احمد يعقوب [email protected] تترك الحروب ولاسيما تلك الحروب ذات الصبغة العدوانية العنيفة اثرها النفسئ السئ على المجتمع ككل ،وخاصة اؤلئك الاطفال والنساء –ما نشاهده فى الصورة هوخراب ودمار-ودماء تسيل واشلاء متناثرة وجثث مقطعة ،وقد يكون الزمن كفيل بتجاوز هذه الازمات ،واما ما لا نشاهده ولا يمحوه الزمن هو الاثر النفسى الذى تتركه الحروب بداخل كل من عاصرها وعايش الرعب والقلق وفقد عزيز –او قريب –اودار يستظل بها يعتبر السلاح الاشد فتكا فى الحروب هو التدمير النفسى ،الذى يدمر كل التوازن النفسى للمواطنين وخاصة الاطفال،وخاصة نحن فى افريقيا لا نعطى اهتماما كبيرا بالرعاية النفسية والوسائل المطلوبة لاحتواء ردة فعل الصدمات فى حين ان غالبية المختصين يؤكدون ان اخطر اثار الحروب هو مايظهر بشكل ملموس وواضح للعيان لاحقا فى جيل كامل من الاطفال سيكبر من ينجو منهم وهو يعانى من اثار الصدمات ومشاكل نفسسية عدة تتراوح خطورتها بقدر استيعاب ووعى الاهل فى المقام الاول وامكانات الدولة فى هذا المجال فى كيفية مساعدة الاطفال على تجاوز المشاهد التى مروا بها .فالحرب التى اججتها الانقاذ هناك كانت مدمرة –وضحايها لا تعد ولاتحصى فنظام الخرطوم استخدم كل انواع السلاح فى مواجهة المدنيين العزل هناك فى الندوة التى اقامتها صحيفة المصير(جنوب السودان) عبر منبرها الاسبوعى فى يوم السبت الموافق 13اكتوبر الماضى وكان المتحدث فيها د.لوكا بيونق عن ابييى الموقف ومسار القضية ،واشار المتحدث الى قضية ابييى الانسانية وما يعانيه الاطفال من صدمات واضطرابات من جراء الحرب القائمة هناك ،اضف لذلك ان المجتمع ككل فى المنطقة يعانى من الاثار النفسية السيئة التى اوجدتها الحرب ،ومثل هذه الحالات تحتاج الى استنفار عام لكل الاطباء واصحاب الاختصاص بجانب الدولة فى سبيل ايجاد حلول مناسبة لهذه الاشكالية –لاننا ان تقاعسنا فسيكون هناك جيل كامل من ابناء المنطقة يعانى من صدمات وهيستريا مدى الحياة اذا ما وصلت الحالات الى درجة متقدمة ،وهذا سيكون خصما كبيرا على عملية التنمية التى تتطلب من الجميع المشاركة فيها . الصدمات:——– تستخدم عادة كلمة الصدمة للتعبير عن التاثر النفسى الشديد –كشكل عام تعرف الصدمة(تروما )بانها حالة من الضغط النفسى تتجاوز قدرة الانسان على التحمل والعودة الى حالة التوازن الدائم بعدها دون اثار مترسبة _وتعتبر الصدمات التى يتعرض لها الاطفال بفعل الحروب اقسى مما يتعرض لها بفعل الكوارث الطبيعية من زلازل واعاصير –واكثر رسوخا بالذاكرة ويذداد الامر صعوبة اذا تراكمت الصعوبات وتكررت فى فترات متقاربة –ومن معوقات الكشف عن هذه الحالات لدى الاطفال هو انه يصعب عليهم التعبير عن الشعور او الحاة النفسية التى يمرون بها –بينما يختزلها العقل ونؤدى الى مشاكل نفسية عميقة –ان اطفال ابييى تعرضوا لحالات عنف واثار نفسية سلبية اضافةالى:- (1)سؤ التغذية (2)الامراض بمختلف انواعها (3)فقدان الاهل وحالات التشرد اضف لذلك الارغام على ارتكاب اعمال العنف –الا لاضطرابات فى التربية والتعليم وصاحبت هذه الازمات حالات من الفوبيا(الخوف)المزمنة من الاحداث او الا شياء التى ترافق وجودها مع زمن وقوع الحدث تقول احدى السيدات واسمها (ميرى الور)من منطقة ابييى ان احد اطفالها عندما يسمع ازيز (اصوات)الطائرات واصوات القنابل والاسلحة الاخرى ينخرط فى حالة من البكاء والصراخ –وعندم يأتى الليل يعيش هذا الطفل فى حالة من الهيستريا والاكتئاب وتبول لااردى –اضف لذلك هناك حالات اخرى ،كالالام الوهمية فى حالة مشاهدته لاطفال يتألمون ويتعرضون للتعذيب _وهذه حالة واحدة من مئات الحالات المشابهة والتى تحدث فى ابييى وخلاصة توجيهات المختصين فى هذا المجال انه على الاهل فى حال تعرض الطفل لحوادث مروعة ان يبدأو مباشرة بالتخفيف عنهم واعطائهم الاطمئنان وبث كلمات الحب وتشتيت فكرهم عن التركيزفى الحالات المروعة اخيرا هل سننقذ ابييى ام نتقاعس كعهدنا دوما ؟فمجتمع ابييى يعيش فى ازمة حقيقية واضحة للكل وحالات السخط والاحباط واليأس تسيطر على نفوس الناس هناك ،ابييى ازمة امة –وقضية وطن باكمله وواجب الجميع ان يتكاتف مع هذه القضية ويقدم العون المادى والنفسى لضحايا هذه الحرب اللعينة –رغم الجراح والالام ستظل ابييى معلماً بارزاً فى خريطة هذا الوطن –واذا لم تشمر سواعد الاجتهاد فسنفقد انسان ابييى ذلك الانسان الابنوسى الرائع .ولتبقى كلمات الفنانة نياكول مثيانق الفنانة الخالدة فى اعماق الكل للابد –نؤكد ونقول ستظل ابييى جنوبية رغم انف الحاسدين والرافضين والصامتين صمت القبور عن هذه القضية .