عام على الحرب فى السودان.. لا غالب ولا مغلوب    يمضي بخطوات واثقة في البناء..كواسي أبياه يعمل بإجتهاد لبناء منتخبين على مستوى عال    الخطوة التالية    السيارات الكهربائية.. والتنافس القادم!    واشنطن توافق على سحب قواتها من النيجر    اللواء 43مشاة باروما يكرم المتفوقين بشهادة الاساس بالمحلية    ملف السعودية لاستضافة «مونديال 2034» في «كونجرس الفيفا»    سوق الابيض يصدر اكثر من عشرين الف طنا من المحاصيل    الأكاديمية خطوة في الطريق الصحيح    شاهد بالصورة.. المذيعة السودانية الحسناء فاطمة كباشي تلفت أنظار المتابعين وتخطف الأضواء بإطلالة مثيرة ب"البنطلون" المحذق    شاهد بالصور.. الفنانة مروة الدولية تكتسح "الترند" بلقطات رومانسية مع زوجها الضابط الشاب وساخرون: (دي اسمها لمن القطر يفوتك وتشتري القطر بقروشك)    شاهد بالصور.. الفنانة مروة الدولية تكتسح "الترند" بلقطات رومانسية مع زوجها الضابط الشاب وساخرون: (دي اسمها لمن القطر يفوتك وتشتري القطر بقروشك)    شاهد بالصورة.. زواج الفنانة الشهيرة مروة الدولية من ضابط شاب يقيم بالقاهرة يشعل مواقع التواصل السودانية    القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح: بدأت قواتكم المشتركة الباسلة لحركات الكفاح المسلح بجانب القوات المسلحة معركة حاسمة لتحرير مصفاة الجيلي    مصطفى بكري يكشف مفاجآت التعديل الوزاري الجديد 2024.. هؤلاء مرشحون للرحيل!    شاهد مجندات بالحركات المسلحة الداعمة للجيش في الخطوط الأمامية للدفاع عن مدينة الفاشر    إجتماع مهم للإتحاد السوداني مع الكاف بخصوص إيقاف الرخص الإفريقية للمدربين السودانيين    وكيل الحكم الاتحادى يشيد بتجربةمحلية بحرى في خدمة المواطنين    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان        ضياء الدين بلال يكتب: نحن نزرع الشوك    غوتيريش: الشرق الأوسط على شفير الانزلاق إلى نزاع إقليمي شامل    أنشيلوتي: ريال مدريد لا يموت أبدا.. وهذا ما قاله لي جوارديولا    غوارديولا يعلّق بعد الإقصاء أمام ريال مدريد    محاصرة مليوني هاتف في السوق السوداء وخلق 5 آلاف منصب عمل    نوير يبصم على إنجاز أوروبي غير مسبوق    تسلا تطالب المساهمين بالموافقة على صرف 56 مليار دولار لرئيسها التنفيذي    بايرن ميونخ يطيح بآرسنال من الأبطال    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يا مثقفى مصر لا يخدعكم الأخوان ويفعلوا بكم ما فعلوا بالسودان
نشر في حريات يوم 02 - 10 - 2012


تاج السر حسين
[email protected] =
مدخل لابد منه:
على الأخوان المسلمين فى مصر أن يتركوا شعب السودان فى حاله يقرر مصير وطنه ونظامه المجرم القاتل الفاسد الفاشل، بالطريقة التى يعرفها هذا الشعب معلم الثورات والأنتفاضات، فحينما هب الشعب السودانى عامى 1964 و1985 مقتلعا نظامين ديكتاتوريين كانت كثير من شعوب الدول العربيه نائمه فى أحضان الأنظمه الشموليه والقمعية، واذا خدع الأخوان المسلمين فى مصر بسطاء شعبهم وكثير من النخب المثقفه فلن يخدعوا شعب السودان الذى جرب رفاقهم لمدة 23 سنه لم يحققوا فيها للسودان متاجرين بالدين، سوى الدمار والخراب، واذا جاء مرسى لمصر بمشروع (النهضه) فقد جاء من قبله (فرعون) السودان (عمر البشير) بما عرف بالمشروع ( الحضارى) الذى افضل نجاحاته انقصال السودان الى دولتين وفتت الباقى وعاد به للعصور الوسطى.
فمشاركة الأخوان المسلمين فى مصرقبل الثوره (2005 – 2010) فى أنتخابات يعلمون انها مزوه بنسبة 100% و لن تخرج نتيجتها معبره عن صوت الشارع فى عهد (مبارك ( جريمه تضعهم فى خندق واحد مع الفلول وتعنى مشاركتهم فى ذلك النظام بأى شكل من الأشكال ومن كان يزور للحزب الوطنى هو نفسه من زور لصالح الأخوان الذين حصلوا على87 مقعدا لأسباب يعرفها الجميع وهى أن يكونوا ظاهرين وحركتهم مراقبه بواسطة جهاز أمن الدوله، ولذلك تأخرت مشاركتهم فى الثوره فى ايامها الثلاثه الأولى وهم يكذبون ويدعون بأنهم كانوا يقدمون خيرا لشعب مصر، بدلا من أن يعترفوا بمشاركتهم فى النظام السابق وبعتذروا للشعب المصرى.
واذا كانوا لا يعرفون كيف تقاطع الأنظمه الفاسده والديكتاتوريه ، فعليهم أن يعلموا بأن شرفاء السودان واحراره لم يشاركوا فى نظام (البشير) منذ 23 سنه تحت اى مبرر كما فعل أخوان مصر وما كان صعب عليهم أن يفعلوا مثلهم، وأن يبرروا ذلك بأنهم يريدون كشف النظام من الداخل وفى ذات الوقت يحصلون منه على رواتبهم وحوافزهم ومخصصاتهم كامله. فالنظام يعنى الحكومه والمعارضه.
وعلى الشعب المصرى أن يستيقظ من غفوته وعلى مثقفيه خاصة أن يفيقوا، حيث لم نشهدهم على هذا الحال وهم اهل حضارة ومن اوائل الشعوب التى تعلمت وعلمت فى المنطقه وعلى اخوان مصر ترك شعب السودان فى حاله يقرر مصير نظام ديكتاتورى فاسد وفاشل جثم على صدره وفعل به أسوا مما فعل (مبارك) بمصر. والظلم والغبن الذى يشعر به الشعب السودانى قد يؤدى الى مواقف وتصرفات لا يمكن أن يتصورها أو يتخيلها نظام الأخوان فى مصر وبدون شك سوف تؤثر فى الأمن القومى المصرى .. وقد يصل الأمر الى أن تتقدم اسرائيل خطوه نحو الشمال وأقرب للحدود المصريه مما هى عليه الآن، وعلى اخوان مصر أن يعلموا بأن السودان الشمالى الآن بدأت تظهر فيه اصوات عاليه مهما قل عددها تنادى بخلق علاقات مع اسرائيل بسبب الشعور بالغبن من كآفة الأنظمه العربية وخاصة المصريه التى تريد السودان دائما تابعا لها ومحكوما على الدوام بنظام ضعيف ينفذ اجندتها مهما تقاطعت مع المصلحة السودانيه، لم يختلف فى ذلك نظام مبارك عن نظام مرسى والخطاب الذى القاه ( الرئيس المصرى ( فى الجمعية العامه للأم المتحده واشار فيه للسودان ونظامه يؤكد ذلك الأمر وكان محبطا لشعب السودانى ومجافيا للحقائق وملئ بالأكاذيب،وعدم المعرفة بالشوؤن السودانيه، فمن تسبب فى انفصال الجنوب هم اخوان السودان بتبنيهم لمشروع جهادى (اسلامى) اقصائى منذ أن اغتصبوا السلطه عن طريق انقلاب عسكرى عام 1989 ، حيث قاموا بأبادة 2 مليون و500 الف جنوبى وبتأسيسهم لمليشيات) جهاديه) موازية للجيش السودانى، هدفهم من ذلك أسلمة الجنوب رغما عن انف اهله وهم (اصلاء) السودان .. مثل (أقباط) مصر وما حدث فى السودان من تنكر للحقائق سوف يحدث فى مصر طالما يتم التعامل بتراخ مع جريمة أستهداف (الأقباط) وطالما يصر الأخوان على الأستحواذ والهيمنه على كل جوانب الحياة فى مصر ويمارسون الخداع والكذب للتنصل من ذلك المخطط ، وطالما عكفوا على اعداد دستور يرسخ لسطوة وسيطرة الأخوان وتيارات الأسلام السياسى دون النظر الى المستقبل السياسى فى مصر وكيف يمكن أن يحكم حزب ليبرالى أو اشتراكى – مثلا – اذا فاز فى يوم من الأيام ووجد الدستور يقيده ويكبله بمشروع دوله دينيه لا يستطيع أن يحكم من خلاله حزب الا اذا كان منتميا لتيار الاسلام السياسى؟
وذكاء الأخوان) الخبيث) الذى عرفوا به، يجعلهم دائما وفى اى دوله يصلون فيها للحكم بخداعهم للبسطاء، أن يبدأوا فى تأسيس مؤسسات الحكم والمجالس بأغلبية من جماعتهم ثم يضيفون من لا يختلفون معهم ايدولوجيا ويضمنون بهم تلك الأغلبيه وبعد ذلك يضمون عدد من المنتمين للتيارات الأخرى ثم يخرجوا مدافعين عن نصرفهم وعن أنهم نهم ضموا كآفة التيارات السياسيه، هذا هو اسلوبهم الذى يجيدونه فى الخداع وفى تمرير اجندتهم .
للأسف المثقف المصرى يخشى الحديث فى الدين ولا أدرى ما هو السبب فى ذلك فربما يكون مقبولا الأمتناع عن الفتوى مع أن الحديث يقول (استفتى نفسك وأن افتوك)، والأدلاء بالرأى الدينى اولى أن ياتى به المثقف بدلا من غيره أو ممن يسمون بالفقهاء ورجال الدين الذين لا يحيطون بثقافة العصر والذين ينحصر علمهم ومعرفتهم مما تحصلوا عليه من كتب الفقه القديمه الصفراء التى كتبت فى زمان يختلف عن زماننا.
بالأمس فى لقاء تلفزيونى استمعت الى صحفى مصرى يرأس تحرير مجلة الديمقراطيه فى مؤسسة الأهرام العريقه، يطلب من ديكتور جامعى بأن يتناول الأمر المطروح من الجانب السياسى فقط والا يخوض فى الجانب الدينى وأن يترك ذلك لرجال الدين، مع أن الموضوع المطروح سياسى ودينى فى نفس الوقت، وكأن الناس فى زمن الرسول كانوا لابد أن يدخلوا معاهد وجامعات دينيه ويلبسون زيا مميزا حتى يتحدثوا فى الدين!
وهل الرجل الذى وقف وقال لعمر بن الخطاب لن نسمع أو نطيع، كان متخرجا من الأزهر؟
الا توجد فى القرآن آيه أوضح من الشمس تقول : (وأتقوا الله ويعلمكم الله)، وحديث يقول (من عمل بما علم اورثه الله علم من لم يعلم).
وما هو منهى التفكر فيه للمسلم (ذات الله) فقط، اما بخلاف ذلك فمن حق المسلم التفكر في كل شئ، وأن ينقد الشريعه التى يقدسها البعض اذا كانت مبادؤها أو أحكامها أو مقاصدها، فمن فهموها واستنبطوها من (القرآن) رجل ، لهم معرفتهم وثقافتهم والبئيه التى تختلف عن بئتنا، والزمان الذى يختلف عن زماننا .. والتكفير والأرهاب الذى يمارس فى هذا الجانب يتعمده الأسلاميون لكى يمنعوا المثقفين من الخوض فى ذلك الأمر ويتركونهم يمررون ما يريدون من احكام وتشريعات لا تناسب العصر، بحديث مثل انها (حكم الله) أو هى (شريعة الله) وترديد آيات قد لايكون المقصود منها ما يذهبون اليه، وكأن باقى الأحكام والدساتير والقوانين التى يصيغها فقهاء (قوانين) دستوريه وعلماء أجتماع وغيرهم من علماء فى كآفة المجالات ليست من الله، وهو القائل (والله خلقكم وما تعملون) .. ولذلك نلاحظ غالبية المثقفين المصريين – ان لم يكن كلهم – يبدأون أحاديثهم بخضوع واستسلام يعكس أنهزامهم امام القوى الأسلاميه بقول مثل لا ((احد يعترض على الشريعة الأسلاميه فى مصر))، وهم لا يعلمون ماذا تقول تلك الشريعه ثم يريدون التدخل فى الشوؤن السودانيه، هذا البلد الذى وقف عدد من مفكريه معترضين بكل ثبات وشجاعه ضد فرض (الشريعه) الأسلاميه كدستور قبل أكثر من 40 سنه وكان معهم الحق فقد كانت قوانين لشريعه السبب الأساسى فى تهديد الوحده الوطنيه وأدت فى النهاية لأنفصال السودان وتمزقه وتشرزمه وسوف تفعل بمصر نفس الشئ.
ومعلوم لدينا أن الأحتقان والأستقطاب الدينى فى مصر اشد مما هو فى السودان، حيث لم نسمع مطلقا فى السودان عن نصرف فردى أو جماعى من مسلمين تحرشوا بمسيحيين أو فرضوا عليهم مغادرة منازلهم، لكن النظام الذى استلهم أدبياته من فكر (الأخوان المسلمين) فى مصر كان هو المتبنى للتطرف الأسلامى وللمتاجره بالدين وتحكيم الشريعه من اجل كراسى الحكم.
ومن العجيب والمدهش أن تيار الأسلام السياسى فى مصر لا يريد أن يكتفى بالماده الثانيه فى الدستور التى تنص على أن مبادئ الشريعه هى اساس التشريع فى القانون المصرى، بل يريدون اضافة عبارة تقول: (على أن لا يتعارض ذلك القانون مع احكام الشريعه) فى نهاية كل مادة تتحدث عن الحقوق والحريات ، خاصة حرية المرأة وحقوها التى كفلتها لها المواثيق الدوليه.
وخيرا فعل احد القياديين السابقين فى تنظيم الأخوان فى مناظره له مع قيادى( حالى) كشف فيها، أن الأخوان يقصدون من ذلك عدم الرضوخ للمواثيق الدوليه التى تساوى بين الرجل والمرأة.
فحاول القيادى الحالى أن يلتف كعادة الأخوان قائلا: هل يعقل أن يقبل مصرى مسلم او مسيحى على مساواة الرجل بالمرأة فى الميراث؟
نقول له (العب غيرها ياشاطر) انتم لا تقصدون الميراث فحسب، وللأسف لا يستطيع مثقف مصرى أن يقول لكم ذلك، انتم تريدون رفض وصول امراة لرئاسة الجمهورية أو للقضاء العالى تحت باب ما يعرف بعدم جواز الولاية العامه للنساء ولا تريدون أن تكون شهادتها مساوية تماما للرجل حتى لو كانت دكتوره فى القانون ذاكرتها أقوى من ذاكرة الكمبيوتر، وكان الرجل (فراشا) فى مكتبها.
وأكثر ما يحيرنى أن ينتمى لمثل تنلك الجماعه نساء متعلمات يدافعن عن فكر يجعل منها مواطنه درجه ثانيه
وما هو انكأ من ذلك كله ان احد أعضاء الجمعية
التأسيسيه اقترح ضرورة موافقة الزوج لترشح زوجته فى الأنتخابات، وحينما حاول الأخ) القيادى (الحالى أن يرد وأن يلتف على الموضوع اجابه سريعا الأخ السابق الذى يعرف اسرار الجماعه وأدبياتها) : نعم هذه أدبيات الجماعه)! فصمت القيادى الحالى ولم يدل ببنت شفه.
على مثقفى مصر، أن يستشعروا خطورة ما يدور فى وطنهم وأن يتعاملوا مع الأمر بجدية أكثر ونحن فى السودان أكثر من اكتوى بنيران هذا الفكر الظلامى غير الصالح لحكم بلد وما يهمنا من مصر التى تهتم بشوؤننا وتؤثر فيها ومنها جاءنا هذا الفكر الدخيل على ثقافتنا، ومصر دوله مركزيه يتاثر بها محيطها شاء أم ابى.
لذلك عليهم الا يتعاملوا بدفن الروؤس تحت الرمال كما يفعل النعام وأن يناهضوا الدستور الأسلامى بشجاعه، والعمل على اعادة تأسيس الجمعية من فقهاء دساتير وعلماء من كأفة المجالات وأن يكونوا من انصار الدوله المدنيه الديمقراطيه، التى اساسها (المواطنه) المتساويه ، مسلمين ومسيحيين بدون لف أو دوران والدوله المدنيه ليست عكس العسكريه كما يروج الأخوان المسلمين)وكما يفرضون تعريفهم (الساذج) على اجهزة الأعلام، فالدوله المدنيه هى عكس الدوله الدينيه، وكاذب من يقول أن الأسلام لا يعرف دوله دينيه، فأى نظام يقوم على مبادئ الشريعه هو نظام دينى، وهذا هو حال النظام السعودى والطالبانى والأفغانى والسودانى والمصرى اذا اقر مبادئ الشريعه كاساس للحكم.
وما يقال عن مبادئ الشريعه هى العداله والمساواة كاذب ومخادع ومتاجر باسم الدين، فهذه مبادئ انسانيه عامه موجوده فى كأفة الدساتير والمواثيق.
اما احكام الشريعه ومبادؤها فهى أعترفت بالرق وقننته وجعلته كفاره وهى التى تقول الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى والأنثى وهى التى تقر زواج الرجل من اربعه نساء لا لسبب سوى انه (فحل) وقادر على توفير العدل لنسائه الأربع مع انه مستحيل وليس من حق الزوجه ان ترفض، بل من حق الزوج ان تكون له (امة) أى ما ملكت الأيمان.
وللأسف المبرر يكون (غبيا) وغريبا، مثل أفضل هذا الوضع أم العلاقات غير الشرعية والصداقات التى تجرى فى الغرب، ولا أحد من المثقفين يرد بأن هذا مرفوض وذاك غير منطقى.
لا أدرى اذا كان البعض يريد تلك (الشريعه) دستورا للحكم وانها (حكم الله (العادل كما يقولون فلماذا يشعرون بالحرج حينما يدركون بأن بعض ما تدعو له يتعارض مع ثقافة العصر ومع المواثيق الدوليه ، وهناك معنى دقيق فى حديث يقول (الأثم هو ماحاك فى نفسك وخشيت أن يطلع عليه الأخرون).
لماذا لا يعترفون صراحه بأنها تميز بين المسلم والمسيحى والرجل والمرأة والحر والعبد، وبأنها تدعو الى تحصيل الزكاه من المسلم والجزيه من غير المسلم يسددها عن يد وهو صاغر وذليل وحقير وبدون كرامه لأن امه ولدته فى بيت مسيحى واصبح بذلك مسيحيا.
وبعد أن يعترفوا يقولوا أنها (شريعة) الله ونحن نقبل بها هكذا بدلا من التبرير غير المقنع واللف والدوران؟
ولماذا بدلا عن ذلك يتجهون لمهاجمة افكار الآخرين هذا ليبرالى وذلك علمانى بدلا من الأعتراف بما تقول به شريعتهم وأن يدافعوا عنها بصدق حتى يفتح الله بصيرتهم ويهيدهم للدين الحقيقى الذى يساوى بين الناس جميع وذلك هو دين الفطره.
واصرار الأسلاميين على اضافة العبارة التى ذكرناها اعلاه فى نهاية كل ماده دستوريه والتى تقول (على ان لا يخالف احكام الشريعه) خاصة فى الماده التى تتحدث عن حريات المرأة وحقوقها، لكى يتخارجوا من القانون الدولى الذى يرفض زواج (القاصرات) والذى كتبنا عنه فى أكثر من مرة.
وللأسف احدهم يقول فى سذاجه) وهل رايت كل يوم قاصر فى سن 3 سنوات أو سبعه بتم تزويجها) .. وأخرر برر ذلك الفعل الشنيع وأعطاه مشروعية بموافقة الأب أو ولى الأمر اظنه رجع للمراجع ووجد المعلومه صحيحه ووارده فى صحيحى البخارى ومسلم، فبدلا من رفضها حاول ان يجد لها تبريرا، وهذه عادة الأسلاميين فى هذا الزمان الغريب.
الم يسمع الأخ عن مسلمين اغتصبوا (قصر) بنات واولاد فى مثل تلك السن؟
فكيف يكون الحال اذا وجد مرضى النفوس اؤلئك تشريعا لا يمنعهم من زواج القاصرات، وكاتن لديهم مالا من حلال أو حرام، اذا كانوا يغتصبون الأطفال ويرتكبون جرمين، اغتصاب ومع طفل؟
كلاهما مريض من يغتصب طفله ومن يتزوج طفله، وللأسف الأخير محلل له من خلال الشريعه) العادله) التى يدعى البعض من غير علم انها حكم الله، وهم بمثل ذلك القول يسئيون للاسلام ولرب الأسلام ولرسوله.. وللأسف المثقفون فى مصر ينتقدون هذه (المفاهيم) لكنهم لا يجرأون على انتقاد (المنهج) والشريعه التى قننتها وجعلتها حقا مشروعا لا يعاقب فاعله، خوفا من الأسلاميين المتشددين ومدعى الأعتدال.
لقد قامت مصربثورة لم يشارك فيها الأخوان وباقى التيارات الأسلاميه الا بعد ثلاثه ايام وبعد أن اطمأنوا الى أن الجيش لن يتصرف معهم كما فعل جيش سوريا ولا زال يفعل بشعبه، أو كما فعل جيش ليبيا، وعلى الشعب المصرى قبل أن تهيمن تيارات الأسلام السياسى بصوره كامله على وسائل الأعلام وهذا هو سلاح مصر الحقيقى وهذا ما يقلق الأخوان وأن يرفضوا تمرير أى دستور غير (مدنى) بصوره واضحه، وهذا امر لا يخضع للأغلبية أو لأستفتاء.
ومصر غالبيتها مسلمون اذا كانوا أخوان أو صوفيه أو علمانيين أو ليبراليين أو اشتراكيين، ومن حق أى انسان ان يلتزم الدين فى نفسه الذى يعنى (المعامله) لا (المعاملات) كما جاء فى الحديث، ومن حق السملم أن يبشر بدينه وأن يدعو له بالتى هى أحسن ومن حقه أن يعفى لحيته حتى تصل قدميه أو أن يحلقها، لكن ليس من حقه فرض(شريعته)التى اصبحت لا تناسب لغة هذا العصر وثقافته ومواثيقه وتعهداته، على شعب وسطى معتدل وعلى المثقف المصرى أن يكون واضحا فى هذا الأمر، لا أن يرفض القوانين التى توافق عليها الشريعه مثل زواج القاصرات وفى ذات الوقت يقولون أنه لا يوجد أنسان فى مصر يعترض على مبادئ الشريعة واحكامها، يعنى عليهم أن يكونوا واضحين، يا ابيض يا أسود اما مع الشريعه أو ضدها، والا اكلتم مثلما اكل اهل السودان.
آخر كلام:-
. ما لايعمل له حساب (الأسلاميون) وسوف يحدث دون شك فى يوم من الأيام طالما العالم يسير نحو تحقيق (العدل) الشامل، بأنه سوف يظهر من يدعو لتطبيق شريعة دين آخر مثلما يطالب المسلم بتطبيق شريعته فى السياسه.
. وقد تأكد هذا بمطالبة بعض الأقباط فى مصر بتأسيس حزب بأسم (الأخوان المسلمين) ردا على أسم (الأخوان المسلمين).
واذا كان الأخوان يقولون بان، مواد الدستور سوف تعرض على الشعب ومن حقه أن يقبلها أو يرفضها فلماذا الأصرار على تشكيل الجمعية التاسيسيه من الأسلاميين أو ممن هم اقرب الهم ايدولوجيا؟
ولماذا لا يوافلقون على شخصيات مدنيه معتدله تصيغ الدستور ثم يمر بذات المراحل التى يقولونها.؟
والقوى الليبراليه والمدنيه التى سوف تواصل المشاركه فى مناقشات الجمعية التاسيسيه القائمه الآن سوف يتحملون مسوؤلية تلك المشاركه مثلما يتحمل الأخوان المسوؤلية فى مشاركتهم فى نظام مبارك وفى برلمانه ثم يدعون بأنهم كانوا يعارضون، وتلك المشاركه تمنح النظام الظالم الديكتاتور مشروعية، وهذا ما يفعله بعض الأرزقيه من احزاب(الفكه) السودانيه.
القيادى الأخوانى الذى شارك فى ذلك اللقاء التلفزيونى اساء للسودانيين أكثر من مرة، منتقدا مطالبة بعض الأصوات داخل الجميعة التاسيسيه المصريه برفض التمييز العنصرى والتهميش الذى يقع على النوبيين فى مصر، والغريب فى الأمر أن ذلك القيادى شكله (نوبى) وردد فى أكثر من مره، هل نريد لمصر أن تصبح مثل السودان؟
وهو جاهل ومعذور لأنه لا يعرف معدن الشعب السودانى وكأن المطالبه بالحقوق وردها لأهلها ورفض التمييز والأستعلاء العرقى والثقافى عيب وسبه؟
وما هو ذنب السودانيين اذا كانوا اكثر وعيا وثقافة من هذا القيادى) الأخوانى) الذى لا يعلم ان هذا الأستعلاء هو سبب تمزيق السودان وسوف يؤدى ان آجلا أو عاجلا لتمزيق مصر وبصورة ابشع مما حدث فى السودان.
ولماذا لا يسال ذلك القيادى (الأخوانى) عن عدم وجود مذيعه سمراء أو مذيع اسمر فى التلفزيونات المصريه الحكوميه أو الخاصه حتى الان، مع انهم اهتموا بوجود محجبات فى التلفزيون وكمضيفات على الطائرات المصريه.
الا يوجد من بينهم كفاءات اعلاميه، أم أن لونهم) الأسود) يقبح وجه الشاشه المصريه كعورة عمرو بن العاص؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.