قال وسيط من الاتحاد الافريقي ان رئيسي السودان وجنوب السودان اتفقا على اقامة منطقة منزوعة السلاح على امتداد الحدود المتنازع عليها بين البلدين في اقرب وقت ممكن وهو شرط طال انتظار تحققه لاستئناف صادرات النفط الجنوبية. وقال وسيط الاتحاد الافريقي ثابو مبيكي بعد القمة التي غادرها البشير وكير دون الادلاء بأي تصريحات “اتفقا على ضرورة اتخاذ اجراءات في اقرب وقت ممكن لتنفيذ كل الاتفاقات القائمة دون شروط”. وأكد أن الرئيسين السوداني عمر البشير ونظيره السوداني الجنوبي سلفا كير تعهدا بتحديد جدول زمني لتفعيل تطبيق الاتفاقات الموقعة بين بلديهما والمجمدة منذ ثلاثة اشهر والتي تتناول خصوصا تقاسم الثروات النفطية. ولم يتحدث مبيكي عن جدول زمني محدد للالتزام. وبهذا الاعلان ظهر الامل باحراز تقدم في تسوية الخلافات الخطيرة بين السودانين اللذين يواجهان وضعاً مالياً صعباً للغاية منذ توقف الجنوب قبل عام عن انتاج النفط الذي يمر عبر انابيب السودان للتصدير. وتتناول الخلافات بين البلدين خصوصاً تقاسم الثروات النفطية ووضع رعايا كل من الدولتين لدى الدولة الاخرى وترسيم الحدود ومستقبل منطقة ابيي الحدودية المتنازع عليها بين الدولتين. والاتفاقات التي وقعها البشير وكير في ايلول/سبتمبر 2012 لم تطبق حتى الآن. وفي ذلك الوقت اتفق البشير وكير على وسائل استئناف انتاج النفط من جنوب السودان الذي يتوقف تصديره على انابيب النفط في الشمال والذي اسهم قرار جوبا بوقفه منذ كانون الثاني/يناير 2012 على اثر خلاف مع الخرطوم، في توجيه ضربة قاسية لاقتصاد البلدين. وتنص هذه الاتفاقات ايضاً على اقامة منطقة فاصلة منزوعة السلاح على الحدود المشتركة. لكن الانتاج النفطي لم يستأنف حتى الان وتبقى مواقف البلدين مجمدة بشان ابيي، المنطقة التي تبلغ مساحتها مساحة لبنان ويطالب البلدان بالسيادة عليها. واعرب رئيس الوزراء الاثيوبي هايلي مريم ديسالين الذي استضاف المفاوضات، عن “ترحيبه الكبير” بالتقدم الذي احرزته المحادثات. وقال للصحافيين “انا سعيد جداً لاختفاء العقبات ولان تطبيق (الاتفاقات) يمكن ان يستانف”. واصبح جنوب السودان مستقلاً في تموز/يوليو 2011 بفعل اتفاق السلام الذي وقع في 2005 والذي ادى بعد ستة اعوام الى انفصال جنوب السودان عن السودان. وقد وضع هذا الاتفاق حدا لسنوات طويلة من الحرب (1983-2005 مليونا قتيل)، لكنه ترك مسائل عدة عالقة وبينها تقاسم الموارد النفطية وترسيم الحدود ووضع رعايا كل من الدولتين على اراضي الدولة الاخرى ومستقبل منطقة ابيي النفطية. وهذا اللقاء الاول بين الرئيسين منذ توقيعهما في ايلول/سبتمبر سلسلة اتفاقات امنية واقتصادية بقيت حبرا على ورق. وحضر الى اديس ابابا وفدان من جوباوالخرطوم يشملان وزيري دفاع البلدين للمشاركة في القمة الحساسة. وقبل اللقاء شوهد البشير وكير ومبيكي وهايلي مريم يتبادلون الاحاديث والضحك. ووصل رئيسا السودانين الجمعة الى العاصمة الاثيوبية وبدآ مباحثات منفصلة مع الوسطاء بحسب دبلوماسيين. ووصف المفاوض الرئيسي لجوبا باغام اموم الهجمات البرية والقصف الجوي الاربعاء بانها “مؤسفة” واشار الى ان جو المحادثات بددها. وقبل المحادثات نشرت الولاياتالمتحدة وبريطانيا والنروج بيانا مشتركا يطلب من جيشي البلدين “الانسحاب فورا” من المنطقة الحدودية. ولفت البيان الى ان استئناف الانتاج النفطي “مهم للغاية بالنسبة الى اقتصاد البلدين وينبغي ان لا يتاخر بسبب المفاوضات التي تتناول مسائل اخرى”. وقبل ساعات من الاجتماع، اتهم مسؤولون في جنوب السودان الجار الشمالي بشن هجوم على أراضيهم. وقال فيليب اجور المتحدث باسم جيش جنوب السودان إن القوات المسلحة السودانية شنت غارات جوية وبرية في ولاية بحر الغزال يوم الأربعاء. أما برنابا بنجامين، وزير الإعلام بجنوب السودان، فقال إن الغارات الجوية أسفرت عن وقوع “ضحايا في صفوف المدنيين”. وأضاف بنجامين في تصريحات لبي بي سي أن “القوات المسلحة لجنوب السودان صدت الهجوم البري.”