اكد علي عثمان محمد طه ، أمين الحركة الإسلامية بالسودان , عدم ترشحه لدورة ثالثة في منصبه كامين عام , وذلك لدي مخاطبته مؤتمر القطاع النسوي بالحركة الاسلامية الخميس بقاعة الصداقة . وفيما اعاد التأكيد علي منظوراتهم الاسلاموية بانهم حركة ( شاملة ) لكل اوجه الحياة , لتحقيق ( امر الله في الارض ) , اعترف بإن تجربتهم ( صاحبتها بعض الإخفاقات باعتبارها تجربة بشرية، ولابد من الجلوس لتصحيحها ) , دون ان يوضح كيف يمكن ان تكون تحقيقا لامر الله وتشوبها الاخفاقات ! وقال علي عثمان (نحن عازمون على التجديد ليتولى قيادة الحركة والحزب والدولة قيادات جديدة، وآن الأوان لنجلس على مقعد مجلس الشيوخ لتقديم النصح ) . وربما في رسالة تطمينية لعمر البشير الذي رفض ما يعرف بمذكرة الالف اخ الناقدة باعتبارها وصاية , اضاف علي عثمان ( إن انعقاد مؤتمر الحركة الإسلامية الآن لا يهدف إلى وصاية أو إلغاء دور أحد ) . ولكنه في المقابل اكد ( لا مجال لجمع الصلاحيات في الدولة والحزب والحركة في شخص واحد ) و (إن توسيع دائرة المشاركة وتجديد دورة القيادات دون تكريس السلطات، من القضايا التي لا بدّ من احترامها ) . ودعا إلى طرح الموضوعات والقضايا في المؤتمر العام المقبل بكل وضوح وصراحة وشجاعة وموضوعية لاقامة شوري حقيقية . وأضاف إن انعقاد المؤتمر الشهر المقبل يجيء بغرض مراجعة أسباب الضعف الذي اعتري الحركة الإسلامية، وأن المؤتمر فرصة لمراجعة الذات والكسب الذي تحقق خلال ال(20) عاماً الماضية من حكم الحركة الإسلامية، وأين بلغنا من تحقيق غايات الإسلام. وقال ان المؤتمر أعد حزمة من الأوراق في مجالات الاقتصاد والسياسة الخارجية والأمن ، داعيا : إنه لابد أن نأخذ الأوراق التي أعدت للمؤتمر مأخذ الجد . وعلق المحلل السياسي ل ( حريات ) بان تأكيد علي عثمان عدم تجديد ترشيحه لمنصب الامين العام , وفي ذات الوقت ابداء مخاوفه بصورة غير مباشرة من سيطرة عمر البشير علي ( الدولة والحركة والحزب ) – المخاوف التي يشاركه فيها غالبية اعضاء الحركة الاسلامية كما تشير مذكراتهم المختلفة – تشير الي ازمة القيادة التي تواجهها الحركة الاسلامية , خصوصا في ظل ارتباطها بجهاز الدولة وامتيازاته , وهو جهاز تحتل مكان القلب فيه المنظومة العسكرية الامنية التي يسيطر عليها عمر البشير والذي تحول الي عبء علي الدولة والحركة والحزب , دون ان تكتشف حركته سبيلا لازاحته , فهي اذ صادرت التداول السلمي للسلطة في البلاد صادرت كذلك قدرتها نفسها علي تجديد قياداتها سلميا .