كشف وزير التعليم العالي البروفسير خميس كجو كندة أن عدد أساتذة الجامعات الذين هاجروا إلى خارج البلاد وصل إلى «800» أستاذ خلال الأيام الماضية، مبينًا أنه مازال هنالك «12.000» أستاذ منهم «10.000» يحملون درجات فوق الماجستير، وأرجع أسباب الهجرة لدوافع اقتصادية، موضحًا أن ضرورة ومتطلبات الحياة تفرض ذلك، مبينًا أن الوزارة تسعى لتحسين أوضاع الأساتذة لمزيد من العطاء والارتباط بالوطن، وقال في الندوة التي نظمها الاتحاد العام للطلاب السودانيين أول أمس بعنوان: «هجرة الأساتذة الأسباب وفرص العودة»: إننا نريد الهجرة لكن بضوابط تليق بمقام الأستاذ الجامعي، لافتًا إلى أنهم عند عودتهم سوف تستوعبهم الجامعات، ومن جانبه كشف المدير السابق لجامعة النيلين البروفسير حسن الساعوري أن عدد الأساتذة الذين هاجروا من جامعة النيلين بلغ «200» أستاذا، وأوضح أن هنالك بعض الأقسام لم يبقَ بها غير أستاذين بدلاً من اثني عشر أستاذًا، محذرًا من خطر هجرة الكوادر الجامعية. وأكد محلل سياسي ل(حريات) إن الرقم أكبر بكثير من الرقم المذكور قائلا: ما خفي أعظم، وقال إن هناك هجرة وصفها بالخرافية، متسائلا: هل يصدق أحد أن تكون هناك هجرة جماعية للأساتذة السودانيين إلى جامعة أسمرة؟ مشيرا إلى أن الوضع في إرتريا يعد الأسوأ في القارة في كثير من النواحي، مدللا بأن هجرة الأرتريين هي الأكبر حتى لإسرائيل. هذا وشملت الهجرة الحالية المتزايدة لأساتذة الجامعات دولا لم تكن تشكل عامل جذب في الماضي كأرتريا وليبيا، فضلا عن دول الخليج التي كان الأساتذة يقصدها منذ القدم. وكان مجلس الوزراء أجاز في الأسبوع قبل الماضي مشروع قانون تعديلات متنوعة بغرض تحسين أوضاع أساتذة الجامعات وزيادة سن المعاش الإجباري لهم، وذلك في محاولة يائسة لوقف تيار الهجرة الحالي الذي جعل الجامعات خلوا من الأساتذة المؤهلين أو تكاد.