أعلنت الأجهزة الأمنية عن ضبط شحنة من مادة كيميائية غير مطابقة للمواصفات تستخدم في صناعة السكر وعن فساد بقيمة (174) ألف يورو مرتبط بها . ولم تكشف الأجهزة الأمنية عن الأشخاص النافذين الذين يقفون وراء استيراد المادة الخطيرة . وذكرت صحيفة (الانتباهة ) التي يمتلكها الطيب مصطفى – خال المشير عمر البشير - ان (السلطات الرقابية) (أحبطت محاولة لتدمير إنتاج شركة سكر كنانة بضبط شحنة تحمل مادة كيميائية خطيرة تستخدم في صناعة السكر). وكشفت مصادر أمنية للصحيفة عن محتوى المادة، مؤكدة أن الشركة كانت ترغب في استيراد مادة الصودا الكاوية (هيدروكسيد الصوديوم) الخاص بصناعة السكر، إلا أن الرسالة جاءت بمادة (بيكربونات الكالسيوم) في حمولة (120) ألف جوال، أي ما يزن (50) طناً. وأضافت المصادر أن العبوات لا تحتوي على اسم المنشأ ولا مكان وتاريخ الإنتاج، مشيرة لكشف عمليات تزوير تمت في مستندات الوارد ومطابقة المواصفات والعينات المطلوبة، إلا أن المصادر لم تكشف الأشخاص المسؤولين عن (الصفقة الفاسدة) أو الدولة التي تم الاستيراد منها. وتسيطر مافيا المؤتمر الوطني وقططه السمان على كل تحركات السوق السوداني استيراداً وتصديراً ، بل أن مسؤولين كبار يحتكرون أسواق العديد من السلع مثل وزير الخارجية علي كرتي وسيطرته على سوق مواد البناء، بالإضافة إلى أسرة عمر البشير التي تسيطر على الكثير من النشاطات التجارية، والمتعافي الذي يسيطر على سوق اللحوم البيضاء والبيض ، وبدرالدين طه الذي يسيطر على سوق (الزفت) … الخ ، ولا يستبعد مراقبون أن يكون إرجاع (الصفقة الفاسدة ) احدى رسائل مراكز القوى التي تتصارع داخل الدولة فيما بينها بعد أن كثرت التحركات المضادة للبشير، والمحاولات الاستباقية بين الاسلاميين في السودان حول خلافة الرجل المريض. وذكرت الصحيفة ان الفساد كشف بعد تعاون شركة كنانة وتنسيقها مع الأجهزة الأمنية المختصة ، إلى ذلك حذَّر مصدر تقني من خطورة هذه العملية التي وصفها بالمدمرة للاقتصاد القومي، إضافة لإفساد إنتاج السكر. وقال: (إذا عبرت تلك الرسالة فإنها كانت ستسبب كارثة)، مؤكداً أن قيمة الصودا الكاوية التي كانت ترغب فيها الشركة (174) ألف يورو.