بعد عودته من الاستشفاء، ومزاولته لنشاطه على رأس هيئة قيادة تحالف قوى الإجماع ، كان لابد من استيضاح واستقراء رأي الأستاذ فاروق أبو عيسى حول مجمل القضايا التي تحيط بالتحالف وبعض المسائل التي تتعلق بوجهة نظرهم فيما يحدث في الراهن السياسي في أربع محاور أساسية، وذلك في الحوار التالي: * هناك حديث متكررعن ضعف قيادات المعارضة وعدم اتساق مواقفهم ؟ - هو حديث المؤتمر الوطني ومواليه من الصحفيين والكتاب الذين يحاولون باستمرار تبخيس وتقليل قيمة كل من يختلف معهم أو يتنقد سياستهم، وإذا هم فهموا أن دور المعارضة في ظل النظم الديمقراطية مكملاً لأداء الحكومة لما قالوا قولتهم هذه، لأن واجب الحكومة هو الحرص على إتاحة الفرصة للمعارضين لتوضيح رؤاهم وأفكارهم بقدر ما تتيح الفرصة لمؤيديها لطرح أفكارهم، فالمعارضة جزء من هيكل الوطن وبالتالي إذا كان هنالك حديث عن ضعف المعارضة فهذا الوهن والضعف ينطبق أيضاً على الحكومة، التي هي الآن في أضعف حالاتها. * يقولون انكم رفضتم مخرجات أديس أبابا بشكل مُسبق ؟ - هذا غير صحيح.. نحن قبلنا بالقرار (2046) قبل الحكومة، لكونه تبنى خارطة طريق محكمة لإيقاف الحرب بين الدولتين المتنازعتين والتي وضعها الإتحاد الإفريقي، وقبلنا بالخارطة التي وضعها وكانت محل رفض واسع من قبل النظام.. وقد قمنا بذلك لأنه سيساهم في وقف الحرب بين الدولتين بعد حلحلة القضايا العالقة، وكذلك سيوقف الحرب في المنطقتين، جنوب كردفان والنيل الازرق، وسيشهد السودان استقرارا حال توقيع الاتفاق، ويصبح من غير المنطقي أن نعترض على المخرجات، ولكننا نرفض تجاوزنا، فتحالفنا يضم أحزاب وشخصيات ذات وزن. ونحن طالبنا بإشراكنا، وأبلغنا الحكومة والوساطة برغبتنا هذه، وملأت تصريحاتنا الصحف ووسائل الإعلام المختلفة بشأن هذه الرغبة، والحكومة لم تعر ذلك إهتماماً والوساطة كذلك لم ترد علينا. * ويقولون انكم ترفضون كل دعوات الحكومة وآخرها الدعوة للمشاركة في إعداد الدستور ؟ - نحن نرفض لأسباب موضوعية وجوهرية، وكل العروض التي تقدم لنا ننظر لها وندرسها قبل أن نرفضها، وقرارتنا بشأنها ليست إنطباعية، ولنا تجاربنا مع النظام، ونعرف أنه يريد تحقيق مكاسب بمشاركتنا الصورية، والدستور معد مسبقاً ولا جدوى من مشاركتنا. ومن مسببات رفضنا للمشاركة أن البشير استبق هذه الدعوة بالإعلان عن إسلامية الدستور، ونحن لا نقبل بدستور الإسلام السياسي، وكذلك رفضنا دعوة المؤتمر الوطني لأنه يسيطر على مفاصل الدولة. * الإختلافات داخل كيان التحالف ؟ - هنالك حوار مطروح، وليس هنالك إتجاه لفرض رأي حزب محدد أو مدرسة بعينها لكن نُذكر بأن تجربة الإسلام السياسي في السودان أثبتت فشلها، لذلك نريد دولة حديثة قائمة على أساس المواطنة، المرفوض بالنسبة لنا تحكم الإسلام السياسي في حياة الناس، والمناقشة مستمرة بشأن ذلك بين قوى التحالف واقتربت لنهايتها بشكل مبشر وإيجابي، والديمقراطية هي التي تحسم خياراتنا. هنالك إختلافات بشأن الفترة الانتقالية ومدتها، فمثلاً الحزب الشيوعي يطرح خمسة أعوام، وأحزاب أخرى تطرح ثلاثة والأمة والشعبي يطرحان عام واحد، والآن وصلنا لتسوية هي ثلاثين شهراً، وما زال الحوار متواصلاً، ويبقى الرهان على أن تكون كافية لتفكيك نظام الحزب الواحد وإعادة العافية لمؤسسات الدولة وتحويلها لمؤسسات قومية، وفي تقديري الشخصي من الصعب إعادة بناء الدولة في فترة قصيرة.