[email protected] عندما كنا طلاب ندرس ماجستير التاريخ من خلال المقررات حدثنا البروف المتخصص في التاريخ الإثيوبي، بان بعض العلماء يعتقدون بفرضية لا تختلف عن ما ورد في الملحمة الأثيوبية المسيحية (كبرا نجيشت بمعنى فخر الملوك) التي أنتجت لتمجيد سلالة الملوك السليمانية كثيرا، سوي وجود تابوت العهد الحقيقي مدفونا في مكان ما في صحراء دارفور ، إما الذي يوجد في إثيوبيا فهو نسخة مقلدة تم استبدالها بواسطة ابن صدوق الكاهن. بينما يعتقد الأثيوبيون وجود التابوت وألواحه تحت مصلى كنيسة السيدة مريم في جبل صهيون. وفقاً لما جاء في الملحمة عندما تزوج النبي سليمان ملكة سبأ بلقيس أو ماكيدا كما يطلق عليها الأثيوبيون ، كانت ثمرة هذا الزواج ابن يدعي منليك الأول اسمه في الأصل لا ايبنا الحكيم أي “ابن الحكماء”، وهو أول إمبراطور للحبشة يدين باليهودية تولى العرش عند وفاة والدته الملكة بلقيس وتوج كإمبراطور وملك الملوك للحبشة. سافر الي القدس لزيارة والده سليمان، وحاول والده إقناع منليك بالبقاء معه وعدم العودة إلى أثيوبيا. ومنحه ذهباً، ومجوهرات ومال كثير بالإضافة إلي تابوت العرش، لكن منليك لم يقتنع ، لذلك أعد سليمان حاشية من بني إسرائيل لمرافقته إلى إثيوبيا . كانت تلك الحاشية تتضمن رجال من نبلاء وأشراف القدس وكان منهم كهنة ولاويين كثيرين، وفقاً للتراث المسيحي فإن نبلاء إثيوبيا هم نسلهم. وقد تبنى يهود إثيوبيا أجزاء من هذه المأثورات. وعند رجوعه إلى إثيوبيا عن طريق مصر سلك طريق الأربعين خوفا من النوبة. البعض سوف يصف ما ورد في هذا المقال بأنه بعيد عن الحقيقة و اقرب للأساطير ، وجود تابوت العهد في صحراء دارفور، ولكن مثل هذه الأساطير لا تعشش في أدمغة طوائف محدودة فقط ، بل دولة علمانية مثل إسرائيل لم تتخلي عن الأساطير قديماً أو حديثاً وإسرائيل لم تصل إلي ما وصلت من قوة وعلو في الأرض إلا بدافع نفسي قوي من وحي الأساطير كما وصفها المفكر الفرنسي روجية جارودي في كتابه الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية ، بعد أن ترجمتها إسرائيل إلي برامج عملية، حتي جيشها بني من وحي الأساطير ، والعمليات التي تدور في غزة (عمود السحاب) والتي أنهت يومها السادس ، استمدت إسرائيل معنى الاسم الذي أطلقته على العملية العسكرية من التوراة ، لإضفاء طابع الشرعية على جرائمها، وكان في أيام التيه إذا ما رحل العبرانيون في البرية أن التابوت يحمل أمام الشعب ويتقدمه عمود السحاب نهارًا وعمود النار ليلًا. هذه الفرضية لم أجد من يؤكدها ، هل درب الأربعين يمر بأرض شاسعة تحتاج لإعمال تنقيب اثري مكلف، في بلد نجهل ما يحلق بسماواتنا، ولا ندري ما يدفن في أرضنا وخاصة إذا ما جاء من الاتجاه الشمال الشرقي.