سلام أخي العزيز _دينق قوج_ صدقني كم بلغ بي الاستياء حين لم أجد الأجراس صباح الأربعاء الماضية في المكتبات، فعلمت أنّ خللاً ما أصاب ماكينات الطباعة _سلامتكم من كل شر _ صدقني لكم أعجبني مقال اليوم و صدقني أيضا إنّ ما يعجبني فيك هو فصلك التام بين نظام الحكم في السودان القديم و شعوب السودان التي و إن اختلفت سحناتها و لغاتها و ثقافاتها إلا إنها تلتقي (لقاء مدهشا) في كثير من العادات و الطبائع و حتى صلات الدم، لا شك أنّك قد سمعت بآخر دراسة عن (جينات شعوب السودان) التي تلتقي بين (الدينكا والمسيرية) (النوير و العركيين) و غيرهم كثر … ((تلك الدراسة التي لم تظهر فيها (جينات عربية بتاتا) إلا عند البني عامر. آسف أخي دينق إن أطلت عليك فالمرء لا يطيل الحديث إلا مع من يحب. دعني أدردش معك قليلا في موضوع الساعة الانفصال أو استقلال جنوب السودان. نرجو أن يتم على خير و في هدوء لكي نحافظ على علائقنا و وشائجنا شمالاً و جنوباً من أجل شعوب كل السودان. لا أكتمك القول أن عاطفة المرء منّا مع الوحدة حتى آخر أماني الوحدة و لكن تقف هذه العاطفة عند خط لا نتجاوزه وهو (حق أشقائنا الأصيل في جنوب السودان في تقرير مصيرهم) و نحمل أنفسنا جميعا في الشمال ما تنتج عنه صناديق الاقتراع، فلم نفعل نحن في الشمال شيئا لصالح الوحدة. أقول لك حقيقة عظيمة في حق شعب الجنوب: (عند توقيع اتفاقية نيفاشا وضع كل أبناء الجنوب و ساستهم و قادتهم الماضي وراء ظهرهم و قلبوا كل صفحات ذلك التاريخ المر على أمل أن يفتح الشمال صفحة جديدة و لكن خاب ظنهم و الوزر الأكبر يقع على عاتق المؤتمر الوطني). أخيراً أود قول حقائق عمن عاشرتهم من أبناء شعب الجنوب لاسيما و أنا أعمل موظفا في الصباح و صاحب بقالة في المساء صدقني لم و لن أجد أصدق تعاملاً و أوفى ذمّة من أبناء الجنوب هل تصدق أخي دينق أنّ الناس يستدينون من البقالات و لكننا نستدين من الزبائن – إن صح القول- فبعض أشقائنا من الجنوب يضعون مرتباتهم لدينا أول الشهر و يسحبون حتى آخر الشهر و إن تجاوز السحب المرتب سددوا فوراً و اعتذروا فأرد عليهم (نحن من يعتذر لأننا من يستدين) صدقني كم افتقدتهم وقد ارتحل كثير منهم جنوبا (الراقي كوال) و الرائع (قرنق) و الحبيب إلى النفس (جيمس) و غيرهم كثر كثر. لك الشكر و لكم التوفيق و آسف علي الإطالة و أعفي مني. و السلام… أخوك عمر الحاج،،