فيصل سعد [email protected] ما أن يُذكر إنقلاب او محاوله تخريبية كما يحلو لاهل الانقاذ تسميتها للتقليل من شأنها . تتبادر إلى الاذهان ثلاث احداث هامة فى حياة الشعب السودانى الحدث الاول هو إنقلاب عبود ، والثانى إنقلاب جعفر نميرى . ام الثالث والاهم هو إنقلاب الإنقاذ المشئوم الذى لم يبارح الا والبلاد فى تشرزم قبلى ، وفساد ينخر من عظم الوطن، وتدهور فى الاخلاق ، وانحطاط فى السلوك حتى فقد السودان كافة صفاته التى كان يمتاز بها على مر التاريخ . ولسنا هنا للتباكى على الماضى او الوقوف على الاطلال، ولكننا بصدد أن نقول مقوله شهيره وهى (نعيب زماننا والعيب فينا وما لازماننا عيب سوأنا) وهنا نقصد المعارضة السودانية والشعب السودانى الذى فجر اولى الثورات فى المحيط الاقليمى وازاح طاغتين من السلطان عنوة واقتدار ولكنه حتى هذه اللحظة فشل فى ان يعمل مفعوله السحرى مع الانقاذ فاصبحنا نشاهد الانقاذ وهى تتوشح فى كل حقبه تاريخيه ثوب جديد!! وتحت مسميات لافته منذ أن انقلبت على شيخها الترابى وتدثرت بردا جديد فحواه انها مع الشورى ورأى الجماعة إلى أن ظهرت هذه المحاوله الإنقلابيه ، ونحن نتوارى خجلاً من عدم مقدرتنا على مواجه هذا النظام الذى ما أنفك ينشر فى الارض الفساد، ويزيق بنى جلدتنا سوء العذاب . وظللنا نتابع السناريوهات الباهته ولعبه تصفيه الحسابات وتطويع من يخالف راى ربانيها وكاننا فى طاوله شطرنج والملك واحد.!! فهاهو المجرم الهارب وقائد العمليه التخريبية التى ملأت الصحف أنذاك يشغل منصب نائب الرئيس ويوزع فى الفرمانات كيفما يريد وهنا نقصد الحاج ادم . فانظر كيف تم ترويضه كالحصان الجامح الذى اذعن لراكبه دون هواده !! وهاهو السناريو يُجدد علينا بمشهد جديد وهو أن هنالك محاولة تخريبيه يقودها مدير جهاز الامن الاسبق الفريق ” صلاح قوش ” ولمن لايعرف فان صلاح قوش هو من كبار مهندسى انقلاب 89 الذى نصب البشير حاكماً على البلاد وهو الذى ادار مفاصل الدوله الامنية بقبضة من حديد واستطاع ان يقوم بابشع الاعمال من إعتقالات إلى تعذيب وتشريد ووعيد حتى صار السودان من اكثر الدول التى تصدر لاجئيين ومشردين الى العالم . ثم من هو هذا القوش الذى يريد ان يخلصنا من جبروت البشير؟ او ليس بهو ذات الرجل الذى كان يستشيره ذات الديكتارور .!! وماهو المفيد بالنسبه لنا وكأن بالانقاذ تعمل على ان يطير البشير الذى حاصره المرض فى عمليه داخلية تتم فيها بعض الاصلاحات الشكليه للتوشح بثوب جديد الوانه الاحتفاظ بالمشروع الحضارى وتوحيد الجبهه الداخليه لرأب الصدع وايقاف نزييف الدماء وتخدير الشعب السودانى بأن هذا نظام جديد لتعود بعد حين لتعيد ذات الازمات التى لنيتعافى منها السودان فى المستقبل القريب. تعودت الانقاذ على إلتهام بنيها جيل تلو جيل وكأنها تقول لنا من غيرى انا قادر على تطويع ارادة الشعب السودانى !! لان المحاولة الانقلابية المزعومة والتى يدعون انها تم احتوائها لم تتحرك قيد أًنُمله فى تنفيذ الانقلاب ولم يحدث فيها اى إحتكاك او صدام بين الطرفين وماحدث هو تحريك دبابات فى وسط المدينه. وامتلأت الدنيا ضجيج وقامت السلطات بالقبض على مشتبه بهم فى الانقلاب وكلهم خرجوا من رحم الانقاذ . وقد يتم تطويعهم كما سبق لغيرهم او ابعادهم من الحياة السياسية مجبرين ليس ابطال . لان صلاح قوش نفسه هو الذى تم إبعاده رويداً رويد من رئاسه جهاز الامن الى المستشاريه التى قال لنا ” احد العاملين فيها أنذاك ان مكتب قوش ليس به مرحاض داخلى وكان عادة مايذهب لقضاء حوائجه بمكتب “بكرى حسن صالح ” وهو مايوضح الرقابه عليه فى كل سكناته وهو الذى كان رافضاً للتلاعب بالاستفتاء وايضاً كان له موقف واضح من الحرب فى جنوب كردفان وجنوب النيل الازرق . وهذا مايزيد من احتمال تصفيته او إبعاده كما اسلفت لانه ليس بالرجل القادر على زعزعة الانقاذ وهو موضوع قيد الرقابه الصارمه بعد ان فُك قيده من الاقامة الجبرية . وربما يكون قد دبرت له هذه المكيده لقص اجنحته . ولكن يبقى السؤال قائم ماذا كنا ننتظر من رجل مثل قوش ومن معه من القيادات العسكريه الذين خاضوا معارك حرب الجنوب ومعارك هجليج الاخيره ومنهم من يقود عمليات الان ؟ انهم سيعيدوونا الى عصر سحيق لانهم لن يعملوا على تغيير جذرى فى مفاصل السلطة لاصلاح حال البلاد والتمسك بما تبقى من سودان ، وتحسين العلاقات مع دولة جنوب السودان ، ومعالجه الاخطاء الدبلوماسية التى اوقعتنا فيها الخارجية بفضل تبنى السودان لكل ماهو مهوس ومتطرف يقتل بنى البشر فى كافة بقاع الارض دون وازع دينى او ضمير انسانى . وهنا يبقى الخذلان الكبير الذى مازال يلتف بجيد المعارضة السودانيه التى فشلت فشل زريع فى قيادة الشعب الى الشارع وحتى الحراك الشبابى الهادر لم تستطيع إدارته بشكل جيد يؤدى إلى تغيير النظام وادمنت البيانات حتى ياتينا يوم بيان الناس الذي يخرجون فيه من الاجداث . لان فرص التغيير التى لاحت بُعيد إنفصال الجنوب ليست بالبسيطه .اولها كان الانفصال نفسه وثانيها كانت الحرب على ماتبقى من سودان، وثالثة كانت الازمه الاقتصاديه الطاحنه، ورابعها كانت الاستفزازات التى أُطُلقت من مسئولى الحكم فى السودان واغضيت الشباب ثم قادتهم الى الخروج الى الشوارع ولكن “لاحياة لمن تنادى”. وكأنما المعارضه سئمت الحياه ورفضت ان تستجيب الى القدر . وإلتزمت الصمت بابتعاده عن الحراك ومنها من سعى إلى تثبيط الهمم.!! لذلك اصبحنا ننتظر اليوم الذى تحقق فيه نبوءة الاستاذ محمود طه والقائل فيها” ان الاسلاميين سيصلون الى السلطة ولكنهم فى اخر ايامهم سيقتسمون فيما بينهم ويتضاربون وسُيكنسون نهائياً من ارض السودان ” وهو ما بدء يلوح فى الافق ، فإن يتم إتهام رجل مثل صلاح قوش ومن معه فانه يؤكد عمق الخلاف الداخلى داخل الانقاذ مع تزايد من جمعتهم المصالح وتمسكهم ببعض ولكن اوان الخلاف قد اقترب . ولكن لابد من التصعيد وتعميق الازمه بالحراك الجماهيرى بعيداً عن المعارضة حتى يستبين فجر الخلاص وحينها يتم التلاحم بين الكفاح المسلح الذى يمضى قدماً وبين النضال السلمى بارادة الشعب حتى نستريح من هذا الكابوس والذى حتماً سيحترب فيما بينه . بدلاً من ان نُقدم على إنقاذ جديده ويضيع ما قدمه الشعب فداء التغيير “هباء منثورا “وكأنك يازيد ماغزيت ولنا عوده