تعليق: شوقي إبراهيم تعتبر الصحيفة الفلسطينية “المنار المقدسية” إحدى أهم الصحف التي تعني بالشأن الفلسطيني، وليست لها علاقة بقناة حزب الله التي تسمى المنار، ترى الأشياء بعين فلسطينية حقيقية مجردة، ومن خلالها تتسرب الكثير من الحقائق الخليجية الخفية التي لا تجد لها طريقا عبر قنوات الإعلام الخليجي “التعريصي”، وبالطبع، لا تحلم أن تمر هذه الأخبار الخفية عبر قنوات الصحف الحكومية السودانية التي ما أن تفتحها حتى تصاب بالغثيان ولا تتمالك نفسك من التقيؤ. وقد يخيل لك أن من يحرر الصحف السودانية عميل يرغب التطبيع مع دولة إسرائيل!! أي والله!! فالصحف السودانية الحكومية تكتب بلسان واحد لصالح إسرائيل، وقد امتلكني العجب كيف وصل المؤتمر الوطني لهذه العبقرية كأن يصنع جوقة موسيقية من رؤساء التحرير يجيدون عزف نوتة “العميل الكبير” الذي يكتبها لهم ويجلس من الخلف!! هل عميل أم أبله؟ لا أدري والله بالضبط!! ولكن يبدو أن هنالك تفسيرا آخر قد يبرئ المؤتمر الوطني، فربما “عملاؤنا” رؤساء تحرير الصحف الحكومية ينقلون مباشرة من الإعلام الخليجي من أجل حفنة ريالات وراء ظهر المؤتمر الوطني، وهذا قد يفسر طبيعة المعزوفة الموسيقية الواحدة!! ولكن الصحفي النور أحمد النور ذهب بها عريضةً، والنور هو رئيس تحرير صحيفة الصحافة ومراسل صحيفة الحياة السعودية، فهو لا ينقل أو يسطو على الخبر أو التقرير “بضبانته” من إعلام الخليج ويكتفي بكلمة “وكالات” كما يفعل الجميع، بل يضع اسمه عليه!! هذه اللصوصية الصحفية تعكس مدى مهزومية نفسية النور أحمد النور، فهو لم يعد يؤمن بشيء، ولم يعد يتابع أي شيء، وربما عجز أن يتصالح مع نفسه بالعمل مراسلا لصحف الخليج!! كيف يستطيع المرء أن يكتب ضد قناعته دون أن يصاب بتفكك في الشخصية؟ أو أن يصاب بالغباء أو أن يصاب بمرض الديسليكسيا dyslexia؟ التهديد الخليجي خاصة التهديد القطري لمحمود عباس بتجبينه وترهيبه هو تهديد جدي، لا أوباما ولا دول الخليج يرغبون أن يمضي محمود عباس قدما بطلبه للأمم المتحدة للحصول على دولة بصفة مراقب في هذا التوقيت. فطلب محمود عباس سيفسد أولا الطبخة الخليجية الأمريكية الصهيونية الكبرى ضد سورية، وثانيا سينزع بؤرة الاهتمام بسوريا إلى بؤرة أخرى أي الحصول على الدولة الفلسطينية الموعودة، وثالثا سيربك الطلب الفلسطيني “ثوار” الناتو وإسطنبول المقاتلين (!) المجاهدين (!) في سوريا وربما يدركون أنهم يقاتلون في المكان الخطأ، ورابعا ستسقط الأقنعة الخليجية المزيفة قبل سقوط النظام السوري أمام الشعوب العربية، وخامسا سيحرج الطلب الإسلاميين خاصة في مصر وتونس والسودان!! فأنظمة الخليج بقضها وقضيضها ترغب في إنهاء القضية الفلسطينية عبر تقسيم سوريا وإلغائها كدولة، وإسقاط النظام الأردني الملكي ودفع كل الفلسطينيين نحو الأراضي الأردنية بصفتها وطنا لهم!! فمشروعهم التآمري لم يتم بعد، فكيف يقفز عليه عباس أبو مازن ويفسده؟ أنا شخصيا لا أستبعد أن الحراك الفلسطيني المسلح الذي يدور في غزة الآن أشعلت شرارته مجموعة الشهيد أبو علي مصطفى والجهاد الإسلامي (ليس حماس!!) بشكل مقصود، وهو حراك قصد منه جر إسرائيل إلى معركة، تفسد على دول الخليج طبختهم وتخفف العبء عن كاهل سوريا!! وقد بشرت إيران إسرائيل أن دخولها غزة هذه المرة لن يكون كسابقاتها، وفعلا وصلت ثلاثة صواريخ فلسطينية مدينة تل أبيب، وضرب الفلسطينيون طرادا بحريا بصاروخ كورنيت وقتل فيها مارينز إسرائيلي!! وإليك الخبرين: القدس/المنار/ وسط ضغوط متعاظمة ومتزايدة يواصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس جولته في الساحة الدولية، باتجاه تقديم الطلب الفلسطيني للحصول على دولة مراقب غير كاملة العضوية في الأممالمتحدة، وذلك في التاسع والعشرين من الشهر الجاري. وبعد أن زار السعودية والقاهرة والتقى وزراء الخارجية العرب في العاصمة المصرية، غادر إلى سويسرا للقاء مسؤولين من دول عدة، ومن ثم يتجه إلى فرنسا. المسعى الفلسطيني يلاقي صعوبات وتهديدات من أطراف عديدة عربية ودولية، ورغم صمت دول الخليج الا أنها ما زالت تحاول ثني القيادة الفلسطينية من الذهاب إلى الأممالمتحدة، محذرة من وقف الدعم المالي، وما تسميه بانعكاسات سلبية لهذه الخطوة. لكن، الأكثر وقاحة في هذه المواقف، هو عرض قطري من جواسيس الدوحة، في إطار صفقة مقايضة، عنوانها، دعم المسعى الفلسطيني مقابل اعتراف القيادة الفلسطينية بالعصابات الإجرامية الإرهابية التي تواصل سفك دماء أبناء سوريا ممثلة للشعب السوري، وإشراك المخيمات الفلسطينية في لبنان وسوريا إلى جانب هذه العصابات في ممارساتها الإرهابية والإجرامية. وجاء الرد الفلسطيني قاطعا، فقد رفضت القيادة الفلسطينية هذا العرض القطري القذر، مؤكدة أن الشعب الفلسطيني لن يتدخل في الأزمة السورية، وأنها مصرة على الذهاب إلى الأممالمتحدة، حيث ممارسات إسرائيل وتعنتها فاق كل التصورات. وكان الرئيس محمود عباس قد رد على تحذير من الرئيس الأمريكي يدعوه إلى وقف المسعى الفلسطيني، بأنه لن يتراجع وسيتوجه إلى الأممالمتحدة لطرح الطلب الفلسطيني، خطوة تفرض نفسها لوقف المخططات الإسرائيلية، ولمواجهة رفض إسرائيل لعملية السلام. وقبل توجه الرئيس الفلسطيني إلى ساحات عربية ودولية، أبلغ القيادة بضرورة الاستعداد والتحمل، والوقوف صفا واحدا أمام التهديدات، وإشكال الحصار القادمة على شعبنا. يذكر أن عواصم العرب لم تظهر حماسا وتأييدا كبيرين للخطوة الفلسطينية، وغالبيتها مارست تهديدات بتنسيق مع إسرائيل وأمريكا.. وكان هناك اعتقاد بأن يذهب المسئولون العرب إلى جانب الرئيس الفلسطيني إلى الأممالمتحدة، ليعلنوا من هناك بأن الطلب الفلسطيني هو أيضا طلب عربي، لكنهم، خذلوا شعبنا، وكان تأييدهم خجولا مرتعشا. يذهب عباس لنيل دولة فلسطينية غير عضو، والتهديدات تنطلق من كل جانب، والجميع يهددون بحصار وتجويع الشعب الفلسطيني، والرئيس الفلسطيني يرفض هذه التهديدات، رغم إدراكه بخطورتها، وشيوخ الخليج الخونة يهددون سرا بوقف الدعم المالي، في حين يضخون المليارات لإشعال سوريا بنيران الفوضى والإرهاب، وقتل أبناء سوريا. أما الخبر الثاني فبعنوان: وقاحة جاسوس العصر حمد بن جاسم.. وصف المسعى الفلسطيني إلى الأممالمتحدة بالمتسرع والصبياني!! القدس/المنار/ كشف دبلوماسي عربي رفيع المستوى ل (المنار) تفاصيل حديث لرئيس وزراء مشيخة قطر التقى به في عاصمة أوروبية بحضور عدد من الدبلوماسيين العرب، وكان حمد الأصغر قد أنهى لتوه مشاركته في لقاء أوروبي عربي، لبحث سبل تصعيد وتكثيف الأعمال الإرهابية ضد الشعب السوري. الدبلوماسي العربي نقل عن حمد المذكور انتقاده بشدة للقيادة الفلسطينية لإصرارها على التوجه إلى الأممالمتحدة للحصول على قرار العضوية غير الكاملة في الهيئة الدولية، ووصف المسعى الفلسطيني بالاندفاع والتهور والصبياني، وبأن القيادة الفلسطينية لا تستمع إلى نصائح من اسماهم بالخبراء في أروقة الدبلوماسية العربية. الدبلوماسي العربي ذكر ل (المنار) أنه أخبر القيادة الفلسطينية بما جرى من حديث لرئيس وزراء مشيخة قطر، وأشار باستهزاء وسخرية إلى أن جميع الحاضرين في اللقاء مع حمد بن جاسم اعتقدوا للوهلة الأولى أن من يخاطبهم هو دبلوماسي مخضرم لم يترك عاصمة إلا وخدم فيها، قبل أن يتوج على رأس الدبلوماسية في المشيخة لينهي في هذه المحطة آخر أيام حياته الدبلوماسية. ويضيف الدبلوماسي العربي: أن حمد بن جاسم واصل في لقائه مع الدبلوماسيين العرب تشخيصه للمشهد الفلسطيني، فأكد أن السلطة الفلسطينية لم تستمع إلى “نصائحه” بضرورة الابتعاد عن خطوات يمكن أن تثير التوتر مع الطرف الآخر. ويربط حمد الأصغر بين الموضوع الفلسطيني والأزمة السورية، فيقول، أنه أوضح للقيادة الفلسطينية أن إثارة “زوبعة” الذهاب إلى الأممالمتحدة يشغل ما أسماه بالعالم الحر “أي المتآمر على الشعب السوري” عن العصابات الإجرامية التي تسفك دماء السوريين و “يشوش” على ما تحققه هذه العصابات من “انجازات”. ويضيف الدبلوماسي العربي أن حمد بن جاسم دعا القيادة الفلسطينية إلى عدم الذهاب إلى الأممالمتحدة والتريث، والحصول على إغراءات مالية والابتعاد عن خطوات أحادية الجانب، ووصف الدبلوماسي العربي حديث حمد الأصغر بأنه صورة طبق الأصل عما يطرحه قادة إسرائيل. http://manar.com/page-2427-ar.html شوقي إبراهيم عثمان