وقعت اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين مسلمين كانوا يحاولون اقتحام كنيسة في احدى قرى محافظة قنا بصعيد مصر بعد ان اتهموا قبطيا من سكان قرية المراشدة في محافظة قنا (800 كيلومتر جنوبالقاهرة) بمحاولة التحرش جنسيا بطفلة مسلمة، بحسب مصادر امنية. وافادت المصادر ان عشرات من سكان القرية المسلمين اتهموا بائعا قبطيا في احد المحلات بمحاولة التحرش بطفلة مسلمة في السادسة من عمرها وتجمعوا بعيد ظهر الجمعة امام الكنيسة وحاولوا اقتحامها كما حطموا محلين مملوكين لاقباط بجوارها. واوضحت المصادر انه تم القاء القبض على البائع المتهم بمحاولة التحرش بالطفلة ومع ذلك استمرت احتجاجات سكان القرية المسلمين. واكدت ان الشرطة استخدمت القنابلالمسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين والقت القبض على عشرة اشخاص على الاقل ممن حاولوا اقتحام الكنيسة وشاركوا في تحطيم المحلين المجاورين لها. وقالت المصادر ان المتظاهرين المسلمين ردوا على الشرطة بالقاء الحجارة مشيرة الى ان القرية تشهد في الوقت الراهن كر وفر بين رجال الامن والمحتجين المسلمين. وشهدت مصر خلال السنوات الاخيرة توترات طائفية بين الاقباط الذين يمثلون ما بين ستة وعشرة في المئة من عدد السكان ومسلمين، وخصوصا في المناطق الريفية. واسفرت هذه التوترات اخيرا عن سقوط قتلى. ويرى محللون ان الدولة وأجهزتها الأمنية تتقاعس عن أداء دورها تجاه الاعتداءات الطائفية لمزيد تشتيت الضغط عليها؟ ويؤكد أن هناك تمييزا ضد الأقباط تمارسه أجهزة الدولة ويلقى بقدر من القبول من الشارع نتيجة لاتاحة الفرصة للمشاعر العدائية تجاه الأقباط كى تتواجد داخل المجتمع. ويقول متابعون للشن المصري ان صعود الثقافة الأصولية الوهابية منذ سبعينيات القرن الماضى والتي قدم لها النظام الحاكم كل أشكال الدعم قد أدى الى ترسيخ حالة الاستقطاب الديني بهدف تحريف مسار الصراع الاجتماعي والسياسي الدائر على أرض الواقع والذي قد يتخذ مسارات ثورية تهدد مصالح حكومة الاخوان المتصدعة.