طالب خبراء سياسيون الحكومة بضرورة مراجعة سياستها الخارجية وانتهاج دبلوماسية تمكنها من إحداث التوازن المطلوب لمواجهة المتغيرات التي تطرأ على الساحة الإقليمية والدولية. وقطع الخبراء بأن السودان بات أمام خيارين إما الدخول في تحالف إستراتيجي عسكري مع إيران أو التضحية بعلاقته مع دول الخليج والغرب وعلى رأسه الولاياتالمتحدةالأمريكية، واستبعدوا قيام حرب بالوكالة بين الخرطوم وجوبا بسبب وقوف الأخيرة مع إسرائيل والسودان مع إيران، وأشار الخبراء إلى أن تجربة العقوبات الأمريكية على السودان جاءت بسبب تنامي العلاقات بينه وطهران. وقال د. جمال رستم المحلل السياسي نوه إلى أن علاقة الخرطوموطهران لا ترتقي للتحالف الإستراتيجي وإنما تعتبر مجرد علاقات تعاون لتبادل المصالح المشتركة، واصفاً إياها بالحل المؤقت الذي قال إنه نتج إبان الحصار الاقتصادي المفروض على السودان، لافتاً النظر إلى أنه دفع الأخير للاتجاه للصين وروسيا للابتعاد عن المنظومة الأمريكية باعتبار أن واشنطن وتل أبيب تتعاملان مع طهرانوالخرطوم باعتبارهما دول محور الشر والداعمين للإرهاب في الشرق الأوسط، قاطعاً بأن الحكومة حالياً تسعى لإقامة علاقات متوازنة مع كافة الدول بجانب أمريكا على أساس المصالح المشتركة. وأكد المحلل السياسي د. عبده مختار في تصريح ل(آخر لحظة) أمس وجود علاقات خاصة بين الجنوب والسودان عقب التوقيع على اتفاق التعاون المشترك، داعياً الحكومة للتضحية بعلاقتها مع إيران والمحافظة على علاقتها مع دول الخليج والغرب، مشيراً إلى أن طهران تعاني من العزلة الدولية والإقليمية بسبب معاداتها للتيارات السنية ودول البحرين ومصر .