في ما أرى عادل الباز فى ليلة المحاولة التخريبية عادل الباز: هبت الخرطوم فى جنح الدجى فوجدت نفسها تعيش اوضاعا مضطربة بسبب محاولة تجريبية او تخريبية زى ما تحب .تاريخياً تسمى الانقلابات الفاشلة بالمحاولات التخريبية وهو اسم دلع شهير.اما اذا نجحت ذات المحاولة التخريبية فيصبح اسمها ثورة وتنال تلك الشهادة بعد البيان الاول مباشرة.فى صباح يوم الخميس منذ سماعى الخبر وانا بالعربة اتجهت لمنزل د. الترابي ليس لسوء ظنى فى الشعبى انما لمعرفتى بان الترابى سيكون قد جمع معلومات ثرة حول المحاولة التخريبية وخاصة انه فى اخر تصريحاته قال اذا كان هنالك انقلاب فسيقوم به الاسلاميون انفسهم.غير انى رأيت الاوضاع هادئة امام المنزل فغيرت رأيي وقلت فى نفسى «ياحليل ابو سلمون». ابوسلمون هو أحمد سليمان المحامى عاشق الانقلابات، فاذا لم يكن مشاركا فيها فمعلوماته التى يجمعها فى دقائق حول الانقلاب مدهشة.كنا كلما ألمت بالبلد حالة انقلابية او أي تغييرات نسارع لمنزله بالمنشية فنجده حاضرا بالمعلومة والتحليل. رحمة الله عليك يا ابا سلمون.فكرت فى الذهاب لمنزل قوش فى حي الراقى للتحقق من صحة وقائع الانقلاب.كنت قد التقيت صلاح اخر مرة فى عزاء قريب له ودهشت لزهده فى الحديث فى أي أمر سياسى فكان لايتدخل فى حوار حول مسائل تتعلق بالدولة بل سريعا ما يحاول ان يصرف المجلس عنه.فى الطريق عرفت ألا شئ هناك، وان قوش اخذ من البيت فى التاسعة صباحا.يبدو لى ان موضوع الحصانة البرلمانية أجل اعتقال صلاح. تذكرت يوم توجهت لمنزل الترابي فى الخامسة صباحا فجر30 يونيو لاخطاره بحدوث انقلاب فى البلد بعد ما رأيت الجزارين يعودون من الكباري المغلقة ليكونوا اول من يعلن عن الانقلاب.لم اصل فى ذاك الفجر لمنزل الترابي والسبب ان ابنه عصام التقاني فى منتصف الطريق ليخطرني بان اباه قد اعتقل. بالطبع لم اكن يومها اعلم بانه ذاهب الى السجن حبيساً بعد ان بعث الى القصر رئيساً!!. لا شغلة للخرطوم طيلة نهار الخميس سوى الحديث عن تلك المحاولة ، فاختلطت الشائعات بالاقاويل، بالحقائق، واصبح كل شخص ينسج على هواه. حين أطل وزير الاعلام فى مؤتمره الصحفى ليعلن ما اعلن ، ارتفعت حواجب الدهشة لآخر مداها....كيف تسنى للذين ائتمنهم النظام على نفسه قيادة محاولة تخريبية؟!.الأسماء التى ذكرت من الوزن الثقيل وأهل ثقة لسنوات هى عمر الانقاذ فكيف يتسنى لهم خيانتها الآن ولماذا؟.ستظل تلك الأسئلة معلقة الى حين تفرغ الاجهزة من تحقيقاتها وتجرى المحاكمات العادلة للمتهمين وبدون ذلك فالتصديق بوجود محاولة تخريبية فى الأصل سيكون على المحك.، الأخطر أن دغمسة الموضوع سيقود لفتنة بين الاسلاميين ويمكن أن يتجه بالصراع السياسى حول الاصلاح كما ظهر فى مؤتمر الحركة الاسلامية الأخير الى صراع عنيف. الله يكضب الشينة. فى مساء المحاولة التخريبية هرعت الى المنزل باكرا لمتابعة القنوات السودانية والاستماع للمحللين السياسيين والعسكريين حول تلك المحاولة ومخاطرها وتداعياتها ، فأصبت باحباط عظيم غير انى استمتعت بالغناء. على احدى القنوات كان ود الامين يغنى رائعة الحلنقي «بتتعلم من الايام» الجمهور يتمايل طربا حتى لا نقول يرقص!!. فقلت هل حقا بنتعلم من الايام؟ كنت اود ان ابعث برسالة للتلفزيون المعنى لاهدى الاغنية للسياسيين السودانيين ليتعلموا من ايام الحلنقي!!. فى القناة الاخرى لف ترباس عمامته المعتبرة وغنى «أبوي لي تسلم».غادرت بسرعة تلك القناة التى تهتم بسلامة «أبو» ترباس ولاتأبه لسلامة البلد!!. القناة الثالثة كانت ابداع عديل فقد وقفت الفنانة ندى القلعة وسط جمهور غفير ضاقت به الصالة تماما وهى تغنى اغنية حماسية و تعرض فيرتج كامل جسدها فأنساني المشهد نفسي والمحاولة التخريبية... بل كان ذلك المشهد محاولة تخريبية كاملة الدسم !!. الصحافة