بدر الدين موسى ……………… من زمن بعيد ومنذ ايام ايام بداياتي الجامعية وتشكل وعي السياسي وادراكي لمألات الصراع والازمة وكلما اتذكر هذه المقولة فاقف عندها كثيرا بالتامل والتدقيق فمنها استمد ذاتي وقوتي وبها اغسل احباطاتي واستيائي وانطلق للمسير للمشوار الطويل من اجل واقع افضل ووطن يسع الجميع واسقطها علي كافة الاصعدة والمناحي واسقطها علي الواقع الثقافي والاجتماعي فانسجها بمقولة( ما ضاعت ثقافة وما محيت ثقافة وشعب وراءه وخلفه اناس متمسكون بكينوتهم وذاتهم) فالتجارب علمتنا واثبتت ذلك نستمد ونختار بعض النماذج من محيطنا وجيراننا في هذا الكوكب ففي تركيا يحاول اصحاب القومية التركية بكافة مسمياتهم وتشكيلاتهم المختلفة محو الثقافة والشعب الكردي الذي يتقاسمهم الوطن حاولو محوهم وعدم الاعتراف بهم بكافة السبل والحيل الا ان الاكراد هاهم باقون صامدون رغم البطش والتنكيل حفاظا علي هويتهم وذاتيتهم الثقافية رغم اعتقال زعيمهم وملهم ثورتهم الزعيم عبد الله اوجلان رغم ذلك لم تنطفئ جذوة نضالهم .. وفي ليبيا القريبة منا التي يفصلنا عنا الصحراء الغربية حاول القذافي والذي حكم ليبيا بيد من حديد طيلة اثنين واربعون عاما ومن قبله النظام الملكي السنوسي فجلهم اصروا والحوا بعدم وجود اي هوية اخري في البلاد غير العربية وعاني وما عاني الامازيغ والطوارق وفي عهد القذافي اصبح التحدث باللغة الامازيغية جريمة يعاقب عليها القانون ومن ينادي بحقوق الامازيغ الثقافية يصبح شخصا غير مرغوب فيه في البلاد ومثير للفتنة والشقاق الا ان بعد انتصار ثورة 17 فبراير الليبية خرج الامازيغ للعلن بتنظيم مؤتمر لهم في وسط طرابلس يناقشون كغيرهم المسالة الليبية ودورهم كغيرهم في المساهمة في تاسيس ليبيا ما بعد القذاقي .. ففي مصر القريبة جدا قمع النوبيون المصريون اصحاب الارض والحضارة التي تعود لسنين ما قبل الميلاد قمعوا واضطهدوا لفترة طويلة والان اصبحت اصواتهم تتعالي بقوة لاخذ مكانهم الطبيعي مما ربك البعض وجعلهم يعيدون حساباتهم .. وكذلك اكراد العراق الذي حاول صدام حسين ونظامه البعثي تذويب هويتهم الثقافية واعادة انصارهم داخل حقل الثقافة العربية .. اما عندنا في السودان رغم غطرسة وتعنت المركزية الاسلاموعروبية التي تميزت تاريخيا لظروف واسباب ساعد المستعمر في ابقاء هذه الوضعية تسعي المركزية القابضة الاستعلائية لاعادة انتاج الاخريين داخل حقلهم الثقافي مستخدمة كافة السبل والحيل من اعادة الانتاج والترغيب والترهيب تارة اخري وادواتها المفضوحة والمكشوفة من الاسلمة والتعريب الا ان القوميات السودانية صامدة وقوية ومتماسكة من الدفاع عن بقاءه ووجوده فالمعركة بالنسبة لهم معركة بقاء ومصير وهوية وارض هاههم نوبة الشمال الاقصي احفاد بعانجي وترهاقا والكنداكة ورثة كوش والبجراوية اصبحت اصواتهم تعلي وتصيح ها نحن موجودون رغم القهر والتنكيل فكثرت التنظيمات النوبية من حركة كوش وحركة النهضة النوبية وغيرها من المسميات وهي حتي الان حركات وقوة مدنية سلمية ما تعيشه الان مرت به بعض القوميات في فترة سابقة فترة السلمية ومطالبة الحقوق والاعتبار بالادوات السلمية الا انها اذا اجبرت لا محالة ان تلجأ للكفاح المسلح والمشروع لاثبات الحقوق ورد الاعتبار اسوة برصيافتها من البجة ونوبة كردفان ومكونات دارفور المختلفة وجنوب السودان الذي شق طريقه وحقق مصيره كخيار اضطراري وحل لا حل سواه بالاتجاه لوحده لتحقيقي رفاهيته وطموحات شعبه بعيدا عن الاستعلائية والشوفينية التي تمارسها المركزية الاسلاموعروبية الحقيرة التي تفنتت في قمع الاخريين وبطشهم الا ان ارادة الشعوب وعزيمتها اقوي من ان تقمعها اي قوة علي وجه الارض مهما تميزت به من جبروت وقوة مادية .. فالان المركزية وسلطتها لا تحكم سوي الخرطوم فاعوانهم وكلاءهم بالهامش السوداني من المعاد انتاجهم ثقافيا لصالح المركز والانتهازييون النفعيون الذي لا يدرون بذاتهم يخيلون لهم زورا وبهتانا بانهم يسيطرون علي دفة الامور فالحقيقة غير ذلك ففي الفاشر مثلا تنتهي سلطة الخرطوم عند نهاية عشرة كيلو مترات من المدينة ول تسطيع حكومة الخرطوم فعل شئ فهناك الواقع مختلف والسلطة للشرعية الثورية والثوار وقس علي ذلك كادوقلي والدلنج ونيالا والجنينة والدمازين وغيرها من المدن …. فالنصر حتمي وتفكيك المركزية عامل زمن الا فالان بداءت قبضة المركزية تتراخي واذدادت نسبة الوعي فولي زمن التغبيش والتسطيح والتسكين فلا سكة ولا خيار غير انتزاع الحقوق ورد الاعتبار دونها الموت وباطن الارض خير من ظاهرها … والسلام تحياتي النواضر قبل بضع ثوانٍ . أعجبني