منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث: المدنيون في الفاشر يكافحون بالفعل من أجل البقاء على قيد الحياة    بايدن يؤكد استعداده لمناظرة ترامب    الأهلي يهزم مازيمبي بثلاثية نظيفة ويصعد لنهائي الأبطال    الأهلي يعود من الموت ليسحق مازيمبي ويصعد لنهائي الأبطال    أرنج عين الحسود أم التهور اللا محسوب؟؟؟    الصناعة.. قَدَر الخليج ومستقبله    وصول طائرة للقوات المسلّحة القطرية إلى مطار بورتسودان    شاهد بالفيديو.. ناشط سوداني يهاجم الفنانة عشة الجبل ويثبت غيرتها من زميلتها الفنانة مروة الدولية: (عرس الدولية حارقك وقاطع قلبك والغيرة دي ما حلوة)    السودان..تحذير خطير للأمم المتحدة    شاهد بالفيديو.. ناشط سوداني يهاجم الفنانة عشة الجبل ويثبت غيرتها من زميلتها الفنانة مروة الدولية: (عرس الدولية حارقك وقاطع قلبك والغيرة دي ما حلوة)    شاهد بالفيديو.. حكم كرة قدم سعودي يدندن مع إبنته بأغنية للفنان السوداني جمال فرفور    شاهد بالصور.. رصد عربة حكومية سودانية قامت بنهبها قوات الدعم السريع معروضة للبيع في دولة النيجر والجمهور يسخر: (على الأقل كان تفكوا اللوحات)    هل فشل مشروع السوباط..!؟    مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية    سوق العبيد الرقمية!    صلاح في مرمى الانتقادات بعد تراجع حظوظ ليفربول بالتتويج    أمس حبيت راسك!    راشد عبد الرحيم: وسقطت ورقة التوت    وزير سابق: 3 أهداف وراء الحرب في السودان    الصين تفرض حياة تقشف على الموظفين العموميين    (المريخاب تقتلهم الشللية والتنافر والتتطاحن!!؟؟    وكالة الفضاء الأوروبية تنشر صورا مذهلة ل "عناكب المريخ" – شاهد    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    إيفرتون يصعق ليفربول بثنائية    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    إقصاء الزعيم!    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



21 ديسمبر: وجاء يوم القيامة.. بدون قيامة
نشر في حريات يوم 21 - 12 - 2012

ضج العالم في الشهور والأيام الأخيرة وكثيرون يتوقعون قدوم (يوم القيامة) المحدد له اليوم الجمعة 21 ديسمبر 2012م، وبرغم نفي الجهات الرسمية من دول وعلماء ووكالات فضاء ما تردد حول سيناريوهات يوم القيامة، إلا أن كثيرين انتظروها مع مشرق شمس اليوم من الغرب.
وكانت روسيا من أكثر البلدان تأثراً، ولكن بلدان أخرى كالصين، وأوكرانيا، وإيطاليا وفرنسا وأمريكا لم تخل ممن توقع القيامة واستعد لها، ولو بشراء الطعام!
ويعود التوقع لتفسير عده البعض خاطئا لتقويم حضارة المايا المتقدمة في جنوب أمريكا. والتوقع هو أن يكون اليوم الموافق 21 ديسمبر نهاية للعالم بأكمله. فيما اعتبر البعض أنه يوم لتحول أساسي في حياة البشر.
وشاع في مواقع الإنترنت الحديث عن نبوءة نسبت لشعب “المايا” حول انتهاء العالم في 21/12/2012، بسبب حادث كوني كبير “سيقلب الأرض رأسا على عقب، وجاء في دراسة نشرت على مجلة تايم الأمريكية، أن نحو 10 في المائة من سكان الولايات المتحدة الأمريكية يؤمنون بالفعل بهذه النبوءة.
وتقول تنبؤات “إن الأرض في ذلك اليوم ستبدأ بالدوران العكسي، كما أن هذا اليوم سيشهد الكثير من العواصف الشمسية التي ستؤدي إلى فوران البراكين وذوبان الثلوج”. وذلك اليوم يتوافق مع يوم انقلاب الشمس في الشتاء، كما أنه سيشهد توازي الشمس مع مجرة درب التبان، لأنه وبحسب حسابات “المايا” دورة الحياة التي يبلغ طولها 5126 سنة ستنتهي في 21 ديسمبر/كانون الأول 2012.
وتردد في المواقع كذلك أن المتنبئ الفرنسي الشهير “نوسترأداموس “تنبأ سنة 1890، بأن الكواكب التابعة للمجموعة الشمسية ستضطرب بنهاية الألفية الثانية وستسبب دمار الحياة بعد 12 عاما فقط. وأن عالم الرياضيات الياباني “هايدو ايناكاوا” الذي عاش قبل أكثر من نصف قرن، تنبأ بأن كواكب المجموعة الشمسية سوف تصطف في خط واحد خلف الشمس، وأن هذه الظاهرة سوف تصاحب بتغيرات مناخية وخيمة تنهي الحياة على سطح الأرض بحلول 2012.
وشاع ، برغم النفي المتكرر من وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، أن معلومات سريّة تسربت منها باكتشاف كوكب يعادل حجم الشمس تقريبا، إضافة إلى الكواكب المتعارف عليها، وهو ذو قوة مغناطيسية هائلة، وبالتالي فهناك أخطار كثيرة لو اقترب من مسار الأرض.
من جهتها قامت وكالة الفضاء الأمريكية بإصدار العديد من التحذيرات عدم صحة هذه النبوءة التي راجت بشكل كبير في الأوساط الإعلامية وحلقات النقاش إلى درجة أن البعض قاموا بعمليات تخزين لسلع عديدة وتحضير الملاجئ بكافة المستلزمات استعدادا لاستقبال كوكب نيبيرو.
وأكدت وكالة ناسا من أن عمليات المراقبة في كافة مواقعها المنتشرة وبالتعاون مع عدد من وكالات الفضاء ومراكز البحوث العالمية أكدت على عدم وجود أي كوكب بالقرب من الأرض أو حتى أجرام سماوية بعيدة من الممكن أنها تسير بسرعات عالية جدا بحيث ستصل الأرض وترتطم بها خلال الشهر الجاري.
وبينت ناسا أن كوكب نيبيرو ذاع صيته في العام بداية الألفية الجارية، وأنه سيرتطم بالأرض مسببا إبادة كلية لكافة أشكال الحياة العام 2003 وهو الأمر الذي لم يحصل.
وصدرت روايات وأفلام كثيرة تحاكي الكارثة في ذلك التوقيت الذي تم تحديده قبل أكثر من 3 آلاف عام من قبل شعب حضارة “المايا” الذي سكن في أجزاء من المكسيك وفي شمال جواتيمالا قبل ما يقارب من 5 آلاف عام، ومنه فيلم “2012″ الذي حاكى الكارثة وأوجد النجاة في سفن عملاقة خرجت من منطقة التبت الصينية، تحمل الهاربين من نهاية العالم إلى مصير مجهول.
هوس النهاية يكتسح روسيا وأوكرانيا
لأكثر من شهر، هرع الروس في جميع أنحاء البلاد إلى شراء الشموع وعلب الكبريت والملح والمشاعل في محاولة لضمان نجاتهم من نهاية العالم، الذي سيحل يوم الجمعة وفقاً لتقويم المايا.
وقالت صحيفة الجارديان البريطانية :”إن الشعب الروسي خائف من تحقق نبوءة شعب “المايا” القائلة بأن يوم القيامة سيكون غدا الجمعة”.
وذكرت الصحيفة أن الشعب الروسي في جميع أرجاء الدولة مشغول لأكثر من شهر في شراء الشموع والملح والمصابيح اليدوية، تحايلا منهم على نبوءة يعتقد البعض بأنها ستتحقق مع انتهاء تقويم المايا يوم الجمعة المقبل.
في بلدة نوفوكوزنتسك الشهيرة بمناجم الفحم، أفرغت رفوف المتاجر تقريباً من الملح الشهر الماضي، إذ اشترى السكان نحو 60 طناً في أسبوع واحد، وفقاً لأيلينا زوييفا، مسؤولة المدينة، في تصريحات نشرتها على الموقع الإلكتروني للإدارة المحلية.
واكتظت منتديات الإنترنت بالناس الذين يتبادلون النصائح حول نوع الطعام الذي يجب تناوله لضمان البقاء بعد أن تمحى حضارة الإنسان يوم الجمعة المقبل.
“إذا لم أكن مخطئة، روسيا تملك جميع أنواع المنتجات المجففة الغنية بجميع أنواع الفيتامينات”، كتبت ايلينا بورتنينكوفا على أحد منتديات التواصل بعنوان “كيف تعيش؟ ماذا تأكل؟”.
وأضافت: “مع ذلك، فإن تخزين المستودعات بالمواد الغذائية أمر خطير، لأن نهاية العالم ستترك حشوداً من الجياع، والأشخاص الغاضبين الذين يملؤهم الرعب والخوف، وبالتالي سيجتاحون المستودعات والمنازل بحثاً عن الطعام”.
حاول المسؤولون الحكوميون تهدئة المخاوف، إذ حث فلاديمير بوشكوف، وزير حالات الطوارئ، الروس للاتصال على الخط الساخن لوزارته إذا كان لديهم أي مخاوف. وقال نائبه سيرغي أنيكيف: “نحن نعتقد أن نهاية العالم خرافة. لكننا على استعداد لمساعدة الناس في أي حالة طوارئ”.
ويستضيف ملجأ روسي كان مصمما لتأمين الزعماء السوفيت في حالة وقوع هجوم نووي حفلا لمدة 24 ساعة للروس المستعدين لدفع ألف دولار لشراء تذكرة للهروب من نهاية العالم التي قد تأتي اليوم الجمعة طبقا لنبوءات جماعة “العصر الجديد” المستقاة من حضارة المايا. ويقع الملجأ رقم 42 وهو الآن معلم سياحي —–على عمق 56 مترا تحت الأرض في وسط موسكو بالقرب من الكرملين ويتسع لما يصل إلى 300 شخص.
وقال أليكسي بافلوفسكي وهو مرشد سياحي في الملجأ: “كثير من الناس سيشعرون أنهم أهدأ بكثير إذا استطاعوا أن يقضوا هذا اليوم العصيب وهم يتمتعون بأقصى درجة من الراحة والأمان”. وأضاف أن هناك اهتماما بالحفل الذي سيبدأ منتصف ليل 20 ديسمبر. وقال بافلوفسكي إن فكرة إقامة حفل في الملجأ الذي شيد في عام 1959 وأصبح مزارا منذ عام 2006 جاءت من زوار حريصين على الاحتفال بنهاية العالم في تقويم المايا والمتوقع حسب اعتقادهم أن يكون مع شروق يوم 21 ديسمبر وهو حدث تفسره بعض الجماعات بأنه نهاية الزمان.
ومن جهته، علّق الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على نبوءة المايا، في حديث نقلته وكالة أنباء “روسيا اليوم” أنه لا يخشى ما يقال عن حلول ” نهاية العالم، ومتسائلاً:”ما فائدة الخوف من هذا الأمر إذا ما كان محتوما”.
وأضاف بوتين أنه يعلم بأن “نهاية الكون” ستحل بعد 4 أو 5 مليارات سنة.
فقد جرد سكان بلدة اوموتنينسك الروسية أرفف المتاجر من البضائع في إطار فورة شراء مذعورة عقب تقرير لصحيفة محلية يتوقع «كونيك سفيتا» أي نهاية العالم باللغة الروسية.
وقد بلغت نوبة الفزع في روسيا الى الحد الذي اضطرت فيه الحكومة لإصدار بيان لتهدئة السكان.
وقال فلاديمير بوتشكوف وزير شؤون الطوارئ إنه لدى السلطات معلومات موثوق بها انه لن يكون هناك نهاية للعالم في الحادي والعشرين من الشهر الجاري.
وذكر بوتشكوف في بيان للأمة نشر في الصفحة الاولى بصحيفة روسيسكايا جازيتا الحكومية اليومية «لقد ثبت بشكل قاطع ان الكوارث العالمية تقع على فترات تترواح بين 10 و15 مليون عام».
وتدخلت الكنيسة الارثوذكسية الروسية أيضا. وقال رجل الكنيسة النافذ فسيفولود تشابلن «نهاية العالم ستأتي بالطبع وهذا قد يحدث في أي لحظة»، ولكنه طمأن المؤمنين بأن يوم الحادي والعشرين من ديسمبر الجاري بالتأكيد ليس ذلك اليوم.
ومع ذلك، فإنه من النادر أن يمر يوم بدون نشر تقارير إعلامية جديدة حول نهاية العالم حتى أن شابا يبلغ من العمر 19 عاما من مدينة دولجوبرودني قرب موسكو أصبح مشوشا للغاية لدرجة أنه ضرب وأصاب بجروح خطيرة أربعة أشخاص بثقل لرفع الاثقال. وأفادت أنباء بأن طفلا في الثالثة من العمر في غيبوبية نتيجة لذلك.
وكان استطلاع جديد نشر، أمس الأول الأربعاء، أظهر أن 9% من الروس لا يستبعدون أن تصدق التوقعات بنهاية العالم في 21 كانون الأول/ديسمبر الجاري بحسب توقعات تقويم المايا.
وفي أوكرانيا، يعرف اندريه ايلتشينكو جيدا ما الذي سيفعله عندما يصل العالم الى نهايته في الحادي والعشرين من ديسمبر الجاري.
وقال ايليتشينكو الطالب الاوكراني من دنيبروبترفسك قرب كييف «اننا نشتري الغذاء والكحول من أجل نهاية العالم. ثم سننزل الى مخبأنا وسنغلق الباب بسرور».
وخطط هو ورفقاؤه للاحتفال بنهاية العالم ب«العشاء الاخير» الذي سيضم العديد من الاطعمة والمشروبات في مخبأ تحت الأرض يعود الى الحقبة السوفيتية.
ماذا قالت حضارة المايا؟
ونقلت صحيفة “شيكاغو تريبيون” الأميركية عن الخبير بشعوب المايا، غاري فاينمان، قوله إن فكرة تحديد نهاية العالم يوم 21 كانون الأول/ ديسمبر من العام الجاري مرتكز إلى سوء فهم لتقويم المايا.
وأوضح فاينمان أن يوم غد هو موعد انتهاء دورة مؤلفة من مليون و872 ألف يوم بحسب تقويم المايا، غير أنه أضاف أن لا سبب يدفع لتوقع انتهاء العالم في هذا التاريخ.
وتابع “لا أساس يدفعنا للتفكير بأنه علينا القلق حول ما قد يجري” غداً، مضيفا ان “شعوب المايا لم تتنبأ بانتهاء العالم في هذا التاريخ”، ومشيراً إلى أن “فكرة انتهاء العالم لم ترد في أي من دراسات المايا”.
ومن جهته، قال ستيفن كينت، المتخصص في علم الاجتماع في جامعة ألبرتا الأميركية الذي درس الحركات الدينية الجديدة، في حديث لدورية “لايف ساينس” الأميركية إن سبب شهرة الموعد المحدد غداً لنهاية العالم، على سائر المواعيد التي تم تحديدها في الماضي، هو انتشاره على شبكة الانترنت.
وأوضح أستاذ الدين بجامعة كونكورديا في مونتريال، لورانزو دي توماسو، أن سبب الإيمان بنبوءة المايا حول نهاية العالم الدوافع نفسها التي دفعت لإيمان البعض بالنبوءات السابقة، موضحاً أن المؤمنين بها “يدفعهم عدم رضاهم عن العالم، وشعورهم بأن المشاكل التي تواجهه لا يمكن أن يحلها العقل البشري”.
الصين تقمع التنبؤات
وفي الصين حيث يؤمن كثيرون بنبوءة المايا، ذكرت صحيفة “تشاينا ديلي” أن السلطات الصينية اعتقلت أكثر من ألف شخص بتهمة نشر الإشاعات حول نهاية العالم غداً.
وينتمي معظم هؤلاء الأشخاص إلى جماعة منشقة عن المسيحية تحمل اسم “الله القدير”، انطلقت من تنبؤات حضارة المايا لتنشر الشائعات بأن الشمس لن تشرق لثلاثة أيام والكهرباء ستتوقف عن العمل ابتداءً من 21 كانون الأول/ديسمبر.
يذكر أن الجمعية التي تأسّست عام 1990 تطالب المنضمين إليها بالتخلي عن ممتلكاتهم لصالحها.
ودعت الشرطة الصينية المواطنين إلى الحذر من عمليات الإحتيال المرتبطة بإشاعات عن نهاية العالم.
وقد ندد المجتمع المسيحي في الصين بالشائعات التي تنشرها هذه المجموعة، داعياً على لسان أمينه العام، كان باوبينغ، القيادات الدينية إلى اتخاذ خطوات فورية لحماية رعاياهم من هذه الطائفة (جماعة “الله القدير”).
واتهمت السلطات الصينية هذه الجماعة ب”عبادة الشر” إضافة إلى جرائم الاختطاف والاختلاس والتعذيب. وقالت وسائل الإعلام إن السلطات صادرت “عدداً كبيراً من اللافتات والأقراص المدمجة والكتب وآلات الطباعة”، لكن لم تقدم المزيد من التفاصيل.
ووجد بعض الناس طرقاً سلمية للتعامل مع النبوءة الصينية، إذ عمل أحد الفلاحين في إقليم هيبي على بناء 7 زوارق من الحديد الصلب والألياف الزجاجية في مرآب منزله، بلغت تكلفة الواحد 30 ألف جنيه إسترليني ويتسع لنحو 14 شخصاً، ويحتوي على الأوكسجين والغذاء والمياه وأحزمة السلامة.
وأنفق مزارع في منطقة اقصى غرب شينغ يانغ ذاتية الحكم نحو 100 ألف جنيه إسترليني لبناء بارجة استنفدت 60 طناً من الفولاذ و 30 طبقات واقية من راتنج الألياف.
وقال لوسائل الاعلام الصينية: “لقد استثمرت كل مدخراتي في بناء هذا القارب. عندما يحين الوقت، يمكن للجميع اللجوء إليه”.
غير أن الأكثرية من شعوب العالم فلم تعلّق حتى على هذه النبوءة، وقد أعرب البعض عن عدم مبالاتهم حتى بها.
وفي إيطاليا، عمد عشرات المواطنين إلى بناء ملاجئ محصنة تحميهم من نهاية العالم التي تنبأت بحصولها حضارة المايا، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الإيطالية (آكي) الأسبوع الماضي.
كيف يفسرون القيامة؟
يجدر ذكر أنه ولسنوات طويلة، توقع أصحاب نظرية المؤامرة، وبعض علماء الفلك والمنجمون أن ينتهي العالم في 21 ديسمبر 2012.
ويدعم هؤلاء نظرياتهم بعدة أحداث مروعة: سقوط مذنّب كبير يدمر الأرض، أو عاصفة شمسية هائلة تسبب انقطاعاً كاملاً في شبكة الكهرباء.
روب سكيلتون، الذي يدير موقع Survive2012.com درس احتمال اقتراب “يوم القيامة”، وفقاً لحضارة المايا لمدة 15 عاماً، ويقول إن هناك العديد من الأسباب للشعور بالقلق.
يعتقد سكيلتون انه من المحتمل أن يقترب أحد المذنبات من الأرض من دون أن تتمكن المراكز الفلكية من رصده، في حال كان مظلماً وغير مرئي لأجهزة الرصد بعد أن فقد الجليد الذي يعكس صورته.
أما بالنسبة للعواصف الشمسية، فيعتقد أن المايا قد وجدت نمطاً في الشفق المنخفض واعتمدت عليه في توقع الكارثة المقبلة.
وقال سكيلتون لموقع “فوكس نيوز” الإخباري: “من المستحيل التحقق من النظريتين خلال فترات المراقبة العلمية الحديثة، إذ إن هذه الدراسات تحتاج إلى وقت أطول، وهو ما اعتمدته حضارة المايا. كل ما قمت به هو العثور على سبب يمكن أن يوضح ما إذا ستكون نهاية العالم قريبة فعلاً كما تشير التنبؤات”.
وفقاً لسكيلتون، يمكن لعاصفة شمسية أن تعيث خراباً في الولايات المتحدة، مما يؤدي إلى انقطاع شبكة الكهرباء لعدة أشهر. كما أن الولايات المتحدة تعتمد على شبكة كهربائية للحفاظ على محطات الطاقة النووية، تشغيل المصانع، والتواصل بين القوات والشرطة. بدون هذه البنية التحتية الرئيسية، ستكون النتيجة فوضى ودمار شامل”، وفقاً لما أورده موقع إيلاف.
لكن هل سينتهي العالم فعلاً في 21 ديسمبر؟ يقول ديفيد موريسون، أحد العلماء في وكالة ناسا. “انه أمر مستبعد للغاية”.
ويضيف عالم البيولوجيا الفلكية في وكالة ناسا، “إنها مجرد شائعات عبر الإنترنت،” مشيراً إلى أن المذنبات التي تسبب الدمار على الأرض نادرة للغاية، ويمكن أن تحدث مرة واحدة كل 500 مليون سنة”.
أما بالنسبة للعواصف الشمسية الضخمة، فيقول موريسون إنها لا تحدث. ويضيف: “صحيح أن الكهرباء قد تنقطع، وهذا ليس شيئاً مستحباً، لكنه بالتأكيد لن يؤدي إلى قتل الملايين. وحتى في حال حدوث انقطاع رئيسي، يمكن أن يتم إصلاحه خلال أسابيع على الأكثر”.
ماذا عن المذنبات؟ يقول موريسون إن المذنبات معروفة بأسطح الداكنة، وناسا لا تزال تتعقبها جميعاً، مضيفاً أن هذه الكويكبات ليست خطيرة وبالكاد تكون “قطع كبيرة من الفحم”.
موريسون هو الأكثر تشكيكاً في توقعات المايا، فيقول إن تقويم المايا يعمل قليلاً مثل التقويم الحالي، فعندما يصل إلى نهاية العام، يغلق الصفحة ويبدأ التقويم الجديد. وإن لم تصح التنبؤات في إحدى السنوات، يجددون الاعتقاد للعام القادم.
تفسير خاطئ
بينما استنكرت إحدى زعيمات السكان الأصليين في جواتيمالا والحائزة على جائزة “نوبل” إن :”الضجة المثارة حول المخاوف المتعلقة بنهاية العالم والتي تقوم على قراءة تقويم حضارة المايا القديمة تستند إلى تفسير خاطئ لنظرة تلك الثقافة إلى العالم”. وربطت تلك الضجة بالرأسمالية الحديثة. خصصت صحيفة “لاجازيتا ديللو سبورت” الرياضية المعروفة عددها الصادر أمس الخميس لرواية تاريخ الرياضة تحسبا لتحقق نبوءة حضارة المايا القديمة حول نهاية العالم يوم 21 من الشهر الجاري.
طوق النجاة !
وقدم العديد إرشادات حول كيفية النجاة من هذا اليوم، فالبعض يعطي تعليمات بشأن ما يجب أن ترتدي، ومنها قمصان كتب عليها “2012.. النهاية”، أو “قيامة 2012″.
كذلك أصبح جبل رتانج في بلغراد مكانا آمنا، بحسب “خبراء الطاقة”، بسبب شكله الهرمي، وفي فرنسا، تتجه الانظار الى قمة جبل بوغاراش الذي يقال انه سيكون ملجأ آمنا، وقد ارتفع سعر الغرفة في بعض فنادقه الى 1500 يورو في الليلة المنتظرة، تدفع مسبقا.
وفي غرب تركيا، تجذب قرية “سيرينس” الباحثين عن ملجأ، لايمانهم بان هذه القرية آمنة، لانها المكان الذي سترفع منه السيدة العذراء الى السماء. كذلك، انتشرت في بلدان عدة “مخابئ آمنة”، كما في الولايات المتحدة وروسيا وشرق فرنسا.
أما على صعيد الكتب، صدر كتاب Apocalypse 2012، والذي يدرج فيه المؤلف لورنس جوزيف مجموعة من الاحتمالات التي يمكن أن تحصل في ذلك اليوم، إلا أن جوزيف يعتقد أن هذا اليوم لن يشهد نهاية العالم.
أكد المسئولون عن مخبأ شوننبورج على مشارف بلدة هونسباخ شمال شرق فرنسا على الحدود بين فرنسا وألمانيا أنهم سيفتحون المخبأ لمن يريد التحصن به ضد أحداث يوم القيامة الذي يعتقد البعض انها سوف تقع غدا الجمعة، على حد قولهم.
وفتح الحصن الخرساني أبوابه الثقيلة بالفعل في تمام الساعة الثامنة مساء أمس الخميس بتوقيت وسط أوروبا ليسمح للراغبين في الاختباء به في البقاء هناك حتى الساعة الثالثة فجر يوم الجمعة، علي أن دخول الحصن لن يكون مجانا وأن جمعية أصدقاء خط ماجينو تفرض رسوم دخول بواقع 7 يورو للشخص البالغ و 5 يورو للطفل.
فكرة انتهازية
وقد حرّكت نبوءة “المايا” المفترضة حول نهاية العالم الجمعة 21 كانون الاول / ديسمبر، العجلة الاقتصادية في مناطق كثيرة في المكسيك وبقية دول امريكا الوسطى، حيث تحوّلت نهاية العالم موردا كبيرا لقطاع السياحة.
وجذبت المواقع الاثرية لحضارة المايا السياح، وخصوصا انه يتردد ان تلك المواقع ستكون بمنأى عن اي خطر، ربما بسبب “الطاقة الايجابية” فيها، او “للقوى الجوفية” تحتها ، إلا أن العديد من المفكرين ارجعوا ظهور وتداول تلك الفكرة إلى أنه مخطط رأسمالي انتهازي لزيادة نسبة الشراء ومن ثم جني رأس مال يفوق اضعاف المكسب في الأيام العادية.
يذكر أن نبوءة نهاية العالم طبقا لحضارة المايا انعكست أيضا على عالم السينما في صورة فيلم “2012″ الذي عرض عام 2009 وحقق إيرادات كبيرة.
المايا في سطور
والمايا قبائل هندية أسست حضارة مدنية في أميركا الجنوبية، بلغت أوج تألقها في القرن الثالث الميلادي. ففي وقت كانت فيه باريس ولندن مجرد قرى بدائية كانت مدن مثل تايكال وتيهاكان تملك طرقا مرصوفة وأكثر من مائة ألف نسمة.. ويزعم المايا أن لديهم مهارة خارقة في علوم الفلك والرياضيات ورصد الأحداث.
وتتضح براعتهم بوضع ما يعرف ب “تقويم المايا” الذي استطاعوا من خلاله التنبؤ بالفيضانات وهبوب الأعاصير ومواسم القحط والجفاف. وهو عبارة عن جداول رياضية تتكرر بنمط دوري وتتوافق فيها الايام مع التواريخ (كأن يوافق الأول من فبراير عام 2099 يوم السبت، والأول من فبراير عام 1982 يوم الثلاثاء)!!.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.