خارطة الطريق ناصر بابكر سيناريو ممتع ومتوقع * أعلم أن كثيرين يفضلون الإنتصارات السهلة والفوز بعدد كبير من الأهداف لكنني على المستوى الشخصي أجد متعة لا تحدها حدود في الإنتصارات التي تتحقق بعد (ولادة متعثرة) وبعد معاناة شديدة وبسيناريوهات مثيرة لأن طعم الفوز وقتها يكون أحلى والفرح أقوى وأكبر خاصة وأنه يكون ممزوجاً بحسرة شديدة وإحباط ما بعده إحباط من قبل المنتمين للند التقليدي الذين أثق ثقة مطلقة أنهم تابعوا مباراة الأمس حتى الثانية الأخيرة منها وبتفاعل أكبر وضغط وتوتر أكثر والمؤكد أيضاً أنهم عاشوا فرحة غامرة لأكثر من تسعين دقيقة نسوا معها أن من يضحك أخيراً يضحك كثيرًا وهو ما ظهر في مدرجات القلعة الحمراء من خلال إحتفال لاعبي المريخ مع جماهيرهم عقب صافرة النهاية وإحتفال الجمهور نفسه مع مجموعة الأولتراس التي تتقاصر أي كلمات أمام وصفها ووصف الدور الذي تلعبه في تشجيع المريخ ولو كان الأمر بيدي لمنحتها جائزة سوداني للنجومية وليس في مباراة الأمس فحسب ولكن في كل مباريات حامل اللقب. * بالعودة للمواجهة نفسها، نشير إلى أنها لم تختلف عن الشكل المتوقع والذي يتسق مع قراءات الورق والمنطق الذي أشرنا ونوهنا أكثر من مره إلى أنه يشير إلى أن الأهلي يتفوق على المريخ في العديد من الجزئيات منها الجاهزية البدنية والإنسجام والتجانس بشكل يجعله أفضل تنظيماً دون أن ننسى إمتياز خوض الفرسان لثلاث مباريات قوية صقلت الفريق أكثر وجهزته بشكل أكبر من المريخ. * أما فيما يتعلق بحامل اللقب، فأحداث اللقاء جاءت أيضاً منطقية لأن المريخ في طور بناء بعد عملية تجديد واسعة وتغيير جلد كبيرة ستجعل الفريق بحاجة لوقت طويل للوصول إلى قمة مستواه وللوصول إلى الشكل الذي يرضي تطلعات أنصاره ومحبيه وبالتالي وعلى ضوء تلك الظروف يبقى الإنتصار والحصول على النقاط الثلاث بغض النظر عن الكيفية وبغض النظر عن السيناريو الذي تحقق به مكسباً لا يقدر بثمن ويستحق الإحتفاء خاصة وأن المريخ حصل على الأهم في حسابات الدوري وهو النقاط التي نتمنى أن يستمر الأحمر في حصدها بغض النظر عن شكل الأداء. * ولكي يستمر الفريق في تحقيق الإنتصارات لابد أن يعي الجمهور أن لديه دور كبير يفترض أن يلعبه لتحقيق هذا الهدف وهذه النقطة تحديداً تدفعني للتوقف كثيراً عند جزئية الأولتراس التي تستحق آلاف التحايا وتستحق تنصيبها نموذجاً نتمنى نتمنى نتمنى أن تحتذي به بقية التنظيمات الجماهيرية من تجمع روابط ولجنة تعبئة ودعم شرعية وغيرها من المسميات التي تتواجد ك(لافتات) في المدرجات دون أن يكون لها أي أثر أو دور فعلي في التشجيع والمساندة. * في رأيي، الأولتراس حالياً هي النموذج الأفضل في الكوكب الأحمر لأنها مجموعة تعي دورها بالكامل وتنجزه بدون تقصير و(زي ما الكتاب بقول) وأكثر ما يعجب في هذه المجموعة أنها تشجع المريخ والمريخ فقط ولا تعرف التسبيح بحمد الرجال أو مساندة الإداريين أو التردد على المكاتب. * ليت كل جمهور المريخ أولتراس يشجع طوال الدقائق التسعين وليتهم كلهم أولتراس يزيدون قوة في التشجيع عند التأخر في النتيجة وليتهم كلهم أولتراس يكون عندهم كل اللاعبين سواسية وليتهم كلهم أولتراس يساندون المخفق ويشدون من أزره أكثر من مساندة المتألق وليتهم كلهم أولتراس يشجعون بروح المريخ وبقلب لا يحمل سوى حب المريخ وعقل لا يفكر سوى في مصلحة المريخ. * أجمل مافي مباراة الأمس إلى جانب الإنتصار الغالي والمهم وإلى جانب المردود الرائع للأسد أمير كمال وللمصري أيمن سعيد وإلى جانب هدوء إسماعيل صديق والفعالية الكبيرة التي أحدثها دخول فيصل موسى وراجي هو إحتفال اللاعبين مع الجمهور عقب صافرة النهاية وهو منظر إفتقدناه كثيراً ونادينا به مراراً وتكراراً لأنه نواة لحدوث ترابط كبير وقوي بين الفريق والأنصار ونواة لإعادة روح إفتقدها النادي الكبير لسنوات طويلة. * الأولتراس.. أحسن ناس.