تعرض ميثاق الفجر الجديد لنكسة ، حيث أصدر حزب الأمة بياناً ذاخراً بالتحفظات ينسخ عملياً توقيعه ، بل ويتراجع عن الحد الأدنى للميثاق (اسقاط النظام) ، كما تنصل المؤتمر الشعبى عن توقيعه بطريقته المعتادة فى( التدابير ) ، حيث أصدر بيان التنصل باسم الحركة الاسلامية الطلابية ، مكرراً كليشيهات الاسلام السياسي التى قسمت البلاد واحطت بها وخربتها ، وكذلك اصدرت قوى الاجماع مجتمعة بياناً يشير الى تراجعها عن توقيع مناديبها . وقال المحلل السياسي ل(حريات) ان النكسة المشار اليها لها اسباب موضوعية وذاتية – الموضوعية تتعلق بالصراع الدائر فى جميع القوى السياسية مابين دوائر تسعى لاستدامة الوضع القائم والالتحاق به عبر تسوية ما ومابين تيارات جذرية تريد التغيير واعادة بناء البلاد على اسس عادلة وديمقراطية ، كما تتصل بتخريب اجهزة امن الانقاذ وطرائقها فى الترهيب والترغيب والابتزاز ، والتى تستند على مناصرة دوائر فى المجتمع الدولى ترغب فى الابقاء على الانقاذ مع (تشذيبها ) وبالتالى تريد هى الأخرى المحافظة على حالة الإنقسام فى المعارضة بحيث تسوغ وتبرر سياستها فى المحافظة على الوضع القائم . وأضاف المحلل السياسي ان للنكسة كذلك أسبابها الذاتية ، وتتحمل مسئوليتها الجهات المنظمة ، مثل الكلفتة فى التحضير ، والتركيز على الفرقعة الاعلامية اكثر من المضمون الفكرى والسياسي والعملى ، وعدم التشاور المسبق مع القوى السياسية الرئيسية حول الميثاق المقترح ، وعدم ضمان تفويض المناديب للتوقيع ، اضافة الى ضعف اشراك المثقفين الديمقراطيين مما أدى الى أخطاء فى الصياغة ، وهى أخطاء صارت مكررة فى أدبيات القوى المعارضة ، سواء الجبهة الثورية أو قوى الاجماع ، وتشير الى انغلاق هياكل هذه التنظيمات عن قوى الثقافة العريضة التى تدعمها . وقال المحلل السياسي ان دوائر الاستسلام للمؤتمر الوطنى فى القوى السياسية المعارضة وظفت الكلفتة والاخطاء على طريقة (حق يراد به باطل ) ، للانقلاب على مبدأ وحدة قوى التغيير . واضاف بان حالة التبعثر القائمة ذات آثار خطيرة ليس فقط فى الابقاء على النظام وانما كذلك على النسيج الوطنى ، وقال انه يجب التمسك بمبدأ وحدة قوى التغيير مهما كانت المصاعب والتعقيدات والانتكاسات ، واضاف انه مما يثير التفاؤل تصريح الاستاذ فاروق ابوعيسى – رئيس هيئة قوى الاجماع – لراديو(دبنقا) الذى حدد الاتجاه الصحيح قائلاً ( ان وثيقة الفجر الجديد ستدفع بمزيد من التوحد لعمل المعارضة في الفترة القادمة ، واوضح بان مشروع ميثاق الفجر الجديد سيتم عرضه من قبل الموقعين علي جميع فئات الشعب السوداني من قوي الاجماع الوطني اوالمنظمات الشبابية والنسوية ومنظمات المجتمع المدني بغرض الوصول الي مؤتمر قمة يجمع كل قادة الحركة السياسية المعارضة ، والتي وصفها بانها ضاقت المرواكتوت بسياسات الاقصاء والحروب من قبل نظام المؤتمر الوطني بالخرطوم . وكشف ابوعيسى في هذا الخصوص الى ان هذا المؤتمر المزمع عقده بين قوى المعارضة والجبهة الثورية على مستوى الرؤوساء والقيادات ، يهدف الي وضع خطة للم شمل كل فئات ومكونات الشعب السودان).