بقلم : ابرام تلار كوج كون تم نشر هذا المقال من قبل في عدد من الصحف و المواقع الاكترونية . ما جعلني للنشر هذا المقال ما نراه حالياً من الممارسات التي تمارس الان في جنوب السودان من قبل افراد كبار الحكومة و المجتمع الذين يمارسون الفساد و المحاباة والقبلية.و هي سياسة قد تقود هذا البلد مربع السودان . إن مفتاح السلام و الاستقرار او حتى تواصل اي ازمة من الازمات في اي بلد ما اي مؤسسة حكومية او مؤسسة مجتمعية. يعتمد على عنصر جوهري ، هو ألا تشعر مجموعة ما او فئة ما بإنها مهمشة او يتم اقصاء مقصود في العملية السياسية و الاجتماعية و الثقافية و ال ………الخ ، و إن حصل ذلك سوف تقوم هذه المجموعة بعرقلة العملية السلمية برمتها .فقد تكون مصير هذا البلد او المجتمع او المؤسسة التي يتصارع فيها مجموعات هي الدمر و الكرهية. كما إن سياسة تمكين فئات معينة من الشباب عبر العلاقات القبلية و العلاقات الاجتماعية او عبر التعاطف و بعيدا عن الامانة و الموضوعية و مبدا الحياد السياسي و الديني والعرقي . هي التي تساهم في زيادة الفساد وغياب المحاسبة و المساؤلة وغياب قيم او اٌسس الحكم الرشيد, كما يحدث الان في جنوب السودان الشغل بخالي و عمي و نسيبي و قريبي. وهي التي تقود جنوب السودان الي سياسة السودان القديم (التهميش و الاقصاء و المحاباة) والي عقلية النخب الحاكمة في الشمال منذ عام 1956م اي عقلية(فرق تسد) بين القوميات والإثنيات والفئات المختلفة المكونة لجنوب السودان ، و الان نحن نملك الوطن الذي كنا نحلم به ، و لكن الوضع الحالي الذي نعيشه في جنوب السودان يمثل و يشبه السودان القديم ويظهر بصورة فظعية في المؤسسات الحكومية .و حتى السكن في عاصمة جنوب السودان(جوبا) بقي بقبيلة, (انت من وين انت من ياتو قبيلة ) وهي اسباب الوضع الراهن الذي اصاب الكثير من الشباب الجنوب سوداني بحالة من اليأس و القنوط من امكان حصول اي تغيير حقيقي في حياتهم . تغيير قد يجعلهم شركاء في السلطة التنفذية و السياسية و شركاء في النشاط الاجتماعي و الاقتصادي والثقافي ، شركاء حقيقيين في وضع و اتخاذ القرارات و السياسات العامة .عبر المشاركة الفكرية و العلمية و العملية الفاعلة. لان جيل الشباب الذي يشكل الركيزة الاساسية للتنمية البشرية ، وهم الذين يتمتعون بالامكانات البشرية و الفكرية ولابد لجنوب السودان الاستفادة من قدرات شبابها الفكرية و الجسدية. عبر صهر الشباب في بوتقة واحدة عبر المشاركة السياسية و الاجتماعية من اجل تحقيق الاهداف المشتركة في بناء دولة جنوب السودان المستقلة وبناء المجتمع الجنوب سوداني عموما.ً لكي يكون صوت الشباب الجنوب سوداني عالياً ضد النزاعات و الصراعات القبلية و ازالة ثقافة العنف و العمل من اجل ايقاف اصحاب الاجندة الشريرة و اسكات الاصوات التي تدعوا وتعمل ليل نهار الي هدم النسيج الاجتماعي لجنوب السودان و تدعوا الي عودة النزاعات والصراعات القبلية و التعصب العرقي و الديني . ومن اجل تفويت الفرصة على من يريدون العبث بمستقبل البلد و تحطيم احلام الشباب و المجتمع الجنوب سوداني في السلام و الاستقرار.هذا الوضع يتطلب من قوة الشباب الفاعلة الي ضرورةالعمل من اجل رفض كل ما هو ضد جنوب السودان . فالشباب هم وقود هذه الازمات ، وهم غير مستفيدين من خدم المصالح التي تتحقق لفئات و افراد و ليس لشباب لا ناقة و لاجمل فيها . فمن لا يستطيع خلق اي تغيير في عالمه لا يستطيع ان يعيش في عالم افضل ، فالتغيير هو الذي ينجذب إليه الشباب التواق الي خدمة دولهم و مجتمعاتهم .لان التغيير او الاصلاح السياسي يترفق مع تغييرات وتطورات إجتماعية و إقتصادية يمكنها توفير الوظائف و العيش الكريم لمئات الشباب الذين يشعرون بالاحباط وخيبة الامل بسبب الفساد و الفقر و البطالة و القبلية و المحاباة الذي يجعل منهم شباب غاضب من دولتهم و مجتمعاتهم حتى داخل موسساتهم الحكومية و المجتمعية . لذلك على الدولة الاهتمام بالمجتمع و التنمية الاجتماعية . خاصاً فئة الشباب .عبر التعليم ، لان التعليم الان يعتبر مطلب انساني مهم للانسان لمقاومة الجهل و التخلف ، و يحفظ إنسانيته من خلال المردود الضخم للتعليم إجتماعياً و اقتصادياً . و لابد من انشاء مراكز لتطوير المراءة و تعليم البنات و محو الامية ،و انشاء اندية المعلومات و نوادي ثقافية و رياضية و إجتماعية . ودعم المناشط الفكرية والإبداعية . والاهتمام بالصحة الانجابية و صحة الامهات و التوعية الصحية و الصحة عموماً. كما ذكرنا سابقا بان الشباب هم قوة التغيرالاجتماعي و السياسي و الاقتصادي …..الخ، نجدهم ايضا وقود النزاعات و الصراعات و الحروبات ، لكل الازمات و الحروب خاصة فترة نزاعات وحروب المليشيات القبلية التي تم إستغلالها بواسطة دولة السودان القديم و النخبة الشمالية الحاكمة ،وهي تجربة فظيعة مرة بها جنوب السودان ،علمتنا نحن الشباب كيف نقود دفة القيادة وملكنا الشجاع لاحتواء الازمات بكل الطرق المشروعة والخروج بالمجتمع الجنوب سوداني نحو المصالحة ، وإن يكون لنا دور هام في ترسيخ قيم التعايش السلمي وحفظ النسيج الإجتماعي وتغير الفهم السالب عن شباب الجنوب سوداني بانهم فقط وقود للحروبات الاهلية و النزاعات القبلية و العرقية وليس صناع للسلام والتعايش السلمي والتنميه . [email protected]