ماذا أصاب أخلاقنا ، وماذا يجري في كواليس سياستنا ، ولماذا أصبحت الاشاعة تنتشر في مجتمعنا ، كالنار وسط الهشيم ، وللاسف لم تكن الاشاعة كما كانت في السابق ، بأن الفنان زيد قد تزوج الفنانة ليلى ، وأن الفنانة ليلى قد طلقها الفنان عبيد ، كانت مثل هذه الشائعات واخبار الناس لا تتعدى هذه الامور ، وكانت الصحافة الصفراء ، لا تتعدى الوسط الفنى والرياضي ، بأي حال من الأحوال ، ولكن في الفترة الأخيرة اصبحت بعض قطاعات المجتمع تتناول مسائل حساسة ومهمة للغاية ، وأن هذه الأخبار رغم اهميتها وسرعة تناولها الا اننا لم نجد من تدينه الجهات المختصة . ولم يجد من يتبناها العقاب الصارم والرادع . لم تتحرك الجهات الحكومية المختصة ، لعمل شيء تجاه هذه الاشاعات ، فاستيقظنا بالامس وسمعنا ، في كثير من الوسائط الالكترونية بأن الرئيس البشير قد ، أدخل غرفة العناية المركزة بالرياض مع تسمية المستشفى ، وربما رقم الغرفة ، وما لبثنا قليلا حتى سمعنا وقرانا بان الرئيس لم يزر حي الرياض بالخرطوم ناهيك عن زيارة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية . وسمعنا في بعض مواقع التواصل الاجتماعي أن شبكة ديارنا الشاملة قد تم اعتقال مديرها الذي نشر هذا الخبر ، وقد قمت بالاتصال بمسئول الموقع للتحقق من هذا الخبر الا ان اتصالاتي لم تفلح للوصول اليه . خبر مرض الرئيس البشير ومنذ زيارته في وقت سابق للعاصمة القطرية الدوحة ، بدأ ينتشر بين الناس ، ومواقع التواصل الاجتماعي ، والصحف الاليكترونية ، وكان هنالك تكتم غير مسبوق من جهات الاختصاص ، والتي مؤخرا قامت باعلان مرض السيد الرئيس ، ولقد ساهمت جهات الاختصاص ، بان وفرت بيئة صالحة ومرتعا خصبا للجهات التي يهمها ان تمارس هذه الهواية ، وان كانت في المرة الاولى ، كانت سببا رئيسيا ان تعلن الجهات الرسمية ممثلة في مجلس الوزراء ، وتوضح للشعب السوداني ان رئيسه مريض ، ونسال الله الشفاء لكل مرضى المسلمين . وبالامس القريب راجت اشاعة قوية مفادها ، وفاة الدكتور حسن عبد الله الترابي ، وهنا انقسم حتى مؤيدو الشيخ الدكتور حسن الترابي ، حول منبت هذه الاشاعة فبينما اعتبر البعض ان منشاها المؤتمر الشعبي ، ومؤيدي ومريدي الشيخ الدكتور الترابي ، بسبب خلق بلبلة ، بسبب الاوضاع التي تعيشها البلاد جراء ما اعلن عن المحاولة الانقلابية ، وجراء ما اعلن عن خبر دخول الرئيس البشير الى غرفة العناية المركزة ، وبالتالي خلق المزيد من الفوضى في الشارع الذي اصبح لا يعرف المشرق من المغرب ، وفي نفس هذا الوقت اتهم الامين السياسي للمؤتمر الشعبي ، اتهم غريمه المؤتمر الوطني بانه من يقف وراء هذه الاشاعة المغرضة ، وان حبهم لشيخهم الترابي لن يجعلهم يطلقون مثل هذه الشائعات ، وذكر الامين السياسي الاستاذ كمال عمر ، أن المؤتمر الوطني يعاني من صداع حاد بسبب ما افرزه مؤتمر الحركة الاسلامية الاخير من ظهور تيارات متعددة ، آثرت البقاء بمنازلها بعيدا عن السياسة في الفترة السابقة . ومهما يكن من امر الاتفاق والاختلاف حول الامور السياسية ، فان الشعب السوداني ، تجده كثيرا ما وحدته المحن والآلام ، وكثيرا ما وقف خلف حكومة المؤتمر الوطني ، عندما يقتنع بان هنالك امرا طارئا قد الم بها ، فما بال شعبي اصبح يستثمر شائعاته في المرض والموت وسادت فيه ثقافة الشماتة ، فالمرض حق والموت حق ، ولكن ماذا اصاب اخلاقنا ومبادئنا ، وما الم بنا من النوائب بان نستثمر في مثل هكذا قضايا ؟ . كسرة على كسرة الاستاذ الفاتح جبرة أين الدكتور الطيب ابو قناية ؟