بقلم محمد فاشر مصيبة أخري إضافة علي مصاعب دارفور هذه القوة الأفريقية الكبيرة بلباس. دولي ولكن ذلك لا يغير شيئا في كونها قوة إفريقية خالصة مصحوبة بكل الأمراض الأفريقية وبذات الأعراض ومنذ ان تم نشر هذه الجيوش الأفريقية في دارفور باتت محل الانتقاد الشديد من الذين يفترض ان يستفيدوا من هذا الوجود آمنا وامانا وكذلك من الذين يتحملون عبء نفقاتها بسبب التواضع في النتائج وبل سلبية أحيانا أخري بعيد نشر هذه القوة الأفريقية بدا قادتها العسكريون والمدنيون في تبرير هذ الانتقادات بان عدد الجيوش لم تعد تكفي لحاجة الإقليم بمساحة دولة فرنسا وما ان استجابت المنظمة الدولية. ورفعت العدد إلى عشرين ألف بعد الست وباتت القوى الكبري من نوعها في تاريخ المنظمة. الدولية علي الإطلاق ومع ذلك ظلت القوة عاجزة أمام التحديات وعللت ذلك بسبب نوعية الأسلحة المستخدمة لدى هذه الجيوش أردأ مما عليها الحال في الأطراف المتصارعة ووقته قدمت المنظمة الأسلحة النوعية والدبابات الكندية والطائرات الحربية العمودية ومع ذلك ظل الواقع كما هو علي الحال وبررت القيادات أسباب. الفشل إلى نوع التفويض فمنحت المنظمة تفويضا واضحا وصريحا لحماية المدنيين في دارفور بناء علي البند السابع من ميثاق الاممالمتحدة وأضاف عليه مطاردة جيش الرب الذي يعتقد وجوده في دارفور بعد التطورات السياسية في جنوب السودان وبالرغم من هذه الجهود الدولية الكبيرة إلا ان الوضع في دارفور يسير من سيئ الي الأسوأ وهذ الجيوش تقف عاجزا أمام التحديات بينما يستمر استهداف المدنيين بصورة يومية وبل علي مرمى الحجر من مقراتهم ومن المضحك ان هذه القوة الكبيرة والتقى تفوق عدد جيوش عند ست وثلاثون دولة إفريقية تستجدى الحماية من الحكومة السودانية لتوفير الحماية لجنودها التى جاءت تحمى منها أهل دارفور وبل انضمت إليها المنظمة الدولية ومجلس الأمن ومحكمة الجنايات الدولية باتت كل شغلهم الشاغل حماية هذه الجيوش من اعتداءات التكررة من العصابات وهي عاجزة في الدفاع نفسها وفي أكثر الأحيان لا تستطيع معرفة حتى من اعتدى عليها كما هو عليها الحال في الحسكنيتة والشاهد ان الفشل في مهمة البعثة تعود لأسباب أخري ليس من بينها الفنية أو اللوجستية بل تعود إلى طبيعة الجنود الأفارقة ليس لديهم الاستعداد للتضحية من اجل الآخرين حتى في أوطانهم وكل هدفهم المرتبات المغرية التى تدفعها المنظمة الدولية ومعظم هذ القوات تم اختيارهم عن طريق شخصيات نافذة في بلدانهم بعضهم لم يكونوا جنودا بمعنى الكلمة وبعضا منهم تم تجنيدهم خصيصا لهذه المهمة وتبين من شهادة بعض القادة الذين أدلوا بشهادتهم أمام محكمة الجنايات الدولية بخصوص ضحايا الحسكنيتة أنهم لم يلتقوا التدريب سوى أسبوعا واحدا هذا إلى جانب بعض القادة العسكريين والإداريين يتم تعينهم من أكثر دول العالم بؤسا وفسادا ليعملوا مع أكثر حكومات العالم إفسادا وفي عهد البترول وهذا إلى جانب جنود بعض الدول العربية تعتقد ان هذه المهمة خصما علي العرب والعروبة وإذا كان لا بد من مهنية البعثة والتى مطلوبة في كل الأحوال ليس ما يجعلها تتطوع في المغامرة بأفرادها وبل أحيان يستخدم أفراد هذه القوات ومراكزها لأغراض التجسس لحساب الخرطوم وفضيحة الطبيب المصري الذي ترأس العبثة الطبية في بداية الحرب في دارفور غير ببعيد كما ان بعض القيادات العسكرية والمدنية يرون ان الفشل لا يمكن تغطيته إلا بالتعاون مع الحكومة في الخرطوم لإعطاء مساحات للتحرك لزوم ما يلزم المهمة ولو كان ذلك صوريا لتبرير وجودهم والحفاظ علي وظائفهم ولكن في بعض الأحيان تجد هذه القوة أمام وضعا محرجا تؤكد عدم جاهزيتها للمهمة التى من اجلها ويتضح ذلك جليا من موقف القوات الأممية عندما تعرضت الكتيبة النيجيرية لكمين من عصابة عدد أفرادها لا تزيد من أصابع اليد الواحدة في موقع تبعد كيلومترين فقط من مقر القيادة وتقتل أربعة من أوردها وتجرح ثمانية آخرين ويوم الأربعاء 110/3/12 وقته دعا جنرال باترك قائد القوات الاممية الحكومة السودانية الي مطاردة الجناة ومعاقبتهم وأدان باقصي العبارات في الهجوم علي القوات تعمل في خدمة دارفور علي حد قوله وبالطبع لا يستقيم الفهم ان الجنرال قائد القوات الأممية المعنية بحماية كل مدني دارفور يطلب من الحكومة حماية أفراد قوته وبالقطع لا نعلم الخدمة التى يقدمها لدار فور إذا كان هذه مهمة ما ينبغي علي الحكومة السودانية القيام بها. والسؤال أكثر إلحاحا ما هو سبب وجوده في الأساس ؟ وكما يعلمه الجميع ان تاريخ هذه القوات في دارفور بدا بولادة عسيرة عندما رفضت الخرطوم رفضا قاطعا دخول القوات الأفريقية ارض دارفور وعليها قسما بالطلاق ولا يعرف ايا منهن مطلقة بثقافة اهل السودان وقتها كانت الخرطوم تعتقد ان هذه القوات جادة في المهمة المرسلة إليها وما ان جاءت هذه القوات والخرطوم لم تصدق الدور التى تقوم بها في خدمة الجيش السوداني ولذلك عندما أعلنت الاتحاد الأفريقي عجزها في تمويل هذه القوة رغم قلة العدد أعلنت الخرطوم استعدادها في تمويلها وعندما استدركت ان ذلك ما يخدش حيادها مررت المشروع عبر الجامعة العربية والتى كانت رافضة هي أخري دخول القوات الأفريقية لدار فور بيد ان الاممالمتحدة قطع الطريق للجامعة العربية وتبنت القوات الأفريقية بصورتها الحالية عندما أدادا وزير خارجية كونغو السابق إدارة القوة الأمية في دارفور اختار ان يختصر الطريق إلى النجاح بأيسر الطرق هو التعاون مع الخرطوم للقضاء علي التمرد في ظنا منه مثل متمردة كونغو لا يستطيعون أسماع صوتهم للعالم وقد سمح للجيش السودانى استخدام آلياته الحربية لنقل جنود الحكومة المحاصرة غرب كبكابية ولما افتضح الأمر ادعي بان الحكومة السودانية هي إلى قام بطلاء آلياتها الحربية بالشعارات الأممية مع الخرطوم لم تنفي لرفع الحرج عن أدادا لان الأمر لم يستطيعوا إخفاؤه وهذ من بين جملة من الإخفاقات تعرض أدادا لانتقادات لاذعة من الغربين بسبب خروجه عن الحياد وبالفهم الدبلوماسي ان انتقادات الي هذا المستوى يعنى طلب الاستقالة هو ما فعله بالفعل وغادر قبل نهاية مدته وترك جنرال الغاني هنري ابييدو لفترة بسيطة ولكنه قام بنشاط واضح وقتئذ وترك ملحوظات ذكية ولكن لم يستفيد منها من جاء بعده إبراهيم القمباري الذي سخر كل إمكانيات القوة الأمية لخدمة الجيش السودانى ولم يحدث ما يعكر صفوته إلا اتهام كإشا حاكم جنوب دارفور الكتيبة الرواندية بإخلاء جرحى إحدى حركات المعارضة المسلحة ووقته اصدر مكتبه بيانا نفي فيه تورط قواته القيام بعمل يقدح في حيادها وقال انه في مسافة واحدة بين الأطراف في الحياد لا يمكن ان يقوم بإخلاء جرحي احد الأطراف وبل طلب من البشير معاقبة كإشا. بسبب جحوده بالخدمات المقدمة للجيش السودانى منها أربعين سيارة جديدة لحرس الحدود وقام بتمويه المجتمع الدولى بعملية سلمية في الدوحة لإضعاف الحركات المسلحة وهو يدير أعماله من مكاتب الحكومة السودانية ووصل به الحال الي درجة اعتقادا منه ليس هنالك ما يحرجه بظهوره علنا مع عمر البشير بمناسبة زواج الريئس التشادى إدريس دبي علي كريمة زعيم الجنجويد موسي هلال لقد ضاق صدر المنظمة الدولية بسلوكه التى لا تناسب رجل يشعل وظيفة اميية وأثر انتقادات حادة من الغربيين منها وصف انه رجل مريض بكل أمراض أفريقيا مما اضطر إلى مغادرة منصبه مثل أدادا قبل سنتين من نهاية مدته وكان أسوأ. أعماله أرست قواعد التعاون الاستخبارية مع الحكومة وورط دارفور باتفاقية وهمية أما السيدة عايشة من النيجر في مدتها القصيرة جاءت بالعجب عندما قالت ان إخلاء جرحى الحكومة من صميم مهمة القوة الأميية وقد كان التبرير أسوأ من الفعل كأنها تريد ان تقول ان أهل دارفور لا يعرفون سبب وجود هذه القوات وإذا كان هذه مهمة القوات الدولية لماذا رفضت من قبل هذا الاتهام باعتباره قدحا في الحياد لا يمكن القيام به وبالفعل إذا كانت المهمة من صميم عمل البعثة لماذا لم تقم البدور المطلوب في المئات المعارك التى حدثت في بين الحكومة والحركات المسلحة وقبل هذا وذاك إذا كانت الحكومة ترفض للقوة الدولية ان تذهب إلى معسكر كساب للنازحين عندما اقتحمه الجنجويد ومنعتها من الوصول إلى شاوة حيث قتل العشرات من المدنيين بينهم الأطفال في مرمى البصر من مقر القوات الدولية وبالطبع هذا من صميم أعمالها ولكن الجيش الخرطوم منعتها من القيام بها فما التي تجعلها ان تغامر بإخلاء جرحى جيش الخرطوم حتى قبل ان تنتهي المعركة فان علاج الجرحى مهمة اى إنسان حتى من العدو و ليس مهمة القوة الدولية فحسب إذا صادف في الموقع إلا ان التخطيط لعلاج الجرحى أو إخلائهم لا يعنى اقل من دخول طرفا مباشرا في الحرب أما صميم عمل القوة الأفريقية بلباس الاممى في دارفور حماية المدنيين وليس دور الصليب الأحمر والهلال الأحمر وعلي كل ان اختبار الدبلوماسي الغانى المخضرم محل تفاؤل كبير ليس لان هذا الرجل صاحب خبرة طويلة بل لان الغانين أكثر الشعوب الأفريقية في الاتزان والجدية ولربما كان السبب في اختيار الغانى ولكن مع ذلك لا يتوقع منه كثير بسبب طبيعة الجيوش الأفريقية إلا إذا كان في إمكانه تقليص عدد النيجريين وإضافة عدد الجنود الروانديين والاثيوبين او من جنسيات اخري غير افريقية او عربية