حماد صابون – القاهرة [email protected] المشهد السياسى والعسكرى بولاية جنوب كردفان منذ ان بدات الجمهورية الثانية حربها على الحركة الشعبية ( قطاع الشمال ) فى 6 يونيو 2011 كتمرد منها على نصوص الترتيبات الامنية وهروب اعلنى من استكمال تنفيذ برتكول بولاية جنوب كردفان ، مازالت الاوضاع معقدة على كل الأصعدة رغم الضغوط والمبادرات المحلية والاقليمية والقرارت الاممية التى صدرت و فشلت فى نفس الوقت حتى فى معالجة الازمة الانسانية والامنية التى تتعرض لها المدنيين من ابناء النوبة فى مدن السودان المختلفة وبجانب طائرات الانتنوف التى ظلت محلقة فى سماء جبال النوبة بصورة يومية لقصف المدنيين فى تلك المناطق المدنية الخالية من تواجد الجيش الشعبى كهدف رئيسى لمليشيات الموتمر الوطنى التى تحولت الى استهداف المدنيين والثروة الحيوانية بشكل مباشر ، وما تطور الاحداث العسكرية على الارض التى لحقت بقوات الموتمر الوطنى بهزائم متتالية وعدم قدرتها على فعل اى تقدم على الصعيد العسكرى قد دفع الموتمر الوطنى نحو التفكير فى تمزيق ما تبقى من النسيج الاجتماعى لمكونات الولاية وذلك من خلال قرار الاعلان الذى اعلنه نائب رئيس الجمهورية ( طة ) فى ديسمبر 2012م تاكيدا لفظيا على لسانة ان رئيس الجمهورية فى فى عيد الاستقلال فى اول يناير 2013 سيعلن استقلالية ولاية غرب كردفان ، اعلان هذا القرار فجر ردود افعال شعبية وحزبية لأبناء الولاية على مستوى الداخل والخارج لرفض ( قرار الفتنة ) الذى لم يكن قرارا يهدف الى استقرار الولاية و انما ما وراء التقسيم ما يخدم اجندة الموتمر الوطنى كحزب عينه على موارد الولاية وليس على متطلبات حياة انسان هذه الولاية ، واخر ما ورد إلينا ان حزب (العدالة الاصل) قد نظم ندوة يوم الاثنين المنصرم بدارالحزب (بالمنصورة) حول تداعيات تقسيم الولاية ما بين ( الرفض والقبول ) وذلك لتحديد موقف القوى السياسية وخاصة موقف ابناء الولاية فى الاحزاب السودانية من هذا القرار وإلا ان ما حدث قد تدخلت الاجهزة الامنية الى فض الندوة التى كانت تتجة نحو اصدار بيان لتوضيح موقفهم الرافض ( لقرار التقسيم ) ، وربما هذا الموقف سيؤدى الى اغلاق دار حزب العدالة حسب ما ورد من مصادر موثوقة حاضرة فى قلب الحدث ، وظل هذا الارهابى الامنى الذى يمارسة حزب الموتمر الوطنى مستمرا ضد مواقف المجتمع المدنى والقوى السياسية بما فيها الاحزاب المتحالفه معها فى برنامجها السياسى ، ومع ذلك ظل الكل مراقب ومنتظر خطاب رئيس الجمهورية فى ذاك التاريخ المقرر لاعلان ولاية غرب كردفان ، وعندما حل فجر هذا اليوم الكل كان امام شاشات تلفزيون السودان المسمى بالقومى اسميا للأستماع هذا الحدث على لسان( حجرة و تقاطيع اصوات الحبال الصوتية المجروحة ) لرئيس البلد المنهار ولكن كانت المفاجاة تراجع البشير من اعلان استقلال ولاية غرب كردفان بقولة :ان الامر يحتاج لمشاورات مع اهل الشان واننا حريصون على وحدة مكونات الولاية وعدم تفتيتها وغيرها من الخطاب السياسى الغير متجدد فى تفاصيل محتواه لمخاطبة تحديات الوضع الراهن المعزوم فى السودان ، ولكن السؤال لماذا تراجع الموتمر الوطنى من القرار ؟ هل نتيجة للاستجابة لضغوط المجتمع المدنى ام هنالك شيئا اخر فى نفس يعقوب سيعلن فى مقبل الايام القادمة ؟ اننا فى رحلة البحث عن الاسباب الحقيقية الاستراتيجية لتراجع البشير من هذا القرار ، ولكن قراءت المحللين المتابعين لشان السودانى تشير الى ان خطاب البشير كان مربوكا وغير مستقر نفسيا من قرار التراجع ولكن خطابه فيه نوع من التطمين للذين وعدهم ( فى غرب وشرق كردفان ) سيكون لهم دول مستقلة غنية بثروات معدنية بترولية داخل الجمهورية الثانية التى ستقيم معهم علاقات فيدرالية او كونفيدرالية لتقسيم هذه الموارد وحرمان الذين تمردوا على جمهورية ( اهلة القبلة ). وايضا بعض اللمؤشرات تقول من الصعب تصديق ما صدر على لسان البشير ان قرار التراجع شى طبيعى والبشير فى حاله تراجع دائم فى مواقفه المتعددة فى شان الوطن والسبب فى ذلك إن هنالك مؤثرات اخرى تعزف على اوتار ( القبيلة والدين ) من خلال اعيان القبيلة وائمة مساجد الإسلام السياسى فى مركز السلطة لهما تاثير مباشر على حالة الطقس و التقلبات المناخية داخل مراكز التفكير فى الموتمر الوطنى ومن الطبيعى غدا تتوافد على مكتب رئاسة الجمهورية وفود ( الانتهازيين من ابناء الولاية وائمة المساجد واعيان القبائل ) وتقديم فتوى جديدة يسمح للبشير لتراجع من خطابه الذى قاله امام الشعب السودانى ، ولكن هنالك اسباب حقيقية تمثل نقطة تحول وتكشف نقطة ضعف الموتمر الوطنى الذى جعله اول مرة فى تاريخ مسيرة قرارتة المعادية لمصالح الشعب السودانى ان يتراجع منها : تفاصيل ضغوط حراك الانقسامات داخل مكونات الولاية وداخل الموتمر الوطنى نفسه باين حول رفضها قرار التقسيم وبجانب وفود ( النهود والفولة ) التى ظلت حاضرة فى بوابة رئاسة الجمهورية كحالة تنافس للفوز على عاصمة ولاية غرب كردفان واما اللجؤ الى خيار ولاية مستقلة اخرى وبجانب الطلبات المقدمة من قوم اخر فى شرق كردفان تتطلع الى ولادة ولاية مستقلة ضمن وعود الموتمر الوطنى لها كفوائد ما بعد الخدمة قبل وبعد الحرب وظلوا هذا القوم فى انتظار رد طلباتهم من رئاسة الجمهورية التى تراجعت من قرارها الذى اعلنها بشان( غرب كردفان ) وبهذه تحولت طلبات الأخرين فى شرق الولاية الى ماسورة 75 بوصة ، وتداعيات هذا التراجع سيقلص شعبية الموتمر الوطنى فى تلك المناطق التى اصطدمت بمواسير الموتمر الوطنى الذى ( يعلن ويتراجع ) ) وبجانب ستفقد علاقاتها مع الاحزاب التى تقف معها فى خندق المجاملات السياسية ،ولذلك هذا التراجع لا يفسر عن حكمة الموتمر الوطنى والاستجابة لصوت العقل واحترام مواقف القوى الشعبية والسياسية ومصلحة البلد وغيرها من المواقف الوطنية الايجابية و انما هى فقدت قوتها لفرض مثل هذه الاجندات التى تخدم مصالحها ، وبجانب عناصرها اليوم داخل هذه الولاية اصبحت معزولة من مجتمعتها وغير قادرة على تجديد خطابها السياسى الاستقطابى لجماهير تلك الولاية التى حدثت فيها انتفاضات الواعى الكامل بمخاطر سياسات الموتمر الوطنى فى الحاضر والمستقبل ، ولذلك نستطيع القول ان الموتمر الوطنى فقد قوتة العسكرية والأقتصادية اللذان كانتا يعلبان دورا فى فرض مثل هذه الاجندات التى تدمر مبادى وقيم مكونات الولاية القائمة على التعايش والتسامح الدينى ، ولذلك الحل الوحيد لمستقبل هذه الولاية ان تتجرد جميع ابنا ءالولاية بمختلف إثنياتهم من( الايدلوجيات الحزبية والدينية )الذى وظفه الموتمر الوطنى لتاخر الولاية من الاستقرار والتنمية وان يقروا مستوى الاستغلال الذى حدث لنخب الذين تحولوا الى (خدام المركز التنفيذي) وشعب الولاية الذى وصل به الحال الى الهروب من دياره والى مخابى الكهوف ومخيمات النزوح التى لم تتوفر فيها الامن الغذائى والنفسى جرا هذا الحرب ، ولذلك بالضرورة لنخب ولاية جنوب كردفان التحرر من قبضة نخب الولاية الشمالية الذين لم يخونوا اهلهم ولم يشردوا اهلهم ذات يوم ، ولذلك مراجعة موقفهم تجاه اهلهم والتوبة الحقيقية وطلب الغفران من اهلهم امر ضرورى فى سجلاتهم التاريخية التى تكتب بايدى الاجيال الحاضرة لبلاوى نخب جنوب كردفان الذى طال انتظرهم من الاجيال المتحررة ان تعلن تحريرها من قبضة نخب الشمال وتنضم لثورة الوحدة والتضامن مع الحركات المطلبية الناهضة والداعية لتجديدة العقد الاجتماعى لتعايش السلمى بين كل مكونات الولاية وطرح الاسئلة والاجابة عليها حول كيف نجحت خطط نخب الولاية الشمالية لأستقرار وتنمية انسان الولاية ولماذا نحن نخب ولاية جنوب كردفان نعمل كموظيفين لتنفيذ ما يضر اهلنا فى الولاية لصالح المركز ؟ وكيف يمكننا ان ندفع فاتورة لمعالجة ما افرزتة الموتمر الوطنى من سموم ضر بنسيجنا الاجتماعى خلال 23 عام اضر بامن أسرنا واقتصادها وتعليمها وصحتها ؟ هذه محطة فيها وقفه تاريخية تقيمية لمواقف نخب الولاية العسكريين والسياسين المدنيين الذين ظلوا مخلصين لخدمة اهداف المركز بواعى او بغير واعي.