حذر تقرير صدر عن منظمة أوكسفام من تأخر حصول الدول النامية على التمويل اللازم لمواجهة خطر الانبعاثات والتكيف مع الآثار المدمرة للتغير المناخي. وأشار التقرير، الذي صدر قبيل انطلاق جولة مباحثات مؤتمر الأممالمتحدة للتغير المناخي التي ستبدأ أعمالها الاثنين في العاصمة القطرية الدوحة، إلى التزام الدول المتقدمة في مباحثات كوبنهاغن 2009 بتقديم 100 مليار دولار سنويا بحلول 2020 لتمويل جهود مكافحة التغير المناخي. وقدمت هذه الدول بالفعل 30 مليار دولار على سبيل الدفعة المقدمة للفترة ما بين 2010 و2012 وأطلق عليها “تمويل البدء السريع”. وأضافت أوكسفام أنه في مباحثات كانكون 2011 تم إنشاء صندوق المناخ الأخضر للتصرف في المائة مليار دولار التي تم الالتزام بها، وبعد نحو شهر واحد سوف تنتهي الفترة التي يغطيها تمويل البدء السريع، ولا يزال صندوق المناخ الأخضر خاويا. كما نشرت أوكسفام دراسة جديدة عن وعود “تمويل البدء السريع” للدول النامية. وأشارت الدراسة إلى أنه وعلى الرغم من الاتفاق في كوبنهاغن على أن يكون تمويل مواجهة الظروف المناخية “جديدا وإضافيا”، فإن 33% فقط من تمويل البدء السريع يمكن اعتباره جديدا، أما بقية الأموال فقد وعد بها قبل مؤتمر كوبنهاغن، ولا يمثل التمويل الإضافي لوعود المساعدات القائمة بالفعل سوى 24% على أقصى تقدير. كما لم يتم تقديم سوى 43% من تمويل البدء السريع على شكل منح، أما معظمه فكان على شكل قروض يتعين على البلدان النامية أن تسددها بنسب فائدة متفاوتة، ولم يتم تخصيص سوى 21% من التمويل لدعم برامج التكيف لمساعدة المجتمعات على أن تصبح أكثر قدرة على الصمود في وجه آثار التغير المناخي. وقال مستشار سياسة التغير المناخي في أوكسفام الدولية تيم جور إن هذا النقص في التمويل والظروف المناخية الحادة وانتهاء فترة تمويل البدء السريع في ديسمبر/كانون الأول، يجب أن تدفع كلها الزعماء إلى العمل بشكل عاجل وطموح لزيادة تمويل مواجهة التغير المناخي في الدوحة. وحذر تقرير لمنظمة “دارا” الإنسانية أن فشل العالم في حل مشكلة التغير المناخي، سيؤدي بحلول العام 2030 إلى وفاة أكثر من مائة مليون شخص، وانخفاض النمو الاقتصادي بنسبة 3.2% من الناتج الإجمالي المحلي. وجاء في التقرير -الذي أنجز بتكليف من 20 دولة- أنه مع ارتفاع درجة الحرارة نتيجة للانبعاثات الغازية المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، ستهدد تأثيرات هذه الظاهرة كوكب الأرض والسكان وأسباب العيش. ومن بين هذه التأثيرات ذوبان القمم الجليدية والظواهر الجوية الحادة من جفاف وارتفاع مناسيب مياه البحر. وأضاف التقرير أن خمسة ملايين يموتون سنويا بسبب تلوث الهواء والجوع والأمراض، نتيجة تغير المناخ واعتماد الاقتصادات بدرجة كبيرة على إحراق الكربون. وذكر أن حجم الخسائر سيرتفع على الأرجح إلى ستة ملايين سنويا بحلول العام 2030، إذا استمر النمط الحالي في استخدام الوقود الأحفوري، مشيرا إلى أن أكثر من 90% من هذه الوفيات سيحدث في الدول النامية. رجح خبراء من منظمة بحثية زراعية عالمية أن يؤدي التغير المناخي إلى زيادة في متوسط سقوط الأمطار بأحواض أنهار العالم الكبرى، لكن أنماط الطقس ستتقلب وربما تتغير مواعيد المواسم الممطرة، مما يهدد الزراعة ومخزونات الغذاء. وجاءت هذه التوقعات في بحث أجراه خبراء من منظمة “تشالنج بروغرام أون ووتر آند فود” على عشرة من أحواض أنهار العالم الكبرى، بما في ذلك مناطق كبيرة من أميركا الجنوبية وآسيا، وذلك قبل مؤتمر كبير عن التغير المناخي سيعقد في دربان في وقت لاحق من الشهر الحالي. وتوقع الخبراء أن تقل الأمطار التي تسقط على أنهار أفريقيا، حيث تتركز المخاوف بشأن أعالي النيل الأزرق الذي يمر عبر إثيوبيا إلى السودان ثم إلى مصر، حول تزايد التبخر الناتج عن زيادة درجات الحرارة العالمية ما بين درجتين وخمس درجات مئوية. وقال خبراء المنظمة البحثية الزراعية العالمية إن هذا التبخر قد يقلص توازن المياه في حوض النيل الأزرق، مما قد يضع القاهرة وأديس أبابا على طرفيْ نقيض مجددا بشأن هذا النهر الذي يمثل شريان الحياة لاقتصاد مصر. وتوقع الخبراء أيضا أن تقل الأمطار التي تسقط على أنهار أفريقيا -مثل نهر ليمبوبو في جنوب أفريقيا ونهر فولتا في غرب أفريقيا- عن الكميات التي تسقط عليها حاليا، مما سيضر بإنتاج الغذاء ويذكي التوترات الدولية. وأضافت نفس المصادر أن آفاق الزراعة المعتمدة على مياه الأمطار لا تبشر بالخير في حوض نهر ليمبوبو الذي يغطي أجزاء من بوتسوانا وجنوب أفريقيا وموزمبيق وزيمبابوي، ويعيش فيه 14 مليون نسمة.