هذه الايام الشعب السوداني يترغب بكل حذر النتائج المترتبة من الاستفتاء الخاص بتقرير المصير . والعالم اجمع ينتظر ما يمكن ان تؤؤل اليه الاحوال في السودان كل حسب اهدافه ومطامعه ومصالحه . فهذه الاتفاقية قد اوقفت نزيف الحرب التي جرت الخراب والدمار والجهل والفقر والفاقة على الشعب السوداني ودمرت الاقتصاد . و اطفات نار الفتنة وجنبت العباد الماسي والاحزان واوقد شمعة السلام الشامل.وبسبب هذه الاتفاقية وفي ظل الدستور الانتقالي انجزت واجيزت القوانين التي تهم امر السودان ولانجاز الاستحقاقات . اننا اذا كنا نتمتع بوعي سياسي وتصرف مسؤؤل فانه لا يمكن ان ننظر لهذه الاتفاقية على اعتبار انها وثيقة عادية بل هي من الاهمية والحساسية في صياغة التاريخ السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي والامني للسودان . بل وتعتبر إنجازاكبيرا في وضع اللبنات والاسس الهامة للحريات والديمقراطية.والذين يحاولون ان يتجاوزوا بمفهوم خاطئ اهمية هذه الاتفاقية فقد اخطأؤا التقدير لمجهودات وحقوق الذين شاركوا في صياغة وانجاز وولادة هذه الاتفاقية .فهذه الاتفاقية وثيقة هامة جدا في الحياة السياسية في السودان سواء تم الانفصال او ظلت الحال على ما هي عليه من وحدة بين الشمال والجنوب . وعلى كل حال يجب ان نرتفع ونرتقي بمفاهيمنا ومسؤؤلياتنا التاريخية لكي لا تمر دون ان تجد منا التقدير والفخر . وحتى لا نتجاوزها بمجرد تحقيق احد اهم استحقاقاتها المتعلقة بتقرير المصير ..واذا كان هنالك فهم سليم لواقع الحال فهذه الاتفاقية تستحق الكثير من الجميع.وفي هذه الفترة الحرجة من تاريخنا السياسي يجب ان يكون الخطاب معتدلا من جميع الاطراف وان نرتفع ونرتقي بهذا الخطاب الى ارفع درجات الفهم والدراية وان نتجاوز النظرات والمصالح الضيقة . وكذلك يجب ان تستمر الجهود من طرف السياسيين والادارة الاهلية والطلابية واصحاب العقل والحكمة في العمل على تثبيت مفهوم الوحدة الجاذبة وان تستمر المساعي في محاولة الوصول الى ما فيه مصلحة السودانيين . ايضا يجب ان يكون الجميع على قدر كبير من المسؤؤلية والحكمة في تقبل النتائج المترتبة من الاستفتاء . وان يعمل الجميع لتوفير كل وسائل الاستقرار في السودان مهما كانت نتيجة الاستفتاء .وليعلم الجميع ان هذا الامر مسؤؤلية تاريخية وانها حقا مسؤلية عظيمة وان الحساب سوف يكون عسيرا اذا اخطأنا في تقدير الامور والتعامل بمفهوم ضيق لتحقيق مصالح فئوية او غيرها . وبما ان الاستفتاء هو احد مستحقات هذه الاتفاقية بل هو من الاركان الاساسية لها لهذا يجب ان نكمل الاستعداد للتعامل مع نتيجة الاستفتاء بمسؤؤلية لكي لا يسقط الجميع في مستنقع الحرب والضياع وان نحافظ على هذه الاتفاقية لتحقيق ما بعد الاستفتاء من مصالح تهم الامة السودانية . وليشهد العالم ويسجل التاريخ ادراكنا السياسي ووعينا في تجاوز مخاطر وتحديات هذه المرحلة . وليقوم السياسيون من تحقيق الغاية الكبرى وهي قدرتهم على تطوير وتنمية وتعمير الوطن . وليظل اتفاق السلام شاملا على الدوام…. عبدالله ابراهيم احمد الدمام اقرأ في جرس اخير غدا صوتي… حريتي