يحتفل العالم باليوم العالمي لحقوق الانسان الذي يصادف العاشر من ديسمبر من كل عام ، وتنتظم معظم دول العالم احتفالات رسمية وشعبية عن طريق الندوات والمعارض وغيرها من الاشكال للوقوف الي جانب المقهورين وتجديد الرفض لكافة اشكال الاستبداد السلطوي والمجتمعي ومساندة المتضررين من الحروب والقوانين الجائرة والعوز والفقر وغياب الديمقراطية والحكم الرشيد والمحاسبة وغيرها من الانتهاكات و الشروط اللاانسانية في الحياة البشرية. وأعلنت مفوضية الاممالمتحدة لحقوق الانسان ان احتفال هذا العام يجئ تحت شعار – اجعل صوتك مسموعا – وقالت المفوضية في هذه المناسبة ان معظم البشر في كافة أرجاء العالم ما يزالون من غياب حقوقهم الاساسية لا سيما في القارتين الافريقية والاسيوية. وجددت المفوضية دعوتها لكافة دول العالم لاحترام الميثاق العالمي لحقوق الانسان الذي يضمن حقوق الحياة والتعبير والحركة والتنظيم وغيرها من الحقوق الاساسية التي يكفلها القانون. واشادت المفوضية في ذات الوقت بالتغييرات التي اجتاحت المنطقة العربية ، حيث استطاع الناس التعبير عن أنفسهم فيما بات يعرف بالربيع العربي. وقال الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون في رسالة بهذه المناسبة ان العالم ما يزال يعج بالكثير من الاتهاكات في مناطق الحروب لا سيما في افريقيا ، منددا بالقوانين التي تسنها الكثير من الحكومات لتقييد حركة وحرية الناشطين. مشيرا الي ان منظمات المجتمع المدني والناشطين والمدافعين عن حقوق الانسان ما يزالون يتعرضون لضغوط كبيرة في عدد غير قليل من دول العالم. وفي السودان استقبلت البلاد اليوم العالمي لحقوق الانسان بمقتل أربعة من الطلاب علي يد الاجهزة الامنية للمؤتمر الوطني ، ما دفع الالاف للخروج في مظاهرات في مدني والخرطوم وقابلتها السلطات بالضرب والغازات المسيلة للدموع والاعتقالات. وقال ناشطون ل ( حريات ) ان أوضاع حقوق الانسان في السودان لا تحتاج للكثير من التمحيص لا سيما هذا العام الذي يحتفل فيه السودان باليوم بمقتل أربعة طلاب لمجرد مطالبتهم باعفاء الرسوم عن طلاب دارفور . ويمضي الناشطون للتأكيد بان أوضاع حقوق الانسان في السودان أسوا من اي وقت مضي في عهد حكم الانقاذ التي شهدت أوسع حملات للعنف و التعذيب والاعتقالات والاغتصابات وغيرها من الاساليب التي أصبحت منهجا معروفا للانقاذ في مواجهة معارضيها. داعين السودانيين الي ضرورة أخذ حقوقهم عن طريق كافة الاساليب السلمية والمجربة في تاريخ الشعب السوداني. ورأى الخبير القانوني نبيل أديب أن أوضاع حقوق الإنسان في السودان هي “الأدنى في المنطقة”، وتحدث عن انتهاكات فعلية لحقوق أساسية لعدد كبير من المواطنين. وقال للجزيرة نت إن هناك خروقات للحريات العامة كتقييد الندوات, واستهداف الناشطين, ومنع المعتقلين من حقوقهم القانونية، رغم أن ذلك تكفُله وثيقة الحقوق المضمنة في دستور البلاد الحالي. واعتبر مدير مركز دراسات حقوق الإنسان المقارنة محمود شعراني أن أوضاع حقوق الإنسان “تمضي من تدهور إلى تدهور ومن أزمة إلى أزمة”، مرجعا الانتهاكات إلى الطبيعة البنيوية للدولة. وقال للجزيرة نت إن “استشراء الفساد أدى في كثير من الأحيان إلى إهدار الحقوق العامة والخاصة للمواطنين”، مشيرا إلى انتهاكات بحق أفراد ومؤسسات مدنية وناشطين وإعلاميين. وأضاف أن وجود عدد من قضايا المتعلقة بانتهاكات “تصلح نموذجا لواقع حقوق الإنسان السوداني”, وهو الواقع الذي يتعارض مع الدين والعرف. وقال الاستاذ كمال عمر عبدالسلام الأمين السياسي بالمؤتمر الشعبى في المنبر الدوري لأمانة الشباب بمقر الحزب بمدينة الرياض بالخرطوم في اللحظة التي يحتفل فيها العالم بمعاهدة حقوق الإنسان في العدالة والحرية والمساوة يقتل الطلاب في الجامعات والتي أصبحت ساحة لتصفية الخصوم بعد أن كانت منارات للعلم. وقالت المفوضية الحكومية لحقوق الانسان فى بيان (مع احتفال كل العالم باليوم العالمي لحقوق الإنسان، تؤكد المفوضية على كفالة الدستور السوداني لجملة من الحقوق التي تعرضت للانتهاك إبان تلك الأحداث ابتداءاً من الحق في الحياة مروراً بالحق في التعليم وصولاً إلى الحق في التظاهر السلمي وحرية التعبير).