كادت المنطقة المحيطة بمقابر حمد النيل بأمدرمان ان تكون ساحة جديدة لمعركة بين رجالات الطرق الصوفية وجماعات من أنصار السنة (الوهابية) اثر مناوشات كلامية بدأتها جماعة من أنصار السنة حشدت المئات من أنصارها امس الجمعة حول ضريح الشيخ حمد النيل. وحاولت جماعات الوهابية التي تحلقت حول الضريح منع احتفالات المئات من أتباع الطرق الصوفية بالسنة الهجرية الجديدة أمام وحول الضريح كما دأبوا علي الاحتفال السنوي بهذه المناسبة الدينية. وشهدت المنطقة توترا عندما نصب اتباع أنصار السنة مكبرات صوت وبدا بعض الخطباء وحولهم مئات الاتباع في رمي المتصوفة بالذم والتشكيك في دينهم بل واتهمهم بعض الخطباء صراحة بالاشراك بالله وعبادة الاولياء ، واعتبروا زوار الضريح ممن يشركون بالله ويمارسون الدجل والخرافات. واثار الحديث منسوبي الطرق الصوفية بالقرب من الضريح وكاد أن يقع ما لا تحمد عقباه – في ظل غياب تام للشرطة عن المكان- لولا تدخل بعض الحكماء من كبار السن ومشايخ الطرق الصوفية واحتوائهم للأمر وتهدئتهم لخواطر شباب المتصوفة الغاضبين، خاصة في ظل وجود المئات من الاطفال والنساء حول الضريح. يذكر ان المناوشات التي تصل لحد العراك بالاسلحة البيضاء أصبحت من السمات الملازمة لاحتفالات الطرق الصوفية بالمناسبات الدينية المعهودة في السودان مثل المولد النبوي ومطلع السنة الهجرية وغيرها من المناسبات الدينية، التي ترفضها جماعة أنصار السنة وعتبرها نوعا من ارتكاب المحرمات وأحيانا الشرك. وسبق وإعتدى سلفيون متشددون على ضرائح الأولياء في عدة مناطق بالبلاد . ويري الكثير من السودانيين ان هذا النوع من الغلو والتطرف انما خلقته الانقاذ منذ مجيئها للسلطة عن طريق اساليبها في التجييش الديني واستغلال الجماعات المتطرفة مثل أنصار السنة وغيرها في حربها وارهابها وابتزازها للخصوم السياسيين.