إليكم الطاهر ساتي [email protected] عندما تظهر الحكمة، يحاورك دينق قوج ..!! ** الأخ الأستاذ دينق قوج، الكاتب الصحفي بأجراس الحرية، لم تعجبه زاويتي الأربعاء والخميس الفائتين، وكان عنوانهما : عندما تغيب الحكمة، يحكمك باقان..حيث قلت عبرهما فيما قلت : بأن مواطن الجنوب بحاجة إلي فعليات كما فعاليات الدورة المدرسية، بحيث تخرجه من مناخ الحرب بكل أوزارها إلي مناخ السلام بكل محاسنه، وليس من الحكمة ولا الذكاء السياسي أن يظل حال مواطن الجنوب في زمن السلام كما حاله في زمن الحرب متوجسا وحزينا، بل يجب إزالة مناخ التوجس والخوف والحزن والتشاؤم بمناخ الأمل والتفاؤل والفرح بوسائل وأليات منها تلك الدورة المدرسية التي أجهضت فعالياتها بعد إكتمال مراحل إنطلاقتها..وقلت أيضا : بغض النظر عن مصير الجنوب المرتقب، فأن حدثا كما الدورة المدرسية يعد بمثابة قطرة في نهر التواصل الحميد الذي يجب أن يربط الشمال بالجنوب، أيا كان مصير الجنوب بعد التاسع من يناير المرتقب..!! ** فالإنفصال لايعني ترحيل الجنوب إلي جنوب إفريقيا،أوترحيل الشمال إلي شمال مصر، بل ستظل هناك - غير الحدود - ثمة أشياء مصائرها مشتركة بينهما مدى الحياة، ولهذا ترابط تلك الأشياء وتآخي مصائرها بحاجة إلي تذكير الأجيال القادمة - بالجنوب والشمال - بأنها لم تكن طرفا فيما حدث من مآسي وثقت كثير دم وغزير دمع، وهذا التذكير لايتأتي إلا بتنشيط روح الإخاء وحسن الجوار في المجتمع - شمالا وجنوبا - بوسائل وأليات منها ذاك التلاقي الطلابي الذي لم يكتمل رغم إكتمال مراحله والإعلان عن موعد إنطلاقته..هكذا كان مضمون تلكما الزاويتين، بحيث لم إختزل فكرته فيما يحدث اليوم بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية وتشاكسهما المشمئز، بل إصطحبت فيه فيما يجب أن يحدث غدا بين الجنوب والشمال وعلاقتهما المرتجاة..ولكل هذا، حزنت على إجهاض فعاليات الدورة المدرسية بأويل وأكواجوك وواو، فكتبت تحت عنوان : عندما تغيب الحكمة، يحكمك باقان ..وباقان هنا لم يكن هو فقط القيادي بالحركة ووزير السلام بحكومة الجنوب والذي أعلن رفض الدورة المدرسية وطالب بترحيل التلاميذ فورا من الجنوب،لا ليس هو ذاك فط ، بل باقان المذكور - في ذاكما المقالين - هو رمزية لأي قيادي يتولى أمر الناس والبلد - بالجنوب أوبالشمال - بغير حكمة أومسؤولية بكل ماتعنيها هذه المفردة من معان، أي هو رمزية للقيادي المتهور في أي زمان ومكان..وما أكثرهم ، شمالا وجنوبا ، وبالمناسبة : باقان أحدهم وليس وحده ..!! ** ولكن للأسف، رغم وضوح ذاك المعنى العريض لذاك الإسم في متن المقالين، أبت نفس الأخ دينق قوج إلا أن تختزل الأمر فيما أسماها بالعنصرية.. أي ، حدثته نفسه بأن ساتي هاجم باقان لأنه يختلف معه إختلافا عنصريا، وهذا إتهام مؤلم، ومع ذلك لن أنفيه، فقط أحيل الأخ دينق إلي أرشيف زاويتي ليقف بنفسه على موقفي ليس من العنصريين فقط ، بل من القبليين أيضا..ثم ما الفرق بين العنصر الذي ينتمي إليه باقان والعنصر الذي ينتمي إليه ساتي ؟ ..كلانا يحمل إسما إفريقيا لايفهم معناه العرب ما لم نترجمهما.. كل عناصر السودان عنصري يا دينق ، وكذلك كل قبائل السودان قبيلتي .. الله ثم السودان، وماعداهما لايستحق الإنحناء أوالإنحيازيا عزيزي دينق ، وإنحيازا لمستقبل السودان الذي يجب أن يكون مشرقا - بالوحدة أو بالإنفصال - كتبت تلكما الحلقتين، ولو لم يكن باقان هو الذي أعلن رفض الدورة المدرسية إعلاميا وطالب بترحيل التلاميذ من الجنوب فورا، لحمل عنوان الحلقتين إسم الشخص الذي أعلن الرفض وطالب بترحيل التلاميذ ، حتى ولو كان البشير أوسلفاكير.. فالنقد كان ولايزال وسيظل نقد الفكرة والموقف - أية فكرة غيرسوية وأي موقف غير سليم - وليس نقد ( شخصنة وعنصرة )..ولو لم يردني الإتهام من الأخ دينق لما أهدرت في التعقيب كل هذا الزمن والحرف، فما أكثر الأقلام التي حين يحاصرها المنطق والمعلومة تلجأ - في الحوار - إلي حيل رخيصة تعكس قبح دواخلهم ، فنتجاوزها ب : ( سلاما )..ولكن للأمانة - إتفقت معه أو إختلفت - فأن الأخ دينق قوج ليس من الذين يحومون حول حمى القضايا والأفكار بساقط القول وسفاسف الكلمة وبذاءة الحرف ، ولذا وجب هذا الحوار..وإلى أن ألتقي بك في حوار آخر ، فكن بالف خير، فالحوار مع قلم كقلمك يثمر ما ينفع الناس ، جنوبا وشمالا ، أيا كان المصير ..!! السوداني