الأبيض / ياسر قطيه ليست شهادتى مجروحه فى حق الأُستاذ عادل حسن البلالى لأواصر الصداقه القويه التى تربطنا ولا لحق الأُستاذيه وليس الزماله التى تميزه عنا ولا أيضاً لصلة الدم والأخوه التى تجمعنا لكوننا الإثنين ننحدرمن سلالة إرتوت ونمت وولدت من رحم تراب كردفان الغرا وصرة خاصرة الوطن ، لا لهذا ولا لذاك بل لأن مستوى وعمق دلالات ما يكتبه البلالى يفوق إمكانياتنا وقدراتنا الذهنيه المتواضعه حيال الكسب الفكرى المهول الذى يتمتع به بما لا يعيننى على إسباغ وصف يرسم روعة ما يسطره يراعه والذى يسخره طوعاً وشرفاً وحباً لخدمة قضايا وطنه الكبير وموطنه الأصغر هذه الولايه المنكوبه ، ولاية شمال كردفان . إنبلج ذلك وتبدى جلياً فى ثلاثيته أنفة الذكر والتى كتب فيها البلالى كما لم يكتب من قبل وأبحر عبر مداد يراعه يرفل فى الأسى ويبكى الأحلام الكبيره التى وئدت بفضل نفوسٍ صغيره لا ترحم ولا ( بتخلى رحمة الله تنزل ) ! عبر ثلاثه حلقات قصيره قال البلالى كل شيء ، وعبر أسطر قليله إختزل البلالى كل مأسى ومصائب وعثرات هذه الولايه المترنحه من لدن هكس باشا وصولاً الى خلافة سيدنا المعتصم ! خلقت تلك المقالات الثلاث ردود أفعال واسعة النطاق بلغت اوجها وذروتها فى المواقع الإلكترونيه بفضل تعليقات وردود القراء السودانيين فى الداخل والخارج وعندما نعى البلالى المبادره الهائله التى أطلقها النائب الأول لرئيس الجمهوريه الأستاذ على عثمان محمد طه من قلب مدينة الأبيض وفصلها تفصيلاً ووضع أسس ومعايير النهضه الشامله التى أراد لها أن تنتظم أرجاء الولايه كلها لتعود كردفان لسيرتها الأولى كردفان الغره أم خيراً جوه وبره هاتفنى صديقى الدكتور عبدالدين سلامه رئيس رابطة الإعلاميين السودانيين بالخارج ومستشار حكومة دبى للإعلام بأنه وللمراره التى يحسها بضياع الفرصه وتقاعس قيادات الولايه يفكر جدياً الأن فى (إلقاء نفسه من شرفة شقته الكائنه فى الطابق الرابع عشر فى مجمع أبراج دبى ) !! لهذه الدرجه كانت ردود الفعل جراء عدم إهتبال السانحه التى لا تتكرر ، ضاعت الفرصه وقُبرت الفكره وكردفان تجلس الأن كعجوز شمطاء أكل عليها الدهر وشرب تندب حظها العاثر الذى أوقعها تحت براثن من يقول ولا يفعل بعد ان وهبها من لا يملك لمن لا يستحق ! سعادة النائب الأول لرئيس الجمهوريه وطوال تاريخه الطويل الضارب فى عمق تراب هذا الوطن ما ترسخ فى الأذهان عنه أنه رجل إذا وعد أوفى ، وإذا تحدث صدق وإذا قال فعل ، وقد مر الأن عام ٌ ونيف دون أن يحرك أحد ساكناً فلما لا يُشكل السيد النائب للرئيس لجنه لا لتكون مهمتها إحياء المبادره ووضع القرار حيز التنفيذ ، لا … ! فانت قد تسمع إذ ناديت حياً … (كيف يمكن رسم شيىٍ قد تلاشى كالصدى الحزين فى دوائر المساء ؟!! ) ولكن لتكون مهمتها الوحيده والفاصله هى معرفة .. من دس المحا فير ؟!! من ذا الذى سرق المصحف يا سيدى النائب الأول لرئيس الجمهوريه ؟ نحن فى هذه الولاية المنكوبه بنا وبأهلها أيقنا تماماً بأننا ومنذ 5/6/2010م ( ننفخ فى قِربه مقدوده ) !! وقطعنا الشك باليقين بأننا فى هذه الولايه المنكوبه (ناس ساكت!!) ومثل هذه المبادرات أكبر من حجم عقولنا ومقدراتنا لاننا (مرميين !!) ومرمى الله يا سيدى النائب الأول للرئيس ( كان جيت ترفعوا برميك !! ) لذلك أنسى موضوع المبادره وعودة كردفان لسيرتها الأولى حتى لا تغرق معنا فى ( قوز رمله ) وليس فى (شبر مويه ) لأنوا (مويه مافى ) ! فقط نريد أن نعرف لننقل لأجيالنا وأبناءنا الحقيقه الكامله التى سيحدثهم عنها التاريخ وهذه امانه فى عنقك والى الأبد سيدى الأستاذ على عثمان محمد طه ، هذا ما يلى المبادره التى ضاعت أدراج الرياح ، أما كيف ضاعت ولماذا ، كما تساءلت بحسره أخى البلالى فإنى أقول لك هامساً فى أُذنك ( إذا سمعت بالعذر أو السبب الذى ساقه الحسانيه عندما دعاهم الإمام المهدى للقتال فى صفوفه ومن ثم ذهب مثلاً يضُرب للإنشغال بالفارغه ، تكون قد وجدت الإجابه بنفسك !! بقية الثلاثيه (المنفستوا) التى قدمتها وعلى مدى ثلاثه حلقات وشخصت فيها بمجهرالنطاسى البارع علل هذه الولايه وأشرت بمبضع الجراح لمكامن العطب والأدواء التى أقعدت بالولايه طويلاً فى زاويتك المقروءه (المسبار) وأقامت الدنيا ولم تقعدها ثق تماماً إن لها مابعدها ، لأن شمال كردفان درع وسياج هذا الوطن الكبير وأخر القلاع الحصينه ، لن يسمح أحد على الإطلاق أن تكون هى ثغرة الدفرسوار أو كعب أخيل السودان !! فى متاهة الضياع هذه وفى خضم الفوضى والتقاعس والتواكل على الساده القابعين فى كراسيهم الوثيره فى المركز سرعة التحرك لإنقاذ ما يمكن أنقاذه ذلك قبل وقوع الفاس فى الراس فإنى أرى شجراً يسير !