سلام يا ... وطن !! صبيحة يوم 4/1/2013م قرر الأطباء والعاملون بمستشفى جعفر بن عوف للأطفال رفض قرار وزير صحة ولاية الخرطوم مأمون حميدة والقاضي بإغلاق المستشفى في وجه الحالات الطارئة اعتباراً من الأحد 17/يناير وأعلنوا استمرار العمل بالحوادث كالمعتاد، وأقروا تصعيد معارضتهم للقرار بكافة الأشكال الدستورية، ورفع مذكرة لرئاسة الجمهورية وناشدوا الشرفاء من أبناء الوطن للتضامن معهم وتوحيد الجهود لضمان استمرار المستشفى، وإطلاق حملة شعبية للتبرع بأدوية الطوارئ والتي توقع الاجتماع أن يقوم الوزير بسحبها من المستشفى. ومستشفى جعفر بن عوف يرتاده يومياً (500- 700) مريض، والعدد الكلي لأسرِّة الإقامة الطويلة (241) سرير والعدد الكلي لأسرة الحوادث 60 سريراً به (21) وحدة عاملة في الأطفال بكل وحدة استشاري طب أطفال إضافة لواحد أو اثنين من اختصاصيي طب الأطفال بكل وحدة (2- 3 ) من النواب، عدد الأخصائيين الكلي بالمستشفى (42) اختصاصياً... يمثل المستشفى أنه الوحيد المختص بطب الأطفال في السودان ومجانية العلاج في مختلف مراحله لكل المرضى.. وهذا الوضع لم يتسق وعقلية بروف حميدة وزير الصحة ولا عقلية حكومة التنغيص على شعبنا فجاء قرار الوزير بإغلاق المستشفى الأوحد بالسودان ليوزعه على مستشفى الأكاديمي وبشائر وإبراهيم مالك.. ونفهم أن الوزير يتصدى لكل القرارات الخرقاء.. ويصر على تمريرها بدعم من الوالي الذي يرهبنا بأن (حميدة خط أحمر) وقد نفهم أنهما يدخلان معنا في جعجعة لا طائل تحتها عندما يعترف الوزير متسائلاً (هل بعنا الأرض أم المستشفى أما مستشفى العيون قد بيعت بقرار سيادي)، وقد نفهم كل هذا الاستهبال .. ونفهم أكثر أن المستشفيات العامة فلتذهب إلى الأطراف أو إلى الأكاديمي أو إلى الجحيم لتزدهر المستشفيات الخاصة والجامعات الخاصة.. أما ما لا نستطيع فهمه هل الضمائر أصحبت مفردة لغوية لا وجود لها في دنيا الواقع؟! وهل سيادة الوزير وهو يوقع على إغلاق مستشفى جعفر بن عوف كان واعياً بأنه يوقع على وأد طفولتنا؟! وهو الطبيب ألا يدري بأن هذا المستشفى يقدم ما لن تستطيع تقديمه المستشفيات الثلاث التي نقلها اليهم؟! أم أنها المصلحة الخاصة وعقلية التدمير التي لا تعرف طرائق التعمير إلا بالقدر الذي يجعل من الاستثمارات الخاصة كنزاً للمال ولو على حساب أطفالنا؟! ولأن لكل سبب نتيجة فإن قرار البروف حميدة امتزج بدم الطفلة مناسك أوهاج التي كانت تعالج بمستشفى جعفر بن عوف وتتعافى وهي تحت إشراف الاستشاري والاختصاصي والنائب والعمومي يعطونها (درب كينين) كل ثماني ساعات، وجاء قرار (القتل) أقصد الإغلاق وبدم بارد نقلت إلى المستشفى الأكاديمي تعبت مناسك .. حضر النائب .. وهو بلا خبرة في طب الأطفال وجد أن الطفلة في غاية التعب .. بحث عن فايل الطفلة مناسك ولم يجد شيئاً .. اجتهد رأيه أعطاها فاليوم بالوريد .. وسط ذهول أبويها .. ماتت الزهرة التي كانت تشع حياة وحيوية.. وذهبت لرحاب أبٍ أرحم .. لم يذرف أوهاج دمعة .. سأل وسأل وسأل .. أجرت مستشفى الأكاديمي تحقيقاً حملت المسئولية للنائب.. ونرى أن النائب نفسه ضحية طمع الطامعين ممن يملكون القلم الأخضر وصاحب القلم الأسود .. وتبقى المشكلة الرئيسية إن النائب لم يقتل مناسك.. فقد قتلها قبله هذا القرار الأخرق.. وقتلها إهمالنا في أطفالنا وإهدارنا لحقوقهم وعجزنا عن أن نتخذ موقفاً حاسماً وقوياً تجاه هذا الوزير.. والمذكرة التي رفعت اليوم للسيد رئيس الجمهورية من المناضل في حقوق الأطفال بروف جعفر بن عوف أمد الله في عمره ليست كافية.. ولا وقفات الاحتجاج من الاختصاصيين والأطباء وعمال مستشفى بن عوف ليست كافية.. نحن ندعو لاحتجاج عام ومتحضر تجاه هذه السياسات التي تقتل الأطفال... ولأن مناسك أوهاج قد سجلت في صفحة التاريخ السوداني أول شهيدة لفكرة نقل الخدمة الصحية إلى الأطراف .. فخذوا حذركم مناسك في كل بيت.. وإذا صمتنا عن هذا الوزير فليستعد كل بيت في ولاية الخرطوم لتقبل العزاء في (مناسكه) وأوهاج سيصعد بقضيته لكل الجهات بدءاً من المجلس الطبي وانتهاءاً بالمحكمة.. فكونوا معه .. كلنا أوهاج .. وكلنا آباء لمناسك... ونعيد القول أن المتهم الأول هو من وقع قرار الإغلاق .. ومناسك من مرقدها تقول لبروف حميدة... قول واحد. وسلام يا وطن