دعت منظمة هيومن رايتس ووتش التي تدافع عن حقوق الانسان تونس الاثنين الى التحقيق في سلسلة هجمات نفذها متشددون خلال الشهور العشرة الماضية وتقديم المسؤولين عنها إلى القضاء محذرة من ان الافلات من العقاب قد يشجع على ترسيخ العنف في تونس مهد الربيع العربي. وارتفعت على مدى الاشهر الأخيرة وتيرة هجمات قامت بها جماعات سلفية على فنانين ومعارضين متهمة إياهم بالإساءة للاسلام. ومنذ الثورة التي اطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي العام الماضي زاد التوتر الديني في تونس بسبب الخلاف على دور الاسلام في الحكم والمجتمع. وقالت المنظمة “الهجمات خلال الشهور العشرة الماضية جدت في أماكن مختلفة داخل البلاد على يد أشخاص لهم نفس اللباس والمظهر. وتصرف المهاجمون بشكل عنيف واستعملوا أسلحة مثل السيوف والهراوات والسكاكين لمنع تنظيم مهرجانات واحتفالات واعتدوا على الناس بالضرب ويبدو أن ذلك بسبب أفكارهم ولباسهم ونشاطهم”. وقالت جو ستورك نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للمنظمة “إن عدم تحقيق السلطات التونسية في هذه الهجمات يرسخ ظاهرة إفلات المتطرفين دينيا من العقاب وربما يشجعهم على ارتكاب مزيد من العنف”. وتتعرض حركة النهضة الاسلامية التي تقود الحكومة منذ عشرة شهور لانتقادات من المعارضة تتهمها بالتواطؤ مع الجماعات الدينية المتشددة واستعمالها كذراع أمني لتأديب معارضيها. وتنفي النهضة الاتهامات وتقول انها تتصدى للعنف أيا كان مصدره وانها تسعى لفتح حوار مع هذه الجماعات بدل قمعها لاجتذابها إلى المشاركة في الحياة السياسية. وتسعى حركة السلفية الجهادية المعروفة باسم انصار الشريعة والمقربة من تنظيم القاعدة الى اقامة دولة اسلامية وترفض الديمقراطية. وقال الرئيس التونسي المنصف المرزوقي الشهر الماضي ان عدد السلفيين المتشددين في تونس يقدر بحوالي ثلاثة ألاف ولكنهم يمثلون خطرا حقيقيا ويهددون قيم المجتمع الحداثية ويجب التصدي لهم بالقانون. واعتقلت السلطات سلفيين بتهم ممارسة العنف ضد معارضين او فنانين لكنها سرعان ما أطلقت سراحهم. ولكن بعد هجوم سلفيين على سفارة الولاياتالمتحدة الشهر الماضي احتجاجا على فيلم يسيء للاسلام اعتقلت الشرطة عشرات السلفيين. وستبدأ محاكمة قيادي بارز بجماعة انصار الشريعة هذا الأسبوع بتهمة تعكير الامن العام والاعتداء على السفارة. وانتقدت المنظمة ما وصفته بانه “تقصير في التحقيقات والمحاكمات” محذرة من “تنامي شعور الضعف لدى أولئك الذين يستهدفهم غضب هذه العصابات”. وهاجم سلفيون في اغسطس/اب مهرجانا احتفاليا بمناسبة اليوم العالمي للقدس في بنزرت شمالي تونس العاصمة مما أدى إلى إصابة ما لا يقل عن ثلاثة نشطاء. كما هاجم ملتحون الشاعر صغير اولاد احمد المعروف بانتقاده للاسلاميين. وتلقى الممثل لطفي العبدلي تهديدات بالقتل ومنع متشددون عرض مسرحية له قالوا انها تتضمن اساءات للاسلام. وقالت المنظمة انها لم تتلق ردا على رسالة وجهت إلى وزيري العدل والداخلية تحدثت فيها بشكل تفصيلي عن هجمات نفذتها مجموعات ذات توجهات إسلامية على ما يبدو على أشخاص بسبب أفكارهم أو لباسهم معظمهم فنانون ومثقفون ونشطاء سياسيون. ووصفت المنظمة عدم تلقيها رد على رسالتها بانه “تقاعس السلطات عن الرد على الاعتداءات”.