أعظم.
وهذه سانحه اعبر فيها عن دهشتى لقارئ محترم لا أظنه قليل الذكاء، تساءل كيف نرفض (الشريعه) فى وقت نتحدث فيه عن ذلك الشيخ الذى قذف الممثله (الهام شاهين) على الهواء بالفاظ نابيه وخارجه لا يمكن أن يقولها أى (صعلوق) داخل اى مأخور، وكيف نقول بأنه يجب أن يحد بحد القذف؟
نحن نقول مثل ذلك الكلام لا قناعة (بالشريعة) فى العصر الحديث الذى يمكن أن تشرع فيها تشريعات وقوانين (أنسانيه) تطال الجميع بغض النظر عن دياناتهم حينما يسئيون لأنسان آخر، ولا مانع اذا كان موجود فى تشريع دينى ما يلبى الحاجه لصياغة ذلك القانون على نحو متكامل، لكنا حينما نورد مثل هذه الأمثله لنبين لمثل ذلك الأخ الكريم أن الذين يطالبون بتطبيق (الشريعه) ويصلون حد العنف بالأخرين، اذا خالفوهم، هم أكثر الناس خروجا على ما تقوله تلك (الشريعه)، هذه بقذفه لأمراة مهما كانت فهو لا يملك الدليل على ما قاله عنها، وقد وصفها بكلمات واضحه لا لبس فيها ولا يمكن أن أكتبها احتراما للقراء المحترمين الذين لم يراع مشاعرهم شيخ ملتحى يدعو للشريعه التى يعتبرها حكم الله.
مرة أخرى (الشريعه) فعلا فقه وتشريع لا حدود فقط، لكنه فقه لا يناسب هذا العصر وتلك الحدود كما تقول الشريعه نفسها، يجب الا تطبق على المجتمعات الا بعد توفير حد (الكفايه) وقلنا هذا يعنى أن يوفر الحاكم لمواطنيه العمل والمسكن وما يركبونه من مواصلات وما يكفيهم من مال للأكل والشرب وما يجعل الشباب قادرين على الزواج وأحصان أنفسهم ثم بعد ذلك كله أن يوفر لهم حق الترويح عن انفسهم، فاذا قام بكل ذلك، عندها يمكن أن يجلد السكارى والزناة.
وهنا سوف اتناول جزء من ذلك الفقه وأسأل ذلك الأخ الكريم ومعه (الليبراليون) اليذن يوافقون على عمى لدستور توضع فيه (الشريعه) كاحكام أو مبادئ فى بلد متحضر؟
فى (الشريعه) الأسلاميه فقه يتحدث عن وطأ الزوجه (الطفله)، التى لم تبلغ الحلم. والآيه تقول (واللاتى يئسن من المحيض من نسائكم ان ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللاتى لم يحضن وأولاا الأحمال أجلهن أن يضعن أحمالهن).
يعنى هناك زوجه لم (تحض) بعد، و(الشريعه) تشترط لصحة عقد ألنكاح الولى بصورة أساسيه دون غيره من باقى الشروط.
فهل يعقل هذا أن يتزوج انسان عاقل طفله صغيره عمرها سنه أو سنتين أو سبع سنوات ويستمتع به ويفعل بها كل شئ ما عدا الوطأ اذا كانت لا تطيقه، لكن اذا كانت (سمينه) فذلك ممكن، هذا فى فقه (السنه) أما عند الشيعه ا(لأفضل) قليلا، فقهم لا يسمح بذلك الا بعد أن يصبح عمر الزوجه (الطفله) تسع سنوات. فهب أن أحدهم منزوع الضمير أستغل ظروف أب محتاج واقنعه بتزويجه من طفلته التى تبلغ من العمر ثمانى سنوات، وفعلا تزوجها ودخل بها وجئ بها الى طبيب تعانى من النزيف الحاد، هل يمكن أن يعاقبه قانون أو دستور ينص على أن الشريعه هى المصدر للتشريع أو مصدر اساسى من مصادره؟ بالطبع هذا لن يحدث، لأن البعض خاطئا يعتبر ذلك كلام (الله) لا أعنى الآيه بالطبع، وأنما الفهم الذى يسمح بزواج طفله فى مثل ذلك العمر.
للأسف البعض يتجه لضرب مثل بزواج (النبى) من السيده عائشه وهى فى سن التسع ، والأنبياء لا يضرب بهم المثل فى كل شئ لأنهم (أستثتنائون) وعلاقتهم بربهم تختلف عن علاقة سائر البشر، اضافة الى ذلك فالفارق الزمنى بين زمنهم وزمننا له اعتباره، وقد قلنا من قبل أن آدم عليه السلام كان جائز له تزويج الأخ من أخته، لكن ذلك الحق اصبح باطلا فى المستقبل، فهل يعقل قياسا على هذا أن نعمل بتشريع صدر قبل 1400 سنه؟ الا نستخدم عقولنا؟ واذا كان (النبى) بيينا جسدا حتى اليوم، اما كان سوف يلغى كثير من تلك التشريعات التى لا تىناسب ثقافة العصر وتشمئز منها مشاعر مرهفى الحس وأصحاب الضمائر الحية؟
وهل اسلم أن نتبع ذلك (الفقه) أم الأعلان العالمى (الراقى) لحقوق الأنسان الذى لا يسمح بزواج فتاة لم يصل عمرها الى 16 سنه بل يجرم ذلك العمل فى الكثير من الدول المتقدمه وعقوبته أحيانا أشد من عقوبة القتل ولو كانت عنده عقوبة اعدام لأعدموا مرتكبه.
الا يدل هذا المثل على أن الشيخ / الغنوشى، يفهم الشريعه جيدا لذلك افتى بأنها لا تصلح لكل زمان ومكان، وأنه لا يستطيع أن يدافع على مثل هذا الفقه الذى يزوج طفله لرجل بالغ كبير سن؟
لا داعى أن نعيد ونكرر ما قلناه من قبل عن (الشورى) التى لا علاقة لها بالديمقراطيه وليست هى افضل منها لأنها شرعت (لنبى) يحكم قاصرين، خارجين من جاهلية غليظه لا مفكرين وأطباء ومهندسين وقانونونيين ومعلمين وغيرهم، واذا اخطأ (النبى) فأن الوحى يصححه، لا حاكم هو بشر عادى يأكل ويشرب ويتغوط ويتناسل ويحب ويكره، من حقه أن يشاور مجموعه منتقاة من مواطنى الدوله ومن حقه الا يلتزم بما اشاروا به عليه وأنما يتوكل ويمضى منفذ قراره حتى لو ذهب بهم الى الهاويه أو اغرقهم فى البحر كما يفعل كآفة الحكام الذين يطبقون (الشريعه) التى تحولهم الى طغاة بل الى آلهة يعبدون.
آخر كلام:-
فى مقال سابق قلت نحن مع التغيير ومع اسقاط الأنظمه الديكتاتوريه، بشار أو البشير لكن من الخطأ أن يصل المتطرفون للحكم كما نرى فى سوريا، وبألأمس نقلت الفضائيات صور ل 20 جنديا سوريا قتلهم الثوار بعد أن أمسكوا بهم، فهل يمكن أن يحكم مثل هؤلاء دوله؟
وقلنا أن (الأسلامويون) مع الديمقراطيه اذا خدمتهم وكانت فى صالحهم وضدها اذا كانت على خلاف ذلك، وحينما يستلموا الحكم عن طريق الأنتخابات تكون تلك آخر انتخابات ديمقراطيه،وتأكد هذا برفض (الأسلامويون) المتشددون فى الصومال رفضهم للأنتخابات الأخيره التى فاز بها صومالى لا ينتمى لهم.
تاج السر حسين
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.