الدموع التي زرفها عضو المجلس الوطني مهدي عبد الرحمن اكرت في النصف الاول من شهر مايو الماضي داخل قبة البرلمان بعد رد الوزير الاتحادى على محمود حول اسباب تأخير تنفيذ طريق ام درمان بارا ، ربما عبرت عما يعتمل داخل صدوركثير من سكان ولاية شمال كردفان الذين يترقبون زيارة النائب الاول غدا لمعرفة الاسباب التي حالت دون ترجمة الوعود التي ظل يطلقها كبار رجالات الدولة فيما يتعلق بمشروعات تنموية ظلت تهفو اليها افئدة المواطنين. ولاية شمال كردفان رغم انها ووفقا لإحصاءات رسمية تسهم ب 70% من صادر الماشية و«07%» من حب البطيخ و«56%» من الكركدي، و« 60%» من الصمغ العربي و«30%» من الفول السوداني من جملة الناتج القومي لهذه المحاصيل،غير ان عددا من مواطنيها يؤكدون انها ظلت تعيش في الظل لسنوات طويلة، وان مطالبها عصية التنفيذ وأشواقها لا مكان لها في جدول اهتمامات المركز ، وان مشروعاتها التنموية باتت تشكل وجوداً دائماً في أجهزة الإعلام ولكن ليس لها وجود في الواقع. وفى هذا الصدد قال عضو المجلس الوطني مهدي اكرت في حوار سابق مع (الصحافة) « فنحن فى شمال كردفان من الولايات الاقل نموا، وحتى الآن اكثر من 65% من مدارسنا مشيدة من «القش» واكثر من «70 %» من اهلنا يستجلبون الماء من البئر بواسطة «الدلو» بالطريقة التقليدية، كما ان الفاقد التربوى تجاوز ال 60% وذلك لانشغال الطلاب بجلب المياه» ويمضي في حديثه مضيفا « حقيقة نحن أهل كردفان تعودنا على الصبر واحتماله، وقد صبرنا سنوات وسنوات، ويمكن القول ان كل الحكومات السابقة لم ترضِ ولاية شمال كردفان وحتى هذه الحكومة، فقد مددنا حبل الصبر والوعود كانت من شخصيات كبيرة، مثل رئيس الجمهورية ، ولكن الآن بدا لنا جليا فى السنوات الاخيرة أن التنمية لا تذهب الا للمناطق التى تحمل السلاح فى الشرق واقصى الغرب وبعض الجهات المحسوبة جهويا فى الداخل التى يوجد بها البعض فى داخل السلطة، وهم متنفذون فيها، ونحن حقيقة لم نعطَ الا الوعود وفرغ صبرنا «ونضب الزيت والمصباح انطفأ». ويعتبر مراقبون ان الوعود الكثيرة التي ظلت تطلقها رئاسة الجمهورية ممثلة في الرئيس ونائبه لمواطني شمال كردفان خلال زيارات سابقة مجرد سراب ،ويؤكدون انها لم تنفذ على ارض الواقع ،مستدلين بوعود اطلقت بخصوص عدد من المشروعات وعلى رأسها طريق بارا ام درمان ،الخط الناقل للمياه من المصادر الجنوبية للابيض ،الطرق الداخلية للمحليات ،مشروع امداد الولاية بالمياه من النيل الابيض وغيرها من مشروعات بشر قادة الدولة بتحقيقها على ارض الواقع خلال فترات زمنية تم تحديدها ومرت دون ان تشهد انجازها ،وهو الامر الذي جعل نائب رئيس المكتب التنفيذي لحزب الامة بشمال كردفان الصادق المهدي وفي حديث ل(الصحافة) امس ان يصف زيارة النائب الأول غدا بزيارة العلاقات العامة ،مشيرا الى انها لن تختلف عن الزيارات السابقة لقيادات الدولة التي قال ان وعوداً كثيرة اطلقت خلالها ولم تجد طريقا للتنفيذ ،واكد ان الولاية تعاني على الاصعدة الخدمية كافة وانها تفتقد للمشروعات التنموية الحقيقية كتلك التي تنفذ في بعض الولايات ،معبرا عن بالغ تعجبه من التهميش الذي ظلت تتعرض له الولاية ،ومتسائلا عن المعايير التي تنفذ بها مشروعات التنمية في الولايات ، وترى وزيرة الثقافة والإعلام بولاية شمال كردفان سلمى الطاهر النورأن زيارة النائب الأول لرئيس الجمهورية غدا الاربعاء تأتي ضمن خطة الولاية الرامية الى إحداث النهضة والتقدم في كافة المجالات وتقديم خدمات تلامس قضايا المواطنين وتسهم في إيجاد الحلول التي وضعتها الولاية عبر الخطة الاستراتيجية العامة للولاية. وأبانت وزيرة الإعلام خلال تصريحات صحافية أن برنامج الزيارة يأتي والولاية تشهد طفرة في المجالات المختلفة حاثةً الى إحداث شراكة حقيقية بين شرائح المجتمع وحكومة الولاية وتقديم خدمات للمواطنين . ولكن المشروعات التي بشرت بها الوزيرة يعتبرها الكاتب الصحفي عادل البلالي انها دون طموحات مواطني الولاية الذين كانوا يتمنون ان يأتي الرئيس او نائبه لافتتاح طريق بارا امدرمان او الخط الناقل للمياه من النيل الابيض وغيرها من مشروعات كبيرة ظلوا يتطلعون اليها لتسهم في رفع المعاناة عن كاهلهم ، مشيرا في حديث ل(الصحافة) الى ان زيارات مسؤولي الدولة رفيعي المستوى يتم توجيهها من قبل بعض ابناء الولاية بالمركز لغير اغراضها الحقيقية ،وقال ان هناك نخباً من ابناء الولاية بعضها متجذر في مراكز صناعة القرار ظلوا يتعاملون مع الشأن الكردفاني من خلال منظورهم البراغماتي البحت،وذلك لان المركز يحسن الظن بهم ولايعرف ان زيارات كبار رجالات الدولة للولاية تمثل للنخب الكردفانية سانحة ذهبية ليعلوا من شأن اسهمهم ليعززوا من مواقعهم عبر خارطة برنامج وزيارات مسؤولي الدولة ،وضرب البلالي مثلا بزيارة الدكتور نافع علي نافع لقرية التجاني التي ينحرد منها القيادى فى حزب المؤتمر الوطنى ازهري التجاني وقال ان حظوظها كانت اكبر من محلية ابوزبد التي تتبع لها القرية ،وتوقع ان ذات المشاهد ستتكرر في زيارة النائب الاول ،ويشير البلالي ان النائب الاول سيزور منطقة الكبرة بمحلية النهود التي لن تحظى بزيارة النائب الاول وذلك لان واضعي البرنامج يخشون من مطالبة اهل النهود بعودة ولاية غرب كردفان ،ويقول ان النائب الاول سيكتشف ان الكثير من الملفات بالولاية لم تشهد تحريكاً خاصة تلك المتعلقة بالتنمية وذلك بسبب تقاعس ابناء الولاية بالمركز ،ويشير الى ان اهم الملفات التي تنتظر النائب الاول قضية متأخرات الولاية البالغة 100 مليار وتوقف مشروعات التنمية والبني التحتية . ويعود نائب رئيس المكتب التنفيذي لحزب الامة بالولاية الصادق المهدي ويشير الى ان مواطني الولاية صبروا كثيرا على الوعود التي يطلقها المركز دون ان تترجم على ارض الواقع ،ومبينا ان حكومة الولاية ارهقت المواطنين بكثرة الجبايات والرسوم دون ان يكون هناك مردود ملموس على واقع حياتهم ،وتمنى الا تأتي زيارة النائب الاول كسابقاتها من زيارات مسؤولي الدولة ،وقال ان المواطن يريد مشروعاتٍ على الأرض وليس مجرد وعود.