الرباط – قال الشاعر محمد بنيس٬ الثلاثاء بالرباط٬ إنه يتطلع الى تأسيس ثقافة مضادة للاستهلاك والاستسلام٬ من خلال “كتابة لا تخشى حريتها”. وأوضح بنيس في احتفالية بإصداراته الثلاث الأخيرة “مع أصدقاء” و”سبعة طيور” و “الحداثة المعطوبة” (دار توبقال)٬ احتضنها مسرح محمد الخامس٬ أن الثقافة صياغة لرؤية تسمح للمجتمع والأفراد أن يعثروا على توازنهم مع الذات والعالم٬ معتبرا أن بلوغ هذه الثقافة المضادة يتطلب “أن نتعلم العيش في الهامش٬ وأن نقيم علاقة مباشرة مع العالم”. من هذا المنطلق يصنف صاحب “المكان الوثني” نفسه ضمن شريحة المثقفين الذين يعملون ضد الزمن الذي لا يفهمهم. وكواحد من هؤلاء فإن “الحرية وحدها ترشدني الى السير نحو اللانهائي”. وضدا على “ما توهمنا به خطابات لا تدرك معنى الثقافة” -يقول بنيس- فإن “زمننا هو بامتياز زمن الشعر والابداع والفكر”. تحدث الكاتب عبد الجليل ناظم عن طريق محمد بنيس٬ الذي هو “طريق البحث عن الكلمة. السفر الدائم. سفر في سفر”٬ وعن الشعر “كملتقى للطرق والجهات” في سيرة الشاعر بنيس التي أوجزها في رفض الثبات والسكون ومطاردة الحركة٬ واستخلاص السرمدي من العابر. بنيس -يقول عبد الجليل ناظم- قصة تفاعل مستمر مع الثقافة الكونية٬ إبداعا وترجمة ومعرفة٬ و”عدم اطمئنان للبداهة والاختزال والمطلق”. وفي قراءته لكتاب “مع أصدقاء”٬ يسجل الشاعر محمود عبد الغني أن بنيس أراد أن يكون كاتبا منسيا في حضرة أصدقائه الشعراء والأدباء الذين احتفى بسيرهم من وحي الصداقة بوصفها “سيرة تعلم”. يكشف الكتاب عن مسحة من التصوف ولغة استعادية مجروحة -حسب عبد الغني. أما “الحداثة المعطوبة” فهو ٬ في نظر محمود عبد الغني٬ كتاب خال من التجنيس. مذكرات شاعر شاهد على زمنه٬ يكتب عن الزمن الذي يبطئ في المجيء٬ عن الذاكرة المستلبة والمكتبة المفتقدة. في “سبعة طيور”٬ ينصت الناقد سمير السالمي لنشيد ذات شعرية جسورة. قصيدة بنيس “ذات عيون”. ترى بحس فني وحضاري٬ تعيد ترتيب الأشياء برؤى الشعر٬ تترجم العقل والحس الى لغة مستحيلة للشعر. قصائد مجموعة “سبعة طيور” تتناسل من نسغ الرؤيا -يقول السالمي.