الخرطوم: محمد صديق أحمد: دعا مشاركون في منتدى (هجرة الكوادر السوادنية إلى الخارج .. الأسباب والتداعيات) أمس، الدولة إلى تبني إطار وسياسة قائمين على استراتيجية واضحة المعالم لتقنين هجرة الكوادر لا سيما الطبية منها بعيدا عن التقليل من كم المهاجرين مع النأي عن سياسة دس الرؤوس في الرمال، بأن تمتلك الدولة الشجاعة اللازمة لمعالجة دواعي الهجرة وسط الكوادر النوعية المميزة التي تفقدها البلاد يوميا بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية . واعتبرت الدكتورة ابتسام ساتي ابراهيم، في الورقة التي قدمتها بمنتدى الشجرة الدوري الذي تنظمه أمانة الفكر والثقافة بالمؤتمر الوطني،هجرة العقول إهدارا للموارد البشرية والمادية ،واتهمت الدولة بالفشل في إدارة أمر الهجرة ،وانتقدت من وصفتهم ب»الملتفين» حول موضوع الهجرة ويعملون على التقليل من آثارها الاقتصادية والاجتماعية. ورأت ابتسام أن هجرة الأطباء اخيرا هزمت فكرة مشروع توطين العلاج بالداخل ، وأن الطب بالبلاد أضحى نظريا جراء الافتقار إلى التدريب، وأشارت إلى وجود أطباء يعملون في السوق ويمتهنون قيادة الأمجاد ،ودعت إلى تضافر جهود الجهات ذات الصلة بالهجرة وإحكام التنسيق بينها للخروج باستراتيجية شاملة، مع الاستفادة من تجارب الدول الأخرى في مجال الهجرة، وإقامة مشروع مسح قومي للهجرة ،مع ربط التعليم بسوق العمل وتشجيع الاستثمار وتأمين الخدمات وإنشاء مشروعات تنمية لتحسين الدخول ،ومقابلة الزيادة السكانية المضطردة ،والعمل على تقليل الآثار الهدامة وتعزيز الإنمائية والإيجابية والتركيز على مبدأ المسؤولية المشتركة بين الحكومة والمنظمات العاملة في مجال الهجرة ووسائل الإعلام . من جانبه، أبان عضو اتحاد أطباء السودان، الدكتور عدنان يوسف عز الدين، أن الشعب السوداني المتضرر الأول من هجرة الكوادر الطبية المميزة التي لا يُحَس بأهميتها إلا بعد فقدها ،وقال إن أكبر المعضلات التي يعاني منها القطاع الطبي الافتقار إلى التدريب ورفع القدرات والتأهيل، واشتكى من هجرة الكوادر المميزة وشبهها بمشكلة الاقتصاد، وأضاف أن البلاد ستعاني من تبعات الهجرة لسنوات قادمة،ووصف وزارة الصحة بالعجز عن توفير الأطباء للمستشفيات بالولايات ،وكشف عن أن «9» من «16» مستشفى أقامها صندوق إعمار الشرق متعطلة جراء عدم توفر الكوادر، وشدد على أن إنسان الشرق لا يحتاج إلى مشاف لا يوجد بها طبيب وعلى صندوق الإعمار توجيه أمواله للتدريب والدعم اللوجستي للمستشفيات . ووصف ممثل معهد الموارد البشرية بوزارة الصحة، الدكتور الشيخ الصديق، أي تقليل من الهجرة ،بغير الموضوعي رغم المغالطات والإحصاءات عن أعداد المهاجرين، وأمن على كبر الفقد النوعي من المهاجرين. وزاد على الدولة تبني استراتيجية واضحة لمعالجة قضية الهجرة