د.عبداللطيف محمد سعيد ……. الحديث عن المخدرات يكون خطيراً جداً حين يصدر من جهة تعد من اهل الاختصاص وحين تدعم حديثها بالأرقام والنسب المئوية… الإدارة العامة لمكافحة المخدرات قالت ان نسبة المتعاطين للمخدرات ارتفعت بنسبة (344%) والخطر في الموضوع ان معظم هذه النسبة من الطلاب والطالبات وهذه النسبة من واقع البلاغات المدونة! أي ان النسبة اعلى من ذلك لان هناك نسبة تختفي خلف العدد الذي لم يدون. كما ان الخطر في هذه النسبة انها وسط الطلاب والطالبات! ولا بد من وقفة عند كلمة الطالبات! هل في السودان المرأة عموماً تتعاطى المخدرات ؟ وكيف؟ وأين؟ وبأي طريقة تتحصل المرأة على المخدرات؟ وهل الطالبات يعرفن المخدرات؟ واي انواع المخدرات تلك التي تنتشر وسط الطالبات وكيفية انتشارها وتوزيعها؟ هل المخدرات محصورة في البنقو؟ وهو عادة يدخن؟ فاذا كانت الطالبات تدخن البنقو فاين يمارسن هذا التدخين؟ لا أعتقد ان ذلك يحدث داخل المدارس او الجامعات إلا اذا كان يتم بمعرفة جهات نافذة داخل هذه المؤسسات التعليمية وهو امر نربأ بل لا نقبل ان تتهم به الجهات التربوية سواْ في الجامعات او المعاهد او المدارس… ولكن حديث الإدارة العامة لمكافحة المخدرات حديث مسؤول من جهة مختصة ليس لها مصلحة في ان توصم الطلاب والطالبات بهذه الصفة خاصة وانها قد اشارت الى بلاغات مما يدل على انها لم تلق كلامها جزافاً! اما اذا كان التعاطي يتم خارج الجامعات او المؤسسات التعليمية فاين يتم وماذا بعد التعاطي والتخدير؟ العقيد صلاح سنادة من الإدارة العامة لمكافحة المخدرات حذر من تزايد نسبة دخول (المخدرات) إلى البلاد عبر التهريب خاصة الموانىء والمطارات، منوها أن السودان أكبر منتج ل (البنقو) فى افريقيا حيث ينتج ما نسبته 60%… والذي يهمنا هنا حديثه عن تزايد نسبه تهريب المخدرات مما يدل على ان المخدرات المنتشرة وسط الطلاب والطالبات ليس من نوع البنقو وحده وهنا مكمن الخطورة فقد ذكرنا ان التدخين يمكن كشفه اما الانواع الاخرى فمن الصعوبة ضبط متعاطيها. السؤال المهم لماذا تنتشر المخدرات وسط الطلاب والطالبات؟ يجب البحث عن الاسباب لأنه اذا عرف السبب بطل العجب… وإذا عرف السبب تسهل المكافحة بازالته… ما هي الدوافع التي تجعل الطلاب والطالبات يتعاطون المخدرات؟ هل هي التربية؟ ام ضعف الوازع الديني؟ ام الظروف الاقتصادية؟ ام اسباب اخرى يمكن ان تعقد ورش العمل والمؤتمرات من اهل الاختصاص والخبرة لمعرفتها ونعود الى حديث الاخ العقيد صلاح سنادة وقد ذكر أن الخرطوم تعد المستهلك الأكبر إذ أنها تستهلك 65% من إنتاج السودان… وانتاج السودان نحسب انه يعني البنقو. ان ادارة مكافحة المخدرات قد قرعت ناقوس الخطر محذرة من هذه الظاهرة الخطيرة فلها الشكر والتقدير وبعد ذلك تنتقل المسؤولية الى جهات اخرى يجب ان تبحث وتدرس الاسباب والمسببات وتجد الحلول وإلا فإننا سنجد ذات يوم ان كل الطلاب والطالبات يتعاطون المخدرات إلا من رحم ربي، ويومها ستصعب الممكافحة والمعالجة وسنكون امام جرائم اخرى. والله من وراء القصد د.عبداللطيف محمد سعيد [email protected]