[email protected] ليس غريباً أن يسيطر فكرة الإنقلاب على مخيلة أحد ضباط الجيش السوداني باعتبارها واحدة من المؤروثات الثقافية في عقلية العسكرتارية السودانية منذ فجر الاستقلال ، وبما ان الدولة السودانية ظلت تتقاذفه رياح الإنقلابات وإقتلاع كراسي الحكام فى ساعات الفجر بقوة( الضراع ) إلا ان اهل الانقاذ قد ابتدعوا الينا بدعة جديدة وهي تصنيف الانقلابيين رغم ان للانقلاب وجهاً واحد وهو قلع السلطة ، حيث يتم إختيار اسم فضفاض للمحاولة ووضع المتورطين بعجالة فى قائمة المذبوحين إعلامياً من الوهلة الاولى قبل إكتمال التحقيقيات إذا كانوا من المغضوب عليهم ثم زنازين ودروات ضرب النار لتدريب مجندي النظام لاولى حصص القتل ، كما حدث لضباط مزبحة رمضان و الذين لم يروا النور مرة اخرى بعد انكشاف امرهم وصبوا قادة الانقاذ جام غضبهم ضد اولئك الرجال تنكيلاً وتجريحاً حتى دون مراعاة لحرمة الشهر الكريم ، وهاهى الايام تكمل دورتها ويفاجي اهل الجاه بانقلاب اخر قادم من عقر دارهم من انتاج مشروع ( سندس )الحضاري ، بعد ان شد ساعدهم رموهم بنفس الرمح الا ان إصابتهم لم تكن موفقة لاصطياد الفيل (فشنك ) لكن ما يعنينا هو كبكبة الاعلام الحكومي وتخبطه فى إختيار الاسم المناسب لهذا الانقلاب المضروب وقد البسوه طاقيتان وحرروا لها شهادتان ميلاد باسم المحاولة التخريبية كنوع من الدلع التضليلي للسذج وانقلاب كامل الدسم من تحت الترابيز فى مجالسهم ، لا لشي سوء ان الذين فعلوا المعصية وحاولوا شق عصا الطاعة ما هم الا ابناء شرعيين لزواج المتعة التى تم بين المؤتمر الوطني والحركة الاسلامية منذ اقتلاعهم إمام الانصار من كرسي السلطان قبل ثلاثة وعشرون عاماً ، لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو ما الذي يخشاه النظام اذا تعامل بخشونة مع هولاء المخربون على حد زعمه .. هل يخاف النظام من كتائب قوش الامنية التى حملت الورود فى شارع الاربعين عند زيارة خليل ابراهيم لقبه المهدي ، ام يخشى الانقاذ مرمطة امريكا اذا قاموا بجرجرة الرجل الوفي وحامل أختام السي اي ايه حتي لا ينكشف المستور، لان تربص الظواهري وريث القاعدة باهل الانقاذ امراً لا يخفي على احد لانهم خانوا الميثاق وسلموا المجاهدين بمعرفة قوش انذاك لابناء العم بوش ، وايضا لا نغفل بمجموعات السائحون والدبابين الذين خدعوا فى احراش الجنوب باسم الجهاد الزائف وهم يململون حينما تتبخر احلامهم ويحتدم الصراع بين الكبار على كعكة السلطة وتوزيع الاقطاعيات ، ولذلك لن نستغرب فى تعامل الحكومة الراقي مع تخريبية قوش حتى وصل الامر لدرجة دلع الانقلابيون اسمياً وتوفير كافة سبل الراحة والاسترخاء فى سجون خمس نجوم دون خربشة ، بل السماح بخروج مسيرات تطالب باطلاق سراحهم ورد إعتبارهم مع إبتلاع تهديدات من يحملون مطاوي قرون الغزال فى المؤتمرات الصحفية وامام وسائل الاعلام ، ويالها من إنقلاب و قد يفتح الشهية والشبابيك لكل من أراد تسجيل زيارة خاطفة لقصر المشير عند صلاة الفجر ولو على ظهر ركشة هندية .