(bbc)اهتمت الصحف البريطانية بنسختيها الورقية والالكترونية السبت بتصاعد وتيرة العنف في غزة بين الفلسطينيين والاسرائيليين. فنشرت العديد من المقالات والتقارير التحليلية عن تردي الوضع في القطاع وعن تصاعد الازمة في الاردن جراء المظاهرات التي عمت البلاد اخيراً. صحيفة فاينانشيال تايمز واعتبرت صحيفة فاينانشيال تايمز أن مايحدث الآن “تصعيد خطير للعنف في غزة”. وقالت في مقال افتتاحي إنه يجب على حماس وإسرائيل التراجع قبل فوات الأوان. وترى الصحيفة إن الخصمين ربما يكونان على شفير حرب دموية أخرى. وأشارت إلى أن العالم تجاهل الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين بينما انشغل بالانتفاضات العربية في الشرق الأوسط. ورغم موافقة الصحيفة على اتهام حماس بتحمل جزء من المسؤولية عن التصعيد الحالي، فإنها قالت إن “حكومة بنيامين نتنياهو يجب أن تتحمل الكثير من اللوم على تراكم الغضب والاستياء بين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة”. وأشارت إلى أن الحصار الاقتصادي عمق الغضب في القطاع. وتضيف الصحيفة إن إسرائيل مضت بقوة في بناء المستوطنات في الضفة الغربية متجاوزة السلطة الفلسطينية. وتؤكد فاينانشيال تايمز إنه من الصعب التعاطف مع سلوكيات نتنياهو التي تضعف موقف رئيس السلطة محمود عباس بينما تقوى موقف حماس بين الفلسطينيين. وتنصح الصحيفة بأن تدعو حماس الفصائل الفلسطينية الأخرى إلى وقف لإطلاق النار. وتحذر في الوقت نفسه من أن أي هجوم بري إسرائيلي على غزة سيكون كارثي. وترى الصحيفة أن المخرج من الأزمة الحالية هو اتفاق تراعاه القوى الإقليمية والإدارة الأمريكيةالجديدة يدعو إلى أن توقف حماس إطلاق الصواريخ وتسيطر على الفصائل الفلسطينية الاخرى، في المقابل تلتزم إسرائيل بوقف هجومها العسكري وتبدأ في رفع الحصار الاقتصادي عن غزة. غزة ليست وحدها” صحيفة الغارديان ونشرت صحيفة الغارديان مقالاً في صفحة الرأي للكاتبة اهداف سويف بعنوان “غزة ليست وحدها”. وقالت سويف ان “المواطنين في الدول العربية التي شهدت ثورات الربيع العربي يطالبون اليوم بحقوق الفلسطينيين ايضاً”. واضافت “الفلسطينيون في قطاع غزة يتواصلون مع اصدقائهم في جميع انحاء العالم وعلى الاخص اولئك في الدول العربية بالصوت والصورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وهم يسجلون كل ما يجري في غزة بالصوت والصورة ويرسلونه اليهم”. واشارت سويف الى “انها شاهدت على احد المدونات صورتين للطفلة الفلسطينية رنان عرفات التي قتلت بالقذائف الاسرائيلية، وظهرت في الصورة الاولى طفلة غاية في الجمال … تزدان ضفائرها بشرائط خضراء شبيهة بلون عينيها الخضراوين… وصورة اخرى لرنان وهي جثة متفحمة جراء سقوط احد القذائف الاسرائيلية على غزة”. وقالت سويف ان”جثة رنان ترقد في مستشفى الشفاء في غزة، وهي المستشفى الذي زاره رئيس الوزراء المصري هشام قنديل الجمعة في اول زيارة لرئيس وزراء مصري منذ 42 عاماً”، مشيرة الى ان “قنديل كان اول مسؤول مصري رسمي يقول الحقيقة عندما قال انه يتكلم باسم الشعب المصري… كما انه ذكر الشعب المصري في خطابه قبل ذكر رئيس الجمهورية المصرية”. واخيراً، رأت سويف ان” الاسرائيليين يذكرون العالم أجمع بأن اسرائيل دولة ديمقراطية يقوم فيها الساسة بسفك دماء الاطفال لخدمة اهدافهم الانتخابية. ورأت ان “في جميع الدول العربية التي هب مواطنوها للمطالبة بحقوقهم خلال ثورات الربيع العربي …انتفضت الآن للمطالبة بحقوق الفلسطينيين ايضاً .. فأعلنت تونس عن توجه وزير خارجيتها الى غزة.. وفي الاردن، بينما كان يطالب المتظاهرون بإسقاط النظام هناك الجمعة، كانوا يطالبون بتحقيق العدل لأقرانهم في غزة.. كما خرج العديد من المتظاهرين دعماً للفلسطينيين في ليبيا.. وفي مصر، توجه العديد من المصريين الى رفح دعماً للفلسطينيين”. فجر5 – وحماس ونطالع في الصحيفة ذاتها، مقالاً تحليلا ل إيان بلاك بعنوان “صاروخ فجر -5 يوفر للفلسطينيين تقدماً نادراً “. وقال بلاك – محرر شؤون الشرق الاوسط- ان” استخدام الفلسطينين صاروخ – فجر – 5 الايراني الصنع اخيراً اعطاهم ميزة نادرة خلال التصعيد الاخير بين الجانب الاسرائيلي والفلسطيني– وان كان لفترة مؤقتة – فهذا الصاروخ يمكنه ان يصل الى عمق المناطق السكنية الاسرائيلية”. واضاف بلاك ” ان اسرائيل تخوفت دوماً من تدفق الاسلحة الى غزة من ليبيا عبر مصر والسودان لاسيما بعد اسقاط نطام الرئيس الليبي معمر القذافي في العام الماضي”، مشيراً الى انه في ايار/مايو الماضي صرح رئيس جهاز الامن الداخلي الاسرائيلي (الشين بيت) يورام كوهين ان “ليبيا هي بوابة جديدة للجحيم” وذلك بسبب الاسلحة التي ستصل حسب قوله الى حماس والفصائل الفلسطينية الاخرى في غزة. وختم بلاك قائلاًَ ان “اسرائيل حاولت مراراً اقناع مصر ورئيسها الجديد محمد مرسي بمنع دخول أي اسلحة الى غزة”. ملك الأردن والغضب الشعبي والإسلاميون صحيفة التايمز ووصفت صحيفة التايمز الوضع في الأردن بأنها أزمة متصاعدة. وقالت إن الملك الأردني عبد الله الثاني ألغى زيارة كانت مقررة لبريطانيا الأسبوع القادم بسبب تنامي الاضطرابات في بلاده. وقال التقرير إن الملك يواجه ” تحد غير مسبوق لقيادته”. وتستعرض الصحيفة المأزق الاقتصادي الذي يعيشه الاردن. وتشير إلى أن المملكة في حاجة ماسة للحصول على قرض انقاذ من صندوق النقد الدولي بقيمة ملياري دولار، إلا أنها يجب أن تلبي شروط الصندوق باتخاذ خطوات ، مثل الغاء بعض اشكال الدعم ، كي تقلل العجز في الموازنة. ويقول التقرير إن المعارضة الإسلامية، بقيادة جماعة الأخوان المسلمين، تستغل حالة الغضب العام قبل الانتخابات البرلمانية المقررة يوم 23 من شهر يناير/كانون الثاني المقبل. وتشير الصحيفة إلى أنه “رغم أن الزعماء الإسلاميين لم يطالبوا بسقوط الملك، فإنهم يسعون إلى الحد من سلطته”