برزت ناقضات الحكومة جليةً فيما يتعلق بالمحاولة الإنقلابية المزعومة، فبينما أكد وزير إعلام النظام أن المتهمين حددوا ساعة الصفر وهي يوم أمس الخميس ، كشف القيادي في ” المؤتمر الوطني” قطبي المهدي أن المحاولة المعلن عنها لم تتعدى مرحلة الإتصالات بين المتهمين، وكان المكتب القيادى للمؤتمر الوطنى قد استمع فى اجتماعه مساء امس الخميس برئاسة المشير عمر لتقرير وافى ومفصل حول المحاولة التخريبية التى اعلن عنها صباح الخميس وفقاً لرواية وكالة السودان للأنباء ” سونا” التي أشارت إلى أن المكتب اطمأن وفقا لما ورد فى بيان مقتضب عن ماتم فى الاجتماع على أن المحاولة محدودة واطمأن كذلك على سلامة الاجراءات التى اتخذت بشأنها واشاد بيقظة الأجهزة الأمنية ومهنيتها العالية . ومع أن النظام ظل يردد ليوم كامل ” محاولة انقلابية ثم مؤامرة تخريبية ” وفق ما أعلن وزير إعلام النظام وموقع الاستخابرات الاكلتروني ” سي ام سي ” إلا أن قطبي المهدى عضو المكتب القيادى كشف فى تصريحات محدودة عقب اجتماع المكتب القيادى عن ان المحاولة التى تم الاعلان عنها لم تتعدى مرحلة الاتصالات بين من قاموا بها وتم التحفظ عليهم مؤكدا على محدودية عدد من قاموا بالتحرك . وسخر المحلل السياسي ل (حريات) من تناقض الرويات الحكومية، وقال ( هذا يؤكد حيرة النظام، وارتباكه المعروف، وقلة حيلته)، وأعتبر ( أن النظام الآن يتآكل من الداخل أكثر من أي وقتٍ مضى، وأن الإنقاذ هي جبل جليد من القذارة السياسية والأخلاقية بدا يذوب تدريجياً، وأن المهمة الوطنية الآن هي كيفية تجميع هذه القذارة وتوجيه مخلفاتها إلى خارج مساحات الوطن، حتى لا يصيبنا كل التلوث، مع أن بعضه تسرب إلينا وإلى ممارساتنا السياسية والإجتماعية)، إلى ذلك استبعد قطبي بشدة امكانية ان تؤدي هذه المحاولة لانشقاق داخل الحزب ، مؤكدا فى هذا الصدد ولاول مرة بأن الفريق صلاح قوش الذى تم اعتقاله فى اطار المحاولة قد تم ابعاده ولا علاقة له بالحزب نافيا فى هذا الصدد العلاقة بين اى من قيادات المؤتمر الوطنى وهذا التحرك الذى تم كشفه، وقال المحلل السياسي ” يكذبون دون أن يغمض لهم رمش عين!، فمن يصدق أن صلاح قوش، وهو من بنى أمن هذا النظام ومؤسساته، وقدراته المالية والأجرامية ، ومن كان ممسكاً بمكتب المعلومات للجبهة الإسلامية والأخوان في الجامعات ليس عضوا في المؤتمر الوطني، في وقت لا يزال هو يشغل موقع عضو برلمان باسم ذات الحزب الذي أعلن قطبي المهدي عدم صلة قوش به؟!)، ودحض مجلس النظام رسمياً رواية قطبي حيث، رفع المجلس الوطني أمس الخميس الحصانة عن العضو صلاح عبدالله (قوش)، ممثل الدائرة 5 مروي عقب تقديم السلطات الأمنية طلب لرئيس البرلمان برفع حصانة عن العضو، نسبةً لضبطه متلبساً في جريمة. وقال رئيس لجنة التشريع والعدل بالبرلمان؛ الفاضل حاج سليمان ل(القرار) ليلة الخميس أن رئيس المجلس وفق المادة 92 من الدستور الإنتقالي لسنة 2005، الخاصة بحصانة العضو، والمادة 27- 1 من لائحة تنظم أعمال المجلس الوطني، اتخذ إجراءات فورية برفع الحصانة عن النائب البرلماني؛ صلاح قوش، بعدما دفعت السلطات بطلب اوضحت فيه ضبط منسوب البرلمان متلبساً بجريمة محاولة الإنقلاب الفاشلة التي تخالف القوانيين الدولية والوطنية، وقال سليمان انه تم القبض عليه عقب رفع الحصانة من رئيس البرلمان صباح أمس، واعتبر واقعة قوش لتغيير النظام عبر طريق السلاح وخلق إضطرابات تشكل حالة ارتكاب جرم وفعل مخالفاً للدستور، لافتاً إلى ان قوش سيفقد وضعيته في البرلمان حال ثبتت المحكمة ادانته. كما أشار المحلل السياسي إلى (مجموعات شبابية تتحرك، ومذكرة الأف أخ، وهو ما يؤكد وجود امتدادات لهذه للمجموعة المتهمة بالإنقلاب داخل كل مؤسسات التنظيم والدولة والحركة الإسلامية، وهو ما سيعصف بانشقاق كبير ومواجهات قد تصل إلى استخدام السلاح بين أخوة الأمس من أجل السلطة والسطان، والجاه والدنيا).