ماحدث من إقتحام لحرمة جامعة الخرطوم وحرق لممتلكات الطُلّاب فى الداخليّات ،وضرب وإعتقال وإختطاف وإذلال وبمشاركة و” إسناد ” وتغطية ” بُمبان ” الدولة الأمنيّة البوليسيّة ، لهو عمل إجرامى بربرى يُعتبر- بلا شك – تدشين لمرحلة جديدة من إرهاب وعنف الدولة ومليشياتها ضد الطلاب.وهذا العنف ما لم يُلجم بالتحقيق المُستقل والنزيه والقبض على المعتدين وتقديمهم للعدالة ، سيقود البلاد بأسرع ممّا يتوقّع المراقبون، نحو هاوية مستنقع العنف والعنف المُضاد .وقد سبق أن قلنا من قبل أنّ عنف الدولة ، سيقود إلى عنف المُجتمع .وسبق أن طالبنا الدولة بالتحقيق والمساءلة القانونيّة فى أحداث مُشابهة حدثت فى جامعات مُختلفة ، نفّذها طُلّاب الحزب الحاكم ،وراح ضحيّتها القانون وهيبة القضاء والعدالة ،وأرواح بريئة من الطُلّاب ..وللأسف لم تُحرّك الدولة أىّ إجراءات قانونيّة أو سياسيّة جادّة ضد الجُناة المُعتدين ( المُخطّطين والمُنفّذين ). هذا العنف لاشك سيُعمّق لدى الطُلّاب وذويهم والمُجتمع السودانى بأكمله الإحساس المتنامى و الموجود – أصلاً - ضد الدولة وعجزها وعدم رغبتها فى الإصلاح وعدم إستعدادها لدرء العنف ومُفجّرات الإحتقان .. إنّه لأمر مؤسف بحق أن يصل عنف الدولة مُتمثّلاً فى ” عمايل ” مليشياتها إلى حضيض هذه المرحلة من الهمجيّة والبلطجة . وعلى أولى الأمر فى الحزب الحاكم أن يدركوا أنّ مرور مثل هذه الجرائم النكراء بدون عقاب ، سيقود إلى غضبة مُجتمعيّة كبرى ، وستدخل البلاد مُستنقع ودوّامة العنف المُجتمعى ، وهذا ما لا نتمنّاه لوطننا وشعبنا، وهو ما يقود بلادنا نحوه بوتيرة سريعة “بلطجيّة ” و” شبّيحة ” النظام..على العقلاء فى الإنقاذ إن بقى بين ظهرانيهم عُقلاء أن يحذروا غضبة الحليم !. مؤشّر حُريّة الصحافة : لا يصح إلّا الصحيح !. أطلقت منظمة مراسلون بلا حدود ( المؤشّرالعالمى السنوى لحريّة الصحافة – 2013 ) ، وقد إحتلّ السودان فى ” التصنيف ” موقعه المُناسب بين الدُول ” مُتوهّطاً ” فى زيل قائمة الدول المُنتهكة لحريّة الصحافة والتعبير ( 170 من 179 ) ” سابع الطيش ” بسبب الإنتهاكات المعروفة والموثّقة محليّاً وعالميّاً . واضح لمن يقرأ ويعتبر أنّ السودان يواصل التدحرج نحو القاع بصورة متواصلة. وبدلاً من الإعتراف بهذه الحقيقة ،والسعى للخروج من هذا الواقع الأليم ، تواصل قيادة إتحاد الصحفيين الإنكار والمُزايدة والتشكيك ، وتتمسّك بالإكذوبة ” البلغاء ” أنّ وضع الحُريّات الصحفيّة فى السودان ” أحسن ” من دول الجُوار، وهى أُسطوانة مشروخة ملّ الناس فى السودان سماعها ، وبخاصّة فى عصر الفضاءات المفتوحة . التصنيف العالمى السنوى يجىء نتيجة جهد كبير وشاق وحصيلة إستبيان علمى يُبيّن بشفافيّة منهج وكيفيّة ومعايير إعداده . وهو جهد يستحق التقدير والإحترام .والأجدر الإستفادة به فى الإصلاح، إن كان هناك ثمة إصلاح منظور ، بدلاً عن مواصلة الهروب من الواقع بالإنكار المجّانى المُهترىء ، لأنّه لا يصح إلّا الصحيح !.