لا زالت دولة جنوب السودان الناشئة حديثا تكافح من أجل الوقوف على قدميها ولكنها، على ما يبدو تنتقل من سيء لأسوأ، فقد كشفت اللجنة الدولية للصليب الاحمر الخميس عن شح المياه في مخيمات اللاجئين في جنوب السودان واعتبرت انه “بلغ نقطة حرجة”. وفي بيان نشر في جنيف، اعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان شح المياه هذا “رفع معدلات الوفيات وسوء التغذية الى مستويات مثيرة للقلق في هذه الازمة الانسانية الواسعة النطاق”. وقال ميلكر مابيك رئيس وفد اللجنة الدولية للصليب الاحمر الى جنوب السودان ان “الوضع الانساني ولا سيما في مخيم يوسف بتيل مثير للقلق الشديد. ان الظروف السائدة مخيفة وان البقاء على قيد الحياة بات معركة دائمة”. وتحاول اللجنة الدولية للصليب الاحمر مواجهة هذا الوضع الطارئ عبر تعزيز البنى التحتية لامداد المخيم بالمياه وعبر توزيع صفائح وأوعية لملء المياه لكي يتمكن ال37 الف لاجئ من تأمين المياه وتخزينها. وعلى خط مواز، فان المنشآت المائية غير كافية ايضا في مخيم اللاجئين المجاور في جمام. واللجنة الدولية للصليب الاحمر في صدد انجاز مد اقنية بطول 15 كلم لتحسين امداد 30 الف لاجئ في هذا المخيم بالمياه. وكانت اللجنة الدولية أنشأت خطًا لتوزيع المياه يمتد لمسافة سبعة كيلومترات لنقل المياه إلى مخيم “جمام” للاجئين، مما يساعد على ضمان استمرار وصول مياه نظيفة إلى اللاجئين عندما تؤدي الأمطار إلى تعذر سير شاحنات نقل المياه عبر الطرق. ووفرت أيضًا أربعة خزانات لتخزين مياه الأمطار التي يتم تجميعها لتستفيد منها عيادة المخيم. وتدرس اللجنة الدولية حاليًا سبل نقل المزيد من المياه إلى المخيم. وتم إصلاح مضختين يدويتين في مخيم “ييدا” للاجئين، الواقع في مقاطعة “باريانغ” بولاية الوحدة، للمساعدة في تلبية الطلب الزائد على المياه مع ارتفاع أعداد اللاجئين. وقامت اللجنة الدولية منذ بداية 2012 بإصلاح 20 مضخة يدوية أخرى ووحدة مياه في مقاطعة “باريانغ” لتمكين 12000 شخص من الحصول على المياه النظيفة سيرًا على الأقدام لمسافة معقولة من مكان إقامتهم. وأصلحت اللجنة الدولية المضخة اليدوية الخاصة بالقرية وتنظيف وتواصل اللجنة الدولية تطوير محطات معالجة المياه في “بينتيو” و”روبكونا”، وهما المدينتان الرئيسيتان بولاية الوحدة. وتم مؤخرًا تركيب مضخة مياه آلية وبدأ العمل في إصلاح نظم الأنابيب. وقامت اللجنة الدولية بتسليم ثلاث وحدات مياه تعمل بالطاقة الشمسية إلى هيئة المياه المحلية في مدينة “أكوبو” بولاية “جونقلي”. وتضخ هذه النظم، التي توفر حلاً مستدامًا لنقص المياه في المنطقة، حوالي 90000 لتر من المياه في الساعة ويمكنها توفير المياه النظيفة إلى 55000 شخص. واشار ميلكر مابيك في يونيو/ حزيران الماضي إلى أن تدفق اللاجئين إلى المعسكرات فى ولايتي أعالي النيل والوحدة، ما زال مستمراً، موضحاَ أنه على الرغم من أن الصراع قد هدأ إلى حد كبير في الجزء الشمالى من جنوب السودان، إلا أن الآلاف من النازحين لم يعودوا إلى منازلهم بعد مغادرتها بسبب القتال العنيف في شهري أبريل/ومايو الماضيين. و فرَّ أكثر من 1800 شخص إلى قرية “فيرا” في مقاطعة “راجا”، بولاية غرب بحر الغزال، عقب الاشتباكات التي اندلعت في أوائل أيار/ مايو بالقرب من الحدود السودانية. وكان تقرير للأمم المتحدة كشف إن ما يقارب (900) شخص من جنوب السودان قتلوا خلال تفجر للعنف بين قبائل تعيش على رعي الماشية في أواخر عام 2011 وأوائل 2012.