أصدر المشير عمر البشير، قراراً بتعيين الفاتح عروة رئيساً لمجلس إدارة سلطة الطيران المدني، بعضوية العديد من الخبراء والمختصين، أبرزهم شيخ الدين محمد عبد الله وبدرية سليمان. ويعد الطيران المدني من أكثر السلطات الفاشلة في البلاد، حيث كثرت حوادث سقوط الطائرات في السنوات الأخيرة، وتجاوز عدد الطائرات التي سقطت لأسباب فنية أو أسباب متعلقة بالأخطاء البشير والمطارات أكثر من 16 حادثة طيران فقد خلالها المئات أرواحهم ، ويعود ذلك إلى استشراء الفساد داخل هيئة الطيران المدني وانعدام المحاسبة وغياب الشفافية ، وكان الأستاذ عبد الغفار المهدي قد كشف – في مقاله ل (حريات) ، بالوثائق ، نموذجاً آخر من نماذج الفساد غير المسبوق في هيئة الطيران المدني . وبحسب الوثائق المرفقة فان مدير هيئة الطيران المدني محمد عبد العزيز عين أحد اقربائه ويدعى الفاضل موسى مستشاراً بالهيئة ، بمرتب (96) مليون جنيه في العام مع امتيازات سيارة ووقود ومكتب ولاب توب وتلفون محلي وعالمي ، وهو بلا أي مؤهلات أو خبرة في مجال الطيران ، ولكن الأخطر ان من بين مهامه كمستشار المساعدة في فرز العطاءات ، وبهذه الصفة أرسى لشركته ( ساهل للحلول الساهلة) ، التي يشغل منصب مديرها العام (!) ، أرسى لها عطاءات ، من بينها توريد أجهزة إتصالات للطيران المدني بمبلغ مليون دولار و خمسمائة ألف وخمسة وعشرين دولار ، وتوريد ملابس إطفاء بمبلغ مائتي وثمانية وثمانين ألف دولار ! في سابقة تستحق التسجيل للفساد (الساهل) و(الحلول السهلة) لنهب المال العام (!) وغني عن القول ان محمد عبد العزيز لم يكن ليسمح بمثل هذا الفساد (الساهل) لولا ضلوعه وإستفادته منه .