علي الجربندي [email protected] معظم السودانيين يعرفون من هي البصيرة أم حمد كما يعرفون قصة معالجتها لمشكلة الثور الذي أدخل رأسه في الزير ثم استعصي إخراجه، فأمرت بقطع رأس الثور ولما لم يخرج الرأس من الزير أمرت بكسر الزير فخسر الناس الثور والزير معا. يبدو أن إدارة المرور قد تعاقدت مع البصيرة أم حمد كخبير وطني لحل مشاكل المرور، وقد قامت فعلا باقتراح العديد من الحلول الغريبة لمشاكل المرور. فكلما ضج مستخدمي الطرق وصاحوا” ناس المرور ديل جنو ولا شنو” تجد أن سبب ذلك احد الحلول المقدمة من البصيرة أم حمد. آخر ما تفتق عنه ذهن البصيرة أم حمد من حلول هو تحويل مسار البصات القادمة من مدني وما وراءها إلي الطريق الشرقي علي الضفة الشرقية للنيل الأزرق وذلك من أجل تقليل الحوادث في شارع مدني أو ما عرف بطريق الموت. من الواضح أن البصيرة أم حمد قد اقترحت علي ناس المرور ترحيل الموت شرقا فلا يكفي شارع واحد للموت. المقترح دخل حيز التجربة ومن المتوقع أن تظهر العديد من المشكلات لمستخدمي هذا الطريق منها مثلا: 1/ زيادة زمن وتكلفة الرحلة للمسافر القادم من مدني وما وراءها والمتجه إلي مناطق غرب النيل. فالقادم من (كسلا، القضارف، الدمازين، سنار، مدني) عليه أن يترجل في اقرب نقطة مقابلة لوجهته علي الطريق الشرقي ثم يعبر النيل الأزرق عن طريق ما يتوفر من معابر وهي كبري رفاعة الحصاحيصا وعدد من البنطونات في كل من الجنيد، الكاملين، ودراوة و العيدج. 2/ زيادة كثافة النقل المحلي بين مناطق غرب النيل في الاتجاهين مما يعني زيادة عدد المركبات المستخدمة للطريق الغربي وكذلك احتمالات الحوادث. 3/ زيادة كثافة النقل علي الطريق الشرقي مما يعني زيادة عدد المركبات المستخدمة للطريق الشرقي وكذلك احتمالات الحوادث. وهو ما يعني ترحيل الموت شرقا. 4/ كثافة الحركة العابرة لكبري حنتوب من الغرب إلي الشرق. 5/ كثافة الحركة العابرة لكبري ابوحراز. 6/ من الواضح أن المقترح سينقل مشاكل الطريق الغربي إلي الطريق الشرقي وبدل أن كان لدينا طريق واحد للموت سيكون لدينا طريقين للموت وبذلك نكون قد خسرنا الطريقين الغربي والشرقي مثلما خسر الذين سبقونا باستشارة البصيرة أم حمد الزير والثور.