[email protected] يتظاهر طلاب الجامعات في شجاعة نادرة تواجه بقمع فوري من جهاز الامن والشرطة والرباطة، ويمضي قطار الربيع السوداني ببطء يجر خلفه السؤال الغبي: من هو البديل؟، والسؤال تخلق في رحم الانقاذ المسيطرة علي كل وسائل الاعلام والمحتكرة للمعرفة، والانقاذ لاتريد ان ترينا سوي ما نري ومن هنا يحدث تغبيش الوعي الذي يولد السؤال الغبي عن البديل، لنفترض ان كرهنا كشعب للاحزاب التقيلدية في محله فالاتحادي الديمقراطي الاصل سلم ذقنه للنظام، وحزب الامة يملكه الامام وهو رجل اقل ما يمكن ان يوصفه به انه رجل غامض، والمؤتمر الشعبي يتحمل كل اوزار النظام، والشيوعي تفرق دمه بين القبائل، واما بقية الاحزاب المنشطرة عن الاحزاب الام والاحزاب الاخري التي لاوزن لها بعد سقوط نظام البعث في العراق، كلها تطيل من عمر النظام بمعارضتها الهشة التي لاتترقي لمستوي المعارضة الجادة، انقسم الوطن والمعارضة يتحدث بعض اركانها عن الوفاق الوطني والتراضي الوطني ونداء الوطن، والوطن يتمزق ويضيع من بين ايدينا ونحن بعد نطرح ذات السؤال الغبي: من هو البديل؟، لنفترض ايضا اننا يئسنا وهرمنا في انتظار ان تفعل المعارضة شيئا، ولكن بالمقابل فان بقاء النظام يعني ثلاثة اشياء: ان تطالب اقاليم اخري بالانفصال، وان تستمر المعاناة اليومية لغالبية الشعب، وان يموت الشعب جميعه في حرب ابادة جماعية يقودها النظام منذ اليوم الاول لانقلابه المشئوم، ليس من الضرورة ان تصيبك رصاصة بين حاجبيك لتموت، وليس من الضرورة ايضا ان تسقط عليك قذيفة في قذف بالطائرات والمدافع والراجمات، انت عزيزي المواطن تموت كل يوم، الاطمعة الفاسدة ترفع من معدلات الاصابة بالامراض القاتلة كالسرطان، المياه الملوثة تخلف وراءها موتا بطيئا، الفقر يقتل فيك ادميتك فتموت بالحاجة، الذلة والمهانة تعيد لعصر العبودية الاولي، الجهل يجعلك تخوض حربا ضد نفسك لصالح نظام الابادة الجماعية، اطفالك يطردون من المدرسة والفساد ينهش جسد التعليم والمنتج جيل فاسد، انظر حولك عزيزي المواطن فانت لاتقضي غرضا يتعلق بمكاتب الدولة الا بعد مسح شنب الموظف، واذا رجهت لتاريخ الموظف تجد انه من اهل التمكين للفساد في الارض، اموالك منهوبة وخيراتك تسخر لخدمة اجندة الكيزان عدو الانسانية، وانت بعد تطرح ذات السؤال الذي يطرب قادة النظام ويطيل من عمرهم: من هو البديل؟، ولكن ان اجتهدت قليلا وبحثت عن الاجابة لوجدت ان الاجابة هي: البديل انا وانت، الشعب هو البديل، ولاتنسوا الحركات الشبابية التي تقود نضالا يوميا اضعف النظام الذي بدأ يتاكل من الداخل، الفوضي التي يتحدث عنها قادة النظام لتخويف الشعب هي ان البديل هي الفوضي والخراب وتفتيت البلاد، ولكن دعونا نسال انفسنا: أي فوضي اكثر من الحرب العبثية الدائرة في جنوب كردفان ودافور والنيل الازرق؟، أي فوضي اكثر من فساد القضاء؟، أي فوضي اكثر من جعل الفساد سياسة تتبناها وتحميها الدولة ان كانت هنالك دولة حق في ظل العصابة التي تحكم باسم الدين؟، أي فوضي اكثر من انك صرت تفكر وانت تصحو من النوم في البحث عن لقمة العيش الشريف في ظل هيمنة اللصوص سارقي قوت الشعبي ومصاصو دمائه؟، ان كل شروط التغيير قد اكتملت والنظام يتهاوي، ولم يتبق الا ان يتجاوز الشعب السؤال الغبي عن البديل فالبديل بجوارك فقط اصرخ باعلي صوتك واخرج للشارع لاجل اجيال قادمة وليس لاجل جيلنا الذي كتب عليه ان يخوض معركة تحرير البلاد من دنس الدولة الدينية.