قال المنسق السابق للشؤون الإنسانية بالأممالمتحدة في السودان موكيش كابيلا ان القوات الحكومية تنفذ سياسة التطهير العرقي ضد سكان جبال النوبة والنيل الأزرق . وأضاف كابيلا في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية بعد زيارته للاجئين سودانيين بجنوب السودان 18 يناير ، ان الوضع الأمني مضطرب والجوع والأمراض يحاصران السكان . ودعا المجتمع الدولي إلى مساعدة ( 1.5 مليون) شخص في المنطقة الواقعة على طول الحدود مع دولة جنوب السودان. وقال كابيلا (التطهير العرقي أدى إلى نتائج كارثية ، فالمناطق التي زرناها وهي مناطق (المتمردين) باتت خالية من السكان على مستوى واسع). وأضاف (ضحايا النزاع في النيل الأزرق وحدها ب 450 ألف شخص في وقت سويت فيه القرى بالأرض اما في جنوب كردفان حيث يعاني نحو مليون شخص من المعارك، شاهدت أفرادا يعيشون في مغارات وشقوق صخرية واضطروا إلى أن يقتاتوا من النباتات البرية وحرموا من الماء). وسبق وقال الدكتور موكيش كابيلا في ندوة عن دور الاممالمتحدة فى ازمة دار فور بلندن 21 مارس2012 ، ان مأساة دار فور تعتبر فشلا مستمرا للأمم المتحدة كما حدث فى مواقع اخرى شبيهة كرواندا وسيربانستا ، وانه شخصيا ليس فقط شاهد على فشل الاممالمتحدة فى دورها بدارفور فقط فى عامى 2003 – 2004 ، وبل منذ عشرة سنوات قبل ذلك التاريخ ، لان فشل الاممالمتحدة فى دار فور هو تكرار لفشل المنظمة فى رواندا فى عام 1994 ، وقد كان مسئولا هناك للمنظمة الدولية ، وقال انه قد قارن رسائل الاستغاثة التى كان يبعثها لرؤسائه فى نيويورك فى حالتى دارفور ورواندا ووجدها شبه متطابقة ، فقط الفرق ان رسائل رواندا كانت تلكسية ورسائل دارفور كانت عبارة عن رسائل الكترونية (ايميلات) ! وقال كابيلا انه ليس من العدل تنزيل الفشل السياسى الكبير الذى تتحمله الدول الفاعلة وتقزيمه الى فشل للعمل للانسانى للمنظمة الدولية ، وضرب مثلا وقال ان دولا مهمة بحجم الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة والنرويج كانت فى رئاسات مجلس الامن فى دورات متتالية خلال هذه الفترة ، وتساءل عن دورها ونفوذها السياسى للدفع فى اتجاه حل هذه المشكلة والتى كانت تشغل كل الراى العام العالمى ؟ جدير بالذكر ان موكيش كابيلا غادر منصبه منسقا للأمم المتحدة في السودان عام 2004 بعد أن كشف عن التطهير العرقي في دارفور حيث قتل -بحسب الأممالمتحدة- حوالي 300 ألف شخص بيد القوات السودانية والمليشيات المتحالفة معها.